2015-10-10 

خبر غير عاجل: تنظيم داعش يهدد وجود القاعدة

من واشنطن، خالد الطارف

مع دخول تنظيم داعش عامة الثاني استطاع أنّ يبسط سيطرته على مناطق واسعه من سوريا والعراق، وتنبى هجمات متتالية في عدد من الدول كالكويت والسعودية ومصر وفلسطين، ونجح فيما عجز عن فعله تنظيم القاعدة المشابه له في الفكر، بل وسحب البساط منه حتى أصبحت أخبار داعش تتقدم وسائل الاعلام والصحف. بحسب دويتش فليه يرى الخبراء أن تنظيم داعش الذي أنشأه أبو مصعب الزرقاوي في العراق عام 2006 لمحاربة الجيش الأميركي ثم تزعمه أبو بكر البغدادي أصبح يشكل تهديدًا وجوديًا للتنظيم الذي أسسه أسامة بن لادن. ففي الوقت الذي تقدم قادة تنظيم القاعدة في السن وباتوا يفتقرون إلى المبادرة على الأرض، أصبح تنظيم داعش أول تنظيم إرهابي يسيطر على مساحات جغرافية شاسعة بين العراق وسوريا. وبحسب دويتش فليه رأى توبياس فيكن وبنديكت ويلكنسون من المعهد الاسترالي للسياسة الإستراتيجية أن تنظيم داعش يمثل بالنسبة إلى تنظيم القاعدة مأزقا فعليا، موضحين أن داعش يستقطب دائما الأضواء ويحتكر الدعاية التي ترتدي أهمية حيوية بالنسبة إلى المجموعات الإرهابية. وأضافا "لا تواجه القاعدة خطر أن يتجاوزها منافس فحسب، بل أن تزول تمامًا، فالصعود السريع لداعش يشكل بالنسبة إليها تهديدا وجوديا. وأشار الخبيران إلى أنّ داعش أصبح الخيار الأفضل بالنسبة إلى من يتطلعون إلى الجهاد لاسيما عبر اجتذابه آلاف المقاتلين من العالم اجمع، وتمكن من هزم القاعدة في عقر دارها عبر خسارة العنصر البشري والإمكانات العسكرية الضرورية لـ(تحقيق) طموحاتها السياسية. ولفت الخبيران إلى أن الانضمام إلى أنصار بن لادن على الحدود الباكستانية الأفغانية كان صعبا ومكلفا وخطيرا، في حين أن الانخراط في صفوف تنظيم داعش في مناطق نفوذها لا يتطلب سوى التوجه إلى اسطنبول ثم الحصول على بطاقة تخول الصعود في حافلة. وأوضح الخبيران أنّ العنف المفرط الذي يتقن داعش إبرازه إعلاميًا يشكل قوة استقطاب لجمهور معين، خاصة لأولئك الذين يرغبون في الانضمام إلى الجماعات الإرهابية. وعلق جان بيار فيليو البروفسور في معهد الدراسات السياسية في باريس "في تونس والكويت، كما كان يحصل سابقا في اليمن أو السعودية، يريد داعش أن يزرع الرعب لدى السكان المستهدفين ويقدم نفسه على انه أكثر قسوة من منافسيه الجهاديين في القاعدة". تزايدت الانشقاقات من نيجيريا إلى باكستان في صفوف الحركات الإسلامية المسلحة التي كانت أعلنت ولاءها لأسامة بن لادن لصالح أبي بكر البغدادي، وانضمت مجموعات في مصر وليبيا والجزائر واليمن والسعودية إلى البغدادي، حيث بدأت في تنفيذ أساليبه الوحشية ونهجه الإعلامي. ففي مصر بات تنظيم "أنصار بيت المقدس" فرعا لتنظيم داعش في سيناء وأعلن مسؤوليته عن سلسلة هجمات طالت الجيش والشرطة المصريين. والأربعاء، شن عشرات المسلحين هجمات منسقة على مواقع للجيش ما أسفر عن سبعين قتيلا على الأقل بين عسكريين ومدنيين. وفي أفغانستان وباكستان، وحدهم قياديون من الصف الثاني أعلنوا ولاءهم حتى الآن لتنظيم داعش، لكن جماعة بوكو حرام القوية في نيجيريا انضمت إلى التنظيم في مارس وأطلقو على المنطقة اسم "ولاية غرب إفريقيا". وآخر المنضوين كانوا المتمردين الإسلاميين في روسيا الذين أعلنوا "ولاية القوقاز" في نهاية يونيو. وكانت الانقسامات بين التنظيمين الإرهابيين بدأت قبل نحو عشرة أعوام عبر تبادل رسائل اتهم فيها قادة القاعدة الزرقاوي بارتكاب مجازر بحق الشيعة لا تخدم "القضية الجهادية"، غير أن هذا الانقسام تحول اليوم إلى مواجهات. ففي سوريا، تدور معارك منتظمة بين مقاتلي جبهة النصرة، فرع القاعدة في سوريا وعناصر تنظيم داعش، والأمر نفسه يحصل في ليبيا للسيطرة على مناطق نفوذ أخرى. واعتبر الخبراء أن الأمور بلغت نقطة اللاعودة حين بثت تنظيم داعش الشهر الفائت شريطا مصورا يظهر قطع رؤوس 12 مقاتلا ينتمون إلى مجموعات مسلحة أخرى بينها القاعدة، ورد تنظيم "جيش الإسلام" المتحالف مع النصرة بإعدام 18 مقاتلا من داعش وتوثيق ذلك في شريط مصور.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه