2019-12-19 

تحالف الشر 2 "الإخوان" و"الثورة #الإيرانية" ...انصهار كامل بعد الاعجاب!

منى المنجومي

في حلقة اليوم سنتابع ما بدأناه حول "تحالف الشر" في منطقتنا الشرق أوسطية، وكيف تعاونت تلك التحالفات للوصول إلى الحكم في إيران، وتأثير ذلك على الساحة العربية.


 في البداية لا بد أن نؤكد أن التقارب الفكري بين جماعة الإخوان المسلمين ونظام الملالي الإيراني تجسد بشكل كبير وواضح على يد المرشد الأعلى الإيراني "علي الخامنئي"، والذي تأثر كثيراً بفكر منظر الجماعة "سيد قطب"، مما دفعه لترجمة كتابي "المستقبل لهذا الدين" و"الإسلام ومشكلات الحضارة" للغة الفارسية في ستينات القرن العشرين، واللذين أصبحا بعدها يدرسان في مدارس الحرس الثوري عندما أصبح الخامنئي المرشد الأعلى لإيران. وفي المقابل، أصبحت جماعة الإخوان تنظر لنظام الملالي بإعجاب بعد تولي السلطة من قبل روح الله الخميني في شباط- فبراير عام 1979. 


وبحسب "كتاب الإخوان المسلمون وإيران الخميني - الخامنئي" للكاتب محمد رصاص، فإن الإخوان المسلمين احتفلوا بوصول الخميني للسلطة، إذ أرسلوا وفدا بعد يومين إلى طهران للتهنئة، وسمحت السلطات الإيرانية بهبوط استثنائي للطائرة التي كانت تنقل هذا الوفد، وفي الشهر التالي لتولي الخميني السلطة ونجاح ثورته، تصدرت صورته غلاف مجلة  "الدعوة" التابعة لـ"الإخوان المسلمين" في عددها الصادر في آذار – مارس لعام 1979، وبالتزامن مع ذلك  أصدر التنظيم الدولي للإخوان بياناً يؤيد فيه انقلاب الخميني على شاه إيران.


واعتلاء الخميني لسدة الحكم في إيران لم يأتِ مصادفة، إذ كشف مفوض العلاقات الدولية في جماعة الإخوان المسلمين يوسف ندا على قناة "الجزيرة"، أن عددا من قياديي الإخوان اجتمعوا مع الخميني في باريس قبل عام من توليه للسلطة، كما أنهم تظاهروا في مصر مطلع ثمانينات القرن الماضي ضد الرئيس أنور السادات بسبب استضافته لشاه إيران، حاملين صورا للخميني وشعارات عدة مؤيدة للثورة الإيرانية، في حين أطلقت السلطات الإيرانية اسم قاتل الرئيس السادات "خالد الإسطنبولي" على أحد شوارع العاصمة، إضافة إلى إطلاق مسمى شهيد عليه، كما تم رسم صور لـ"الإسطنبولي" على جدار مبنى كبير في الشارع الذي يحمل اسم الإسلامبولي في العاصمة الإيرانية.


 وعلى إثر ذلك، استمر توتر العلاقات بين السلطات المصرية والإيرانية والذي بدأ مع انقلاب الخميني على الشاه إلى حين وصول الإخواني محمد مرسى للحكم في مصر بعد ثورة يناير.

أما في الحلقة التالية، فسنتناول التقارب المصري – الإيراني الذي حدث أثناء تولي "محمد مرسي" الحكم في مصر، والذي  ترجم لزيارات متبادلة بين الطرفين بعد مقاطعة دامت ثلاثين عاماً.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه