2020-12-23 

عبد الرحمن الراشد: "وسائل الإعلام التقليدية والحديثة حققت خلال أزمة كورونا إقبالاً لم أشهد له مثيلاً من قبل"

الرياض بوست

بحضور سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس دبي للإعلام وخلال إحدى جلسات الدورة التاسعة عشرة لمنتدى الإعلام العربي التي نظمها اليوم افتراضياً نادي دبي للصحافة، بمشاركة عن بُعد من شخصيات القيادات الإعلامية والخبراء من المنطقة والعالم، قدّم الإعلامي والكاتِب في صحيفة الشرق الأوسط، عبدالرحمن الراشد، تقييمه للإعلام العربي خلال المرحلة السابقة و رؤيته لمستقبله لاسيما في ظل التداعيات عميقة التأثير التي جلبتها أزمة كوفيد-19 العالمية.

    

وقال الراشد خلال الجلسة، إن العام 2020 كان عاماً مضطرباً وحافلاً بالتحديات وصعباً بصفة خاصة بالنسبة للإعلام بسبب أزمة فيروس كورونا، وقال إن الأمر الوحيد الذي ربما نتفق عليه في خلال هذا العام هو صعوبة ما مررنا به من تحديات. وأوضح الراشد، أن الإعلام العربي خلال العام 2020 كان جزءًا من المشكلة وأيضاً جزءًا من الحل، فبقدر ما أسهمت المنصات الرقمية في التخفيف من وطأة أزمة التواصل المباشر بين البشر بفعل المخاوف التي انتشرت بسبب تفشي الفيروس، بقدر ما فشلت بعض وسائل الإعلام في اختبار المصداقية.

وأكد الراشد أن جمهور وسائل التواصل الاجتماعي يتحمل جانباً كبيراً من المسؤولية فيما يجري الحديث عنه من جوانب سلبية، سواء نشر الأخبار المفبركة أو نشر الشائعات، وصولاً للسعي بقصد أو دون قصد لبث الخوف والذعر في نفوس الناس، الذين وضعتهم الأزمة في حالة من القلق، ودفعتهم للتشبث بأية معلومة ربما تكون في أساسها غير صحيحة. 

وأضاف الراشد خلال الجلسة، أن هذه السنة تُصنّف من وجهة نظره أنها "سنة المعلومات"، وجزء أساسي من صناعة المعلومة هو الإعلام، لافتاً إلى أن العديد من وسائل الإعلام التقليدية والحديثة حققت خلال أزمة كورونا إقبالاً لم يشهد له مثيلاً خلال مسيرته الإعلامية، والسبب هو اهتمام العالم أجمع بموضوع واحد يهدد البشرية كلها، على خلاف السنوات السابقة التي كانت تجمع الناس فيها قضايا مختلفة.

وتابع الراشد حديثه، قائلاً: "من غير الموضوعي نسف إنجازات الإعلام التقليدي والإيمان فقط بفكرة أن فئات المجتمع تؤمن وتستخدم المنصات الرقمية، لأن الفئة التي تعمل في الإعلام التقليدي والإعلام الجديد هي نفسها"، منوهاً أن حسابات رواد التواصل الاجتماعي مهما بلغت متابعتهم فهي لا تتخطى بضعة ملايين، والمعلومات التي يقدمها أصحاب هذه الحسابات لا تتسم بالاستمرارية، بينما الاعلام التقليدي، والذي أفضل تسميته بـ "الإعلام المتجدد" يتميز بخاصيتين أساسيتين أولاً لديه أعداد هائلة من المتابعين وثانياً لديه كمية ضخمة من المعلومات التي ينشرها باستمرار ومصداقية.  

 

تأثير الإعلام في السياسية

وحول مدى الاهتمام المبالغ فيه من قبل الإعلام العربي بالمواضيع السياسية، قال الراشد إن الفكرة التي يروج لها البعض حول قدرة الإعلام على تغيير المشهد السياسي لا تعدو كونها (خُرافة)، فالمشهد السياسي يصنعه السياسيون، مشيراً إلى أن القضايا السياسية قفزت لمقدمة المشهد الإعلامي العربي بسبب الطفرة التي نشهدها في المنصات الرقمية وشبكات التواصل الاجتماعي، ودور الإعلام في هذا السياق يتوقف عند خلق الوعي الإعلامي والسياسي للجمهور، فالإعلام مجرد وسيلة وليس غاية، وهو يؤثر نسبياً في المشهد السياسي ولكن لا يصنعه.  

 

نظام إعلامي جديد

وقال الإعلامي عبدالرحمن الراشد خلال الجلسة الافتراضية التي تضمنها منتدى الإعلام العربي اليوم: "نشهد نظاماً إعلامياً جديداً في المنطقة قائم على استهداف شريحة محددة تتميز بخصائص إنسانية وجغرافية معينة، على عكس النموذج السابق الذي استهدف وخاطب الجمهور بصفة عامة". 

وأكد الراشد في نهاية الجلسة أن أزمة كورونا غيّرت المشهد الإعلامي العربي، وخلال انتشار الوباء اكتشف الإعلاميون أن العالم ليس فقط سياسة، وأن هناك قضايا أكثر أهمية للبشرية مثل الصحة والطب وغيرها من المواضيع ذات الارتباط ببقاء الإنسان وتطوره. 

وتم نقل فعاليات منتدى الإعلام العربي عبر تغطية مباشرة لجميع جلساته والتي تخللها حفل جائزة الصحافة العربية، عبر مختلف المنصات الرقمية وشبكات التواصل الاجتماعي التابعة لنادي دبي للصحافة وعلى الموقع الإلكتروني للنادي ولمنتدى الإعلام العربي، حيث تجاوز عدد المتابعين أكثر من 10 آلاف متابع على تويتر لايف، وفيسبوك لايف، وانستجرام لايف، بالإضافة إلى المنصة الرسمية الخاصة للدورة الافتراضية للمنتدى هذا العام، ليرسّخ المنتدى مكانته كأكبر حدث سنوي للوقوف على حال الإعلام العربي، حيث شكلت التغطية الواسعة للمنتدى على مختلف المنصات الرقمية وشبكات التواصل الاجتماعي تجربة تفاعلية فريدة في مجالات الابتكار الإعلامي، وصورة واقعية لما يمكن أن يصبح عليه الإعلام العربي في المستقبل.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه