2016-12-20 

أهلا وسـهلا #لبنان

عبدالله بن سعد العمري

يأتي دور لبنان في بالغ الأهمية إزاء الوضع السياسي الراهن بالمنطقة العربية نظرا لكون لبنان تاريخيا إحدى القضايا العربية المتجددة مع العرب منذ احتلال مزارع الجنوب اللبناني عام 67. وهي التي يزعم حزب الله مهمة تحريرها وعلى إثرها تشكل. 


وحينما كان هدف العرب مشتركا في إزاحة الاحتلال من مزارع شبعا، باتت معظم حدود الجنوب اللبناني اليوم مشمولة على مركزية حزب الله. الأمر الذي يلغي تاريخ النضال العربي، حيث الإيرانيون يعترفون بأن حزب الله هو أحد أذرع إيران العسكرية في المنطقة. 

 

وتأتي أهمية لبنان اليوم كدولة في وجوب منع تدفق المقاتلين من أراضيها إلى الداخل السوري، والذين يقاتلون إلى جانب النظام. ومن كان يتخيل أن المادة الرابعة من اتفاق مؤتمر الطائف عام 1989 تنص على أن لبنان يمنع منعا باتا تسلل أي شيء إلى الأراضي السورية يمس الأمن القومي السوري! حيث أول المنتهكين اليوم لهذا القرار هو الرئيس السوري نفسه عندما يستورد مقاتلي حزب الله ليقتلوا السوريين، ويخدمه في ذلك بلا شك ضعف الأجهزة الأمنية اللبنانية.

 

ولعل الجهود المبذولة وخاصة من جانب المملكة العربية السعودية في لملمة ما بقي من القرار اللبناني تتشكل عندما باركت المملكة فورا اتفاق الأقطاب اللبنانية على ميشال عون رئيسا، ليزيد ضغط الشارع اللبناني بتشكيل حكومة جديدة له قد تنقذ لبنان.

 

وبالفعل، يؤدي قبيل ساعات دولـة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة للرئيس ميشال عـون بعد محاصصة الحكومة اللبنانية كما سمّاها رئيس الوزراء الأسبق نجيب ميقاتي في تصريحه تزامنا مع الإعلان. الأمر الذي يدفعني للقول إن أزمة الحكومة اللبنانية منذ الفراغ الذي تركه الرئيس ميشال سليمان في مايو 2014 والتي دفعت الرئيس الحريري لمغادرة المملكة العربية السعودية والبقاء في لبنان لإعادة ترتيب الأوضاع قد نجحت محاولاته اليوم في تكليفه تشكيل الوزارة اللبنانية بعد تنصيب الرئيس ميشال عون قبل ستة أسابيع.


ولعل المشهد اللبناني الذي كان قد حمل علامات الترهل السياسي الفظيع -كما ذكرت بمقالة سابقة- نظرا لطموح الأحزاب والتوجهات اللبنانية التي لا حصر لها في السيطرة على القرار اللبناني، يبعث اليوم بارقة أمل في أن يتفهم الأشقاء اللبنانيون النتائج المأساوية للفراغ السياسي ببعض دول الجوار.


وعودا على الآمال من حكومة لبنان، فإن الطموح وكل الطموح أن تنبض لبنان بقلب عربي، وأن يكون جيشها الوطني له كل النفوذ على جميع حدود لبنان. نريد لبنان اليوم أن تعرف من يحب لبنان ومن يتظاهر بحبها ومن يحب جزءا واحدا منها.


نريد لبنان أن تكون جمهورية برلمانية ديموقراطية، وأن تبسط سيادتها على كامل الأراضي اللبنانية، وهما الأمران الأهم للوضع اللبناني الراهن، والمذكوران نصا في اتفاق الطائف.
نريد لبنان أن تبقى الدولة التي طالما حملت التوافقات الطائفية والمذهبية بنجاح. ونريدها في هذا السياق أن تظل الدليل الملموس في نجاح الدولة العربية ذات الطوائف المتعددة وبتمثيل النقابات البرلمانية، حيث بظني لا يحلم اللبنانيون اليوم بقدر ما يسعون لاستعادة ديموقراطيتهم التي بدأوها قبل أكثر من عشرين عام.


نريد القرار اللبناني أن يعود لحاضنته العربية، فلربما نالت لبنان ويلات التدخلات الخارجية حتى لم يعد قادرا على إدانة هذه التدخلات.


وحينها باعتقادي سيستعيد لبنان علاقاته المتميزة مع المملكة العربية السعودية، العلاقات التي طالما عززت من قوة لبنان أمام محيطها الشائك, الأمر الذي نتوقع من دولة رئيس الوزراء سعد الحريري والرئيس عـون تحقيقه إن شاء الله.
 
عبدالله بن سعد العمري
الولايات المتحدة

التعليقات
سعيد مفرح
2016-12-20

كلام سليم وفي الصميم شكراً لك الكاتب المبدع عبدالله العمري .

أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه