2018-03-25 

خبير أمريكي: الولايات المتحدة تحتاج السعودية أكثر من حاجة الرياض لواشنطن

من واشنطن خالد الطارف

  يجري ولي العهد الأمير محمد بن سلمان زيارة إلى الولايات المتحدة بحثا عن دعم خارجي لإصلاحاته الاقتصادية وحربه على الارهاب في المنطقة، غير أن ما يغفل عنه البعض هو أن الولايات المتحدة تحتاج اليوم إلى السعودية أكثر من حاجة الرياض لواشنطن.


موقع   The Hill أورد في هذا السياق تقريرا ترجمته عنه الرياض بوست أكد خلاله الكاتب والخبير الأمريكي في شؤون الشرق الاوسط أنطوني كوردسمان  أنه وفي ظل التطورات المتسارعة ، يبدو أن الولايات المتحدة نسيت أن استراتيجيتها في الشرق الأوسط تعتمد على المملكة العربية السعودية كأهم شريك أمني لواشنطن.

 

ويشير  كوردسمان  " أن  أمن إسرائيل هو بالتأكيد مصدر قلق أمريكي رئيسي ، لكنه لا يلعب دورا نشطا في معظم العمليات العسكرية الأمريكية الجارية في المنطقة ، وفي التعامل مع إيران ، أو في حرب مباشرة ضد الحركات المتطرفة العنيفة مثل داعش والقاعدة، في الوقت الذي تعزز دور المملكة العربية السعودية كشريك استراتيجي قوي في ظل تركيز مصر والجزائر  على استقرارهما الداخلي و انحسار  دورهما في المنطقة، وانشغال دول أخرى كالعراق وسوريا بالتعامل مع مشاكل عدم الاستقرار الرئيسية نتيجة للحرب ."

 

ويضيف  الخبير الامريكي  أن نفوذ وقوة حلفاء واشنطن الاوروبيين تضاءل أيضا في المنطقة  في الوقت الذي يمثل فيه  دور تركيا في المنطقة إشكالية متزايدة، لذلك "فمن المؤكد أن المملكة العربية السعودية تحتاج إلى الولايات المتحدة بقدر ما تحتاجه الولايات المتحدة أو أكثر مما تحتاجه المملكة العربية السعودية. "


ويشدد كوردسمان  أن القوات العسكرية السعودية تتحسن بشكل مطرد ، لكن الوجود الأمريكي في المنطقة هو الذي يخلق توازناً للقوى التي تردع إيران بقوة ويساعد السعودية على هزيمة تهديداتها وتهديدات التنظيمات الإرهابية من جماعات مثل القاعدة في شبه الجزيرة العربية.

يأتي ذلك في الوقت الذي تلعب فيه شحنات الأسلحة الأمريكية ، والجهود الاستشارية ، والتدريبات دوراً حاسماً في تطور أداء القوات السعودية، لذلك تعتبر المملكة  الآن الشريك الأمني ​​الأقوى والأهم في الشرق الأوسط بالنسبة للبيت الأبيض رغم إنخفاض واردات الولايات المتحدة من النفط السعودي، الذي مثل لعقود ركيزة للتحالف القوي بين البلدين.

 

و النتيجة النهائية وفق  الكاتب الأمريكي  هي أن المصالح الإستراتيجية للولايات المتحدة في المنطقة تستمر في الزيادة على الرغم من الخفض الثابت في واردات النفط الأمريكية المباشرة خاصة من السعودية.

و  في سياق متصل حذر  الخبير الأمريكي  البيت الابيض من التعامل مع زيارة ولي العهد للولايات المتحدة على أنها فرصة  التركيز على المزيد من مبيعات الأسلحة الأمريكية للمملكة العربية السعودية والاستثمار السعودي في الولايات المتحدة فقط، و تجاهل الدور المتنامي الذي تلعبه المملكة العربية السعودية في مكافحة الإرهاب منذ عام 2003.


ويضيف كوردسمان   أن خطط الإصلاح والتنمية الاقتصادية في السعودية حاسمة الأهمية لاستقراره وأمن المنطقة، لذلك فإن المملكة بحاجة إلى تشجيع الولايات المتحدة وتفهم من الرياض بأنها لا تستطيع تنفيذ هذه الخطط بفعالية دون دعم خارجي. "


و يتابع الخبير الأمريكي " لقد أصبحت حجة تقاسم الأعباء سخيفة، لا يمكن التعامل مع المملكة العربية السعودية كمصدر للأموال الجاهزة في كل مرة تحتاج فيها الولايات المتحدة لأموال  وهي تنفق بالفعل أكثر من 10 في المائة من اقتصادها على الأمن ، وهو ما يزيد ثلاثة أضعاف عن الأعباء الاقتصادية على الولايات المتحدة. هذا الإنفاق مرتفع للغاية نظراً لاحتياجات المملكة الأخرى ، وينبغي على الولايات المتحدة أن تركز على طرق أفضل لجعل شراكاتها الأمنية مع المملكة العربية السعودية ، وكذلك دول الخليج الأخرى والأردن أكثر كفاءة وأقل تكلفة ، وليس مجرد إنفاق المزيد ."


ويشير  كوردسمان أن واشنطن تحتاج الرياض للتعامل  مع البرامج النووية الإيرانية ، وبرامج الصواريخ الباليستية والرحلات البحرية ، وتهديداتها غير المتماثلة للشحن البحري ، كما تحتاج الولايات المتحدة بشدة إلى إيجاد نهج مشترك للتعامل مع العراق وسوريا اللذين سيتجهان نحو الانتعاش والاستقرار الدائم ، والحد من النفوذ الإيراني والروسي قدر المستطاع، وهو ما يمر بالتأكيد عبر السعودية.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه