2019-12-17 

تحالف الشر

منى المنجومي

"تحاَلف الشر"، وأصبح يطوق منطقتنا الشرق اوسطية. رفعت رايات الإسلام السياسي، والإسلام برئ منها. ووضع الشعارات الرنانة لنيل من امننا وسلامتنا. تعددت الاساليب والخدع ولكن الهدف واحد، فعندما نتأمل  في تاريخ أقدم الحركات الاسلامية التي بدأت نشأتها في العشرينات من القرن الماضي ممثلة في جماعة الإخوان المسلمين التي اتخذت من مصر مقراً لنشأتها، والحركات الاسلامية في إيران التي ثارت على حكم الشاه  لتصل الى السلطة في أواخر السبعينات من القرن العشرين ممثلة في الثورة الاسلامية في إيران، نجد ان كلا الحركتين تبنت ذات الأفكار ووضعت ذات الشرائع، للفتك بالمسلمين بتعدد طوائفهم.

 

اذا اكد مؤسسة جماعة الإخوان المسلمين "حسن البنا" في افتتاحية أحد أعداد المجلة الصادرة عن الجماعة في ثلاثينيات القرن الماضي "إن دعوة الإخوان المسلمين دعوة عامة تتوجه الى صميم الدين ولبه وترفض أن تنتسب إلى طائفة خاصة". في حين ان فكر "الحاكمية" لسيد قطب وهو منظر حركة الإخوان المسلمين متوافقة ومتشابه من حيث المبدأ لنظرية "ولاية الفقيه" عند الخميني.

 

ويقول كتاب الباحث الإيرلندى فريدرك هاليداي "إيران والإخوان ...علاقة ملتبسة": إن "المسألة الشيعية لم تكن دائما قضية مهمة لدى الإخوان، لأنّ جوهر الأيديولوجية الأساسية للجماعة انتهازي واستيعابي، فمنذ تأسيسها الجماعة عام 1928، يؤكد قادتها الأهمية السياسية للوحدة الإسلامية، ويسعون إلى التقليل من أهمية الاختلافات الدينية بين مختلف المذاهب الفقهية الإسلامية، بما في ذلك ما بين السنّة والشيعة". واكد الكاتب ان جماعة الاخوان تشعر بتجانس ووئام عميق مع الأيديولوجيا السياسية الخمينية.

 

والسؤال: هل هذا التطابق في النهج والأسس جاء مصادفة، أم كان نتيجة لتقارب فكري بين الحركتين واللتان سعينا منذ نشأتها الاولى الى زعزعة الامن والاستقرار في دول منطقة الشرق الأوسط..

 

وللاجابة على هذا التساؤل سأستعرض لكم عبر سلسلة من المقالات للعلاقات التاريخية  بين الحركتين منذ منصف القرن الماضي وحتى يومنا هذا، لنتعرف على مدى الضرر الذي لحق بالمنطقة  بأمتنا الاسلامية من جراء التعاون بين الحركتين أو ما يطلق عليه "تحالف الشر".

 

واولى علامات التخريب تجسدت من خلال  دعم جماعة الاخوان المسلمين لحزب الاحرار في اليمن، من خلال دعم انقلابهم ضد الإمام  باليمن في عام 1944،  ولعب حسن البنا دوراً رئيس في ذاك الانقلاب الفاشل، من خلال  تأيده له، ومطالبة الجامعة العربية بالاعتراف بـ الانقلابيين في اليمن، كما فوضه الانقلابيون للتحدث باسمهم أمام الجامعة العربية، ولكن فشل الانقلاب بعد عشرين يوماً عندما اجتاح ولي عهد الإمام  في اليمن صنعاء وأعادها لسيطرة الأسرة الحاكمة في ذلك الوقت، وخاب أملهم في زعزعة أمن واستقرار اليمن..

 

وتقارب الإخوان المسلمين من الطائفة الشيعية لم يتوقف عند دعم حزب الأحرار في اليمن، إذا استضافت حسن البنا  "محمد تقي لبقمي" عالم الدين الإيراني   في مقر الجماعة عام 1947، واقترح تأسيس دار التقريب بين الأديان،  تلاها لقاء مع عالم الدين الإيراني "الكاشاني" في العام التالي 1978، واتفقا على عقد مؤتمر عام للتقريب بين الشيعة والسنة، ولكن موت البنا في عام 1949  افشل اقامة ذلك المؤتمر..

 

موت مؤسس جماعة الاخوان المسلمين لم يوثر على علاقة قيادات الاخوان المسلمين بالحركات الايرانية المتطرفة والتي كانت تسير بذات الوتيره، ففي الستينات زار  "نواب صفوى" مؤسسة وزعيم حركة "فدائيي الإسلام" المناوئة لحكم شاه ايران مصر والتقى بـ "سيد قطب"، وحظي  صفوى بإهتمام خاص من قبل أعضاء الجماعة في تلك الزيارة، مما دفعة لاطلاق  مقولة الشهيرة بعد تلك الزيارة: " من أراد أن يكون شيعيًّا حقيقيًّا عليه أن ينضم إلى جماعة الإخوان المسلمين".

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه