2019-12-26 

تحالف الشر 3 "إيران" و"#الإخوان" عام من العلاقات المتينة والقوية

منى المنجومي

يعتبر العام الذي أصبح فيه محمد مرسي رئيسا لـ"مصر" نقطة تحول في العلاقات بين الإخوان المسلمين والنظام الإيراني، وفي هذه الحلقة من سلسلة تحالف الشر سنلقي الضوء على العلاقات المصرية الإيرانية والتي انتقلت من قطيعة استمرت  لعقود إلى علاقات متينة وتحالف قوي بين الطرفين، وهي امتداد التقارب الفكرى بين النظام الإيراني وجماعة الإخوان المسلمين، وعلى الرغم من قصر فترة حكم مرسي لمصر والتي لم تتجاوز العام، إلا أنها شهدت زيارات متبادلة بين أعلى هرم في السلطة في كلتا الدولتين، وصفت حينها  في وسائل الإعلام بالتاريخية.

فمنذ اندلاع ثورة 25 يناير 2011 في المدن المصرية،  أيدتها السلطات الإيرانية بل وعدتها صدى لثورتها  في عام 1979، ولكن أولى خطوات التقارب الفعلي ما بين جماعة الاخوان المسلمين والنظام الإيراني  كانت مع إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية في مصر عام 2012، وهي أول انتخابات ما بعد ثورة 25 يناير، إذ عبرت إيران  عن فرحتها بفوز مرشح حزب العدالة والتنمية الذي يمثل جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وكانت الفرحة واضحة للعيان ولافتة للأنظار حينها، إذ إن إيران التي لا تربطها بمصر علاقات دبلوماسية لأكثر من ثلاثين عاماً، كانت أول المهنئين للدكتور محمد مرسي،  إضافة إلى تكريمها شهداء 25 يناير في شهر "يونيو" لعام 2012، وهو ذات الشهر الذي فاز فيه مرشح الجماعة بالانتخابات الرئاسية المصرية.

ولم يمض شهران على فوز الدكتور محمد مرسي، ليبدأ بأول زيارة للجمهورية الإيرانية وذلك في أغسطس 2012، لحضور قمة منظمة عدم الانحياز والتي أنهى من خلالها سنوات القطيعة وأعاد الدفء إلى علاقات  البلدين، وزيارة محمد مرسي لطهران لم تكن مستغربة لاسيما وأن الرئيس المصري السابق أدلى بتصريحات خلال حملة الانتخابية الرئاسية اعتبر فيها إيران شريكا في المنطقة وليست عدوا، كما أكد  على حق إيران في امتلاك الطاقة النووية.

وفي فبراير عام 2013، زار الرئيس الإيراني أحمدي نجاد مصر وكانت الزيارة الأولى من نوعها لرئيس إيراني بعد الثورة الإيرانية 1979، لحضور قمة الدول الإسلامية والتي عقدت في القاهرة، وشملت زيارة نجاد للقاهرة زيارة الأزهر، ووصف الرئيس الإيراني تلك  الزيارة بـ"التاريخية".

وتخلل تلك الزيارة إلغاء أحمدي نجاد تأشيرات دخول السياح والتجار المصريين لبلاده  وألمح إلى إمكانية توسيع إلغاء التأشيرة ليشمل ذلك العلماء والجامعيين.

تلك العلاقات لم تشهد تطورات كبيرة على مستوى عال، بعدما تم عزل الرئيس المصري السابق الدكتور محمد مرسي من الحكم خلال ثورة يوليو 2013، ولكن العلاقات الإيرانية مع جماعة الإخوان المسلمين ظلت قوية؛ حيث كشفت وثائق مسربة عن اجتماعات استضافتها أنقرة في عام 2014  ضمت عناصر من فيلق القدس في إيران وأعضاء في جماعة الإخوان المسلمين في مصر وهذا ما ستناوله في الحلقة المقبلة من سلسلة تحالف الشر.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه