2015-10-10 

(ميلاد أمة) أكثر الأفلام عنصرية غير ممنوع من العرض

بي بي سي

يمر قرن كامل على عرض الفيلم الأمريكي "ميلاد أمة" الذي يعد علامة فارقة في صناعة السينما، وهو من أكثر الأفلام عنصرية، ولا يزال حظره موضع خلاف بين نقاد السينما. ويعتبر الفيلم خليطاً من الإبداع والأفكار البغيضة. وقد كان الفيلم رائداً في استخدام التقنيات الجديدة في السينما، لكنه لا يزال يوسم بالعنصرية الصارخة، بحسب الصحفي الفني توك بروك الذي أعد تقريرا مطولا عن الفيلم نشرته شبكة بي بي سي. تقول ايلين سكوت، مؤلفة كتاب "الحقوق المدنية في السينما" الذي صدر حديثاً: "الفيلم هو أحد أكثر الأفلام التي أنتجت عنصرية، بل أكثرها عنصرية على الإطلاق.هذا الفيلم في الواقع يصور الإعدام خارج القانون كأمر إيجابي. كما يشير المضمون السياسي للفيلم إلى أن بعض السود يستحقون الإعدام. وبهذا يكون الفيلم مغرقاً في العنصرية." ويعتقد بروفيسور رايس أن مواصفات الرجل الأسود الذي قتل مثيرة للقلق، ويقول في هذا السياق: "الأسود الذي يغتصب النساء، هو الصورة النمطية للرجل الأسود الذي يتعقب النساء البيض. وهو ما كان يعزز تفشي الخوف من امتزاج الأجناس أو اختلاط السود بالبيض." ومهما كان الدور الذي لعبه دي دبليو غريفيث في تقديم فيلم عنصري إلى الشاشة، يمكن تتبع جذور التعصب الأعمى في المصادر التي اعتمد عليها، وهو نص عنصري يطلق عليه اسم "رجل العشيرة" والذي كتبه ثوماس ديكسون. يرى ماكيوان أن القصة الكامنة وراء الفيلم معيبة جداً، ويضيف: "الفيلم يقول إن إعطاء السود حقوقاً كان خطأ فظيعاً، وإنهم فعلوا كل الأشياء السيئة التي لم يقترفوها في الواقع، وأن حركة كو كلوكس كلان كانت بمثابة النبيل الذي أنقذ أميركا، لا يمكن أن يكون هناك خطأ أفظع من هذا." لكن وجهة النظر السائدة هي أن عنصرية الفيلم لا تقلل من براعته الفنية. ويقول وايت: "يوجد عدة أعمال فنية تحتوي على عناصر لا يقبلها الناس. لكن هذه العناصر لا تغير بالضرورة في القيمة الجمالية لهذه الأعمال، ولا تغير بالضرورة التخيل والذكاء الكامن فيها، المفارقات العنصرية في فيلم ميلاد أمة ينبغي أن نتعايش معها، لكننا نخدع أنفسنا إذا أنكرنا عظمة وروعة الفيلم." وفي الوقت الحاضر، لا يريد كثير من الناس، خاصة في الوسط الأكاديمي، حظر هذا الفيلم. تقول إيلين سكوت: "المسافة التاريخية بيننا وبين الوقت الذي أنتج فيه الفيلم بعيدة لدرجة أنه يمكننا النظر إليه كإنتاج للحظة تاريخية محددة." ويعتقد كثير من الأكاديميين أنه من الضروري عرض الفيلم. يقول بروفيسور رايس: "عندما يعرض، يجب أن يعرض في سياق الحوار. حظر الفيلم سيجعله سرياً. وهو ما يقدم خدمة مجانية للعنصريين الذين قد يقولون إنهم لا يستطيعون المشاركة في الحوار حول مضمون الفيلم أو التعليق عليه." في الحقيقة، لا يرى رايس الفيلم كقطعة أثرية على الإطلاق. ويشير إلى فنان الصوت الأمريكي دي جيه سبوكي قائلاً: "إنه شاب أمريكي من أصول أفريقية أنتج، رداً على الفيلم، ما سماه "إعادة ميلاد أمة" والذي يمزج فيه صور الفيلم بنص صوتي من إنتاجه". إنها محاولة لتحدي إيحاءات الفيلم وافتراضاته. ويمضي رايس قائلاً: "أعتقد أن الإرث الحقيقي هو ألا نخضع لهذه المشاهد، وأن ننتج أعمالاً فنية ترد عليها وتخلق واقعاً جديداً." ومضى على فيلم ميلاد أمة قرن من الزمان، وسيبقى فيلماً حاضراً في الذاكرة، فهو جزء من الإرث الثقافي لأميركا. وفي ذكراه المئوية، يذكرنا بشكل مقلق بكيفية نشأة وتكوين أمريكا. إنه يظهر مولد أمة في أرض كانت تنتشر فيها العنصرية. لكن الأشد إثارة للقلق هو أنه بعد 100 عام لا تزال العنصرية التي صورها غريفيث في فيلمه- وإن كانت ليست بالفظاعة التي كانت عليها في الماضي- تمارس بشكل ملحوظ.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه