2015-10-10 

خبر غير عاجل: تنظيم داعش يريد البلقان الأوروبية!

من القاهرة، حمزة أمين

بدأ تنظيم داعش يسليط الضوء على أزمة مسلمي البلقان، ويزعم خلال دعايته أن تاريخ المسلمين البلقان خلال المائة سنة الأخيرة كان عبارة عن تسلسل زمني لأعمال القمع ضد المسلمين. ودعا التنظيم مسلمي البوسنة والهرسك وصربيا وكوسوفو ومقدونيا بقتل جيارنهم الكفار، مؤكدين أنّ الجهاد هو السبيل للكفاح ضد الشيوعيين والصليبيين أو اليهود. ونشر داعش فيديو لشاب يتحدث باللغة البوسنية قائلًا: ضعوا المتفجرات تحت سياراتهم والسم في أكلهم واتركوهم يموتون، أطلقت ألقاب على الإرهابيين بالفيديو، في إشارة إلى أصلهم، مثل البوسني والألباني أو الكوسوفي. وتحدث الإعلام المحلي على مدى أيام عن رغبة التنظيم الإرهابي في استهداف منطقة البلقان، مما خدم مصلحة المتطرفين وحقق أهداف دعايتهم، فيما أشارت تقارير إعلامية عن محاولات التنظيمات الإرهابية التغلغل بين صفوف مسلمي البلقان. ونقلت صحيفة " فيلت أم سونتاغ" عن مسؤولين في قطاع الأمن الالماني أن متطرفين إسلاميين يتبنون شبكات تدريبية للجهاديين. بحسب دويتش فليه. وتحدث مصادر الصحيفة عن أوضاع مقلقة، وذكروا أن هذا الموضوع كان في جدول مناقشات اللجنة البرلمانية المختصة وكذلك داخل قمة الدول الصناعية السبع الأخيرة. ورغم اختلاف مواقف الخبراء حول مدى خطورة تهديدات التنظيم الإرهابي في منطقة البلقان، فمما لاشك فيه هو أنه يقوم بتجنيد عدد من مؤيديه الجدد من هذه المنطقة. وتحدثت تقارير عن وجود 250 مقاتلا من كوسوفو يحاربون إلى جانب التنظيم. وهو عدد كبير في أوروبا مقارنة بعدد السكان. كما توجد البوسنة والهرسك في مرتبة عليا على قائمة عدد الجهاديين المجندين، حيث يتعلق الأمر بشباب غير متعلم ومهمش اقتصاديًا ومجتمعيًا. وبحسب الخبير في قضايا الارهاب فلادو أتسنوفيتش أن التطرف يعود إلى الأوضاع العامة وبارتباطات الهوية فضلًا عن الأوضاع الاقتصادية المزرية في الأوطان، قائلا: فهم يسافرون إلى مناطق حروب يجهلونها كاملا للمشاركة في حرب لا يفهمون مغزاها، وفقط لأنهم يعتقدون أنهم يقومون بتنفيذ تعاليم رب العالم من خلال ذلك. وبحسب وكالة الأنباء الألمانية شكك أزينوفيتش، في استهداف تنظيم داعش لمنطقة البلقان، مؤكدًا أن نظرية استخدام البلقان كبوابة للجهاديين هي عبارة عن دعاية إعلامية، لافتًا إلى أنّ داعش يرسل أسبوعيًا أكثر من 200.000 رسالة قصيرة عبر التويتر تتضمن تهديدات بلغات مختلفة. . بينما شدد الباحث بمعهد الدراسات السياسية في بلغراد فيليب إجدوس على ضروري أخذ تهديدات تنظيم داعش على محمل الجد، محذرًا من هجمات يشنها التنظيم في أوروبا. وقلل اجدوس من إمكانية قيام التنظيم بتأسيس فرع له في البلقان، إلا أنّه لفت إلى أنّ الأوضع غير المستقرة في البلقان تجعله فريسة سهلة لمسلحي التنظيم، داعيًا النخبة السياسية إلى التوصل إلى تعاون قوي بين الديمقراطيات الغربية للتوصل إلى جواب على التهديدات الإرهابية. ويشير الخبير إجدوس إلى أنّ الحروب التي شهدتها يوغوسلافيا السابقة في تسعينات القرن الماضي اتسمت أيضا بنزاعات دينية جمعت بين الصرب الأرثوذكس والمسلمين البوسنة والكرواتيين الكاثوليك. وتابع حارب مجاهدون إلى جانب مسلمي البوسنة، وبعد انتهاء الحرب بقي التفسير المتشدد للإسلام سائدًا. يؤكد إسماعيل حسن الباحث في سوسيولوجيا الأديان بالعاصمة بريشتينا لوكالة الأنباء الألمانية أنّ نفس الأمر ينطبق على كوسوفو، فبعض الأئمة الذين درسوا في منطقة الشرق الأوسط ويقومون بنشر الشروح التقليدية للإسلام، غير أن تلك الشروح المتشددة لا يتم الترحيب بها في البلقان وأنا متيقن أن مصير مثل تلك الشروح الزوال سريعا .

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه