2016-12-04 

لماذا تحتاج الولايات المتحدة الأمريكية لإعادة التوازن في علاقتها مع السعودية ؟

من واشنطن خالد الطارف

وصلت  العلاقات السعودية الأمريكية ولأسباب عديد ومختلفة إلى أدنى نقطة لها منذ قيام التحالف بين البلدين، غير أنه وبالنظر لإرتباط المصالح الثنائية بين البلدين فإن  عودة  العلاقة بين الرياض و واشنطن  إلى سالف عهدها تعد ضرورة ليس فقط للمملكة ولكنها  أيضا لواشنطن.

 

 

مجلة  News week الأمريكية أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت فيه بأنه وإن كانت السياسة الخارجبة لادارة اوباما في الشرق الاوسط والاختلاف السعودي الامريكي حول الملف السوري و حقيقة التهديد الايراني في المنطقة من بين أسباب التوتر في العلاقات بين البلدين إلا أن قانون جاستا مثل الشعرة التي قسمت شعر البعير وجعلت هوة الخلاف تتعمق بين الحليفين التاريخيين.

 

ومع وصول  العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية إلى نقطة الصفر يشير التقرير إلى أنه من مصلحة البلدين وخاصة واشنطن أن تعود العلاقات بين الحليفين المتخاصمين إلى سالف عهدها وذلك لأهمية  الرياض الكبيرة بالنسبة للولايات المتحدة ، خصوصا وأن التنسيق الامني بين المملكة  و واشنطن يعد ضرورة حيوية للولايات المتحدة و ضامنا لإنقاذ الأرواح الأمريكية.

 

كما أن المملكة العربية السعودية أيضا تلعب دورا كبيرا في صحة الاقتصاد الأمريكي، نظرا للاستثمارات الضخمة في الولايات المتحدة ، ناهيك أن المملكة تعد سوقا ضخمة للأسلحة الأمريكية، وهو ما ساهم في خلق آلاف فرص العمل للأميركيين. 

 

 

وبناء على ما سبق يؤكد التقرير بأنه على واشنطن أن تعي جيدا أهمية تحالفها مع الرياض و بأن تسعى لإستعادة علاقة مميزة مع بلد إقليمي مؤثر بقيمة السعودية، وبأن تكون خير سند لحليفها التاريخي في إستكمال عملية التحول والإصلاح الإقتصادي الشاقة  التي يشرف عليها ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

 

 

 أما عن الوسائل والادوات الكفيلة بتحقيق ذلك يشير التقرير إلى أن الاولوية بالنسبة للولايات المتحدة هو الضعط على إيران وإتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضدها، وهو ما سيطمئن المملكة ، كما سيكون لها دافعا للعمل على إنجاز خطة التحول الوطنية  ورؤية 2030 في السعودية.

 

هذا إضافة إلى أن المملكة العربية السعودية بحاجة إلى الأمن و المعرفة و التقنية  وبناء القدرات، والاستثمار الأجنبي للحصول نتائج مثمرة من عملية الإصلاح، و هو الدور الذي قد لا تجد له السعودية بلدا قادرا على الاضطلاع به أكثر من  الولايات المتحدة ، وهو ما أكده بالفعل الأمير محمد بن سلمان في زيارته الاخيرة للولايات المتحدة حين شدد على قيمة وجود شريك مثل الولايات المتحدة، قادر على تقديم المشورة والدعم للسعودية  في  تحقيق الاستقرار الإقليمي، وفي إنجاح خطتها الاصلاحية.

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه