2015-10-10 

خبر غير عاجل: نهاية الدولة في اليمن!

وجدان فهد

فقدت اليمن شرعيتها على وقع الأحداث الأحادية الجانب من جهة الجماعة الحوثية ، وصارت مظاهر الأمن والاستقرار فيها شبه منعدمة سيما بعد احتجاز الرئيس المستقيل عبدربه منصور والسيد خالد بحاح رئيس الوزراء وعدد من المسئولين اليمنيين من قبل تلك الجماعة . الأمر الذي أدانه مجلس التعاون الخليجي وطالب فورا بإطلاق سراحهم ، والاهم من ذلك فإن مجلس التعاون وتحديدا في اجتماع الدورة الحادية والأربعين الاستثنائية المستأنفة للمجلس الوزاري لمجلس التعاون الذي عُقد في الرابع عشر من الشهر الجاري قد تمخض عن دعوة مجلس الأمن الدولي لاتخاذ قرار تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة يتضمن إجراءات عاجلة للحفاظ على السلم والأمن الدوليين الذين يهددهما استمرار الانقلاب على الشرعية في اليمن . وبحثا في الأسباب والدوافع التي أوصلت اليمن إلى هذا المستوى من الفوضى والصعود الحوثي بالانقلاب ، فهي بلا شك عديدة ويتدخل في تفاقمها عدة أطراف ، أولها ما يتعلق باستقالة الرئيس اليمني نفسه حيث يعتبر المحللين السياسيين استقالته قد وفرت للحوثين فرصة استغلت بها الفراغ الدستوري الناتج عن تلك الاستقالة في السيطرة علي السلطة اليمنية. وبالنسبة لمسؤولية الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح في التسبب بالأزمة اليمنية، فبالرغم من إزاحته من السلطة عن طريق المبادرة الخليجية عام 2012 ، فإنه ما زال أحد اللاعبين الأساسيين في المشهد اليمني، حيث يعتبره بعض المحللين السياسيين بأنه هو المتسبب الرئيسي في وصول الدولة اليمنية لوضعها الحالي لأنه كان قد حكم اليمن منذ عام 1978 حتى فبراير 2012, وبالتالي هو الادرى بخبايا نظام الحكم وكيفية الإمساك بزمام السلطة. أما عن جماعة الحوثيين أنفسهم فالجميع يحملهم مسؤولية التسبب في حدوث الأزمة اليمنية بعدما قامت باحتلال صنعاء في الحادي والعشرين من سبتمبر 2014 ، واقتحام قصر الرئاسة اليمنية مما جعل الرئيس هادي مضطرًا لتقديم استقالته ، وقد تداركت الجماعات الحوثية الموقف من وجهه نظرها فعمدت إلى إصدار إعلان دستوري لملء الفراغ السياسي ،و هو ما رفضه وزراء خارجية دول مجلس التعاون في اجتماعهم الأخير، ناهيك عن الاتهامات الموجهة للحوثيين بالمراوغة ضد المصلحة العليا لليمن، وخاصة فيما يتعلق بمسألة المشاركة في الحوار الوطني مع القوى السياسية اليمنية الأخرى ، ففي الوقت الذي توافق فيه علي تلبية دعوة المبعوث الدولي إلى اليمن جمال بن عمر للحوار، فإنها تصر علي تمسكها بالإعلان الدستوري الذي أصدرته يوم السادس من فبراير الجاري. ومن ذلك يتبين أن جلّ الأطراف الداخلية مشتركة في إشعال فتيل الأزمة اليمنية ، ولكن ماذا عن الأطراف الخارجية ؟! لقد ساهم الإعلام بدور كبير أيضا فيما وصلت إليه اليمن من حالة الفوضى واللادولة ، حيث عمدت بعض وسائل الإعلام إلي مساندة طرف علي حساب الطرف الأخر، وجاءت (قناة المسيرة) لتكون اللسان الناطق عن الحوثيين تيمنا بامتلاك حزب الله اللبناني لقناة المنار . ناهيك عن الدعم الإيراني للجماعات الحوثية واحتضان طهران إلى حسين بدر الدين الحوثي مؤسس الحركة الحوثية ، مع والده بدر الدين الحوثي بعد خروجه من صعدة في مطلع الثمانينات، ثم عمل بعد عودته على نشر مبادئ الثورة الخمينية في اليمن . وعليه يبقى مفتاح الحل في يد الأطراف الداخلية أولا ومن ثم المساعدة العربية والدولية قبل أن ينهار اليمن أو يتفكك على وقع حرب أهلية لا قدر الله ، وليس هناك أفضل من الاستناد على المبادرة الخليجية كمرجعية لاستئناف العملية السياسية بين القوى اليمنية، ومخرجات الحوار الوطني بما في ذلك إقرار الدستور والترتيب للانتخابات الرئاسية و البرلمانية وبناء الجيش ومؤسسات الدولة على أسس وطنية جامعة . واخلص إلى ما استذكره من كتاب "نازح من جازان – مفاجآت التمرد الحوثي على الحدود السعودية " لمؤلفه هادي فقيهي بأن في الحروب كل الأطراف خاسرة فليس هناك رابح إلا من سلم منها وحتى من لا ناقة له ولا جمل قد خسر أثمن ما لديه وهو موطنه ... حفظ الله بلاد العرب والمسلمين وجنّب خليجنا العربي ويلات وشدائد..

التعليقات
نجيبة محمد مطهر
2015-02-17

جميع الاطراف سنتهي والشعب اليمني سيقرر مصيرة وفي الاسبوع القادم سيبدء العصيان المدني لمدة ثلاثة ايام بعد ذلك كل مواطن يحمي شارعة الى ان تحمي نفسها من المليشيات المسلحة وكل حارة تحكم حاراتها بالاحكام العرفية ويجب على المجتمع اليمني ان يصفي نفسة من كل هذه المخلفات طالما انه لايوجد رجل رشيد اما بالنسبة للحدود فكل دولة ستحمي حدودها والجيش اليمني يسرح لانه لاينفع وسيكون هناك حزمة من الاجراءات الاقتصادية وعلى الشعب ان يطهر نفسه من الاحزاب ما عدا المعسكرات التي لم تستسلم تجلس بثكناتها

أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه