2016-08-31 

السعودية تتجه شرقا.. وباكستان حجر أساس تحالفها الجديد

من جدة، نعيم مسعود

توقف وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان لفترة وجيزة  في باكستان خلال عطلة نهاية الأسبوع في طريقه لرحلة شرق آسيوية ، وخلال فترة اقامته في اسلام اباد ، التقى بن سلمان مع القيادة السياسية والعسكرية الباكستانية لمناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك، لكن هذه الزيارة تحمل في طياتها وفق محللين مؤشرات  واضحة حول الاستراتيجية السعودية الجديدة في التوجه شرقا بعد تدهور علاقتها مع واشنطن.

 

 

قناة دوتشي فيله اوردت في هذا السياق مقالا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت فيه بأن زيارة الامير محمد بن سلمان تأتي في الوقت الذي تخشى فيه الرياض من آفاق التعاون العسكري الأمريكي مع روسيا ومن تحسن علاقة واشنطن مع طهران ، المنافس الاقليمي اللدود للرياض ، لذلك تسعى السعودية وفق استراتيجية جديدة للبحث عن تحالف جديد مع دول شرق آسيا في وقت يؤكد فيه محللون بأن  باكستان تمثل  حجر اساس هذا التحالف  .

 

 

فرغم موقف باكستان الذي أكدت فيه  علانية  بأنها تريد البقاء على الحياد في الصراع في اليمن بعد أن طلبت السعودية في أبريل 2015 ، منها تزويدها بطائرات  مقاتلة باكستانية وسفنا حربية وإرسال جنود لقوات التحالف الذي  تقوده المملكة ، إلا أن عددا من  الخبراء الأمنين  يؤكدون بأن التحالف السعودي الباكستاني لم يتأثر كثيرا بسبب هذه المسألة بما أن إسلام آباد  هي جزء من اتفاق تعاون أمني مع السعودية والذي يقضي  ​​بارسال 1000 جندي باكستاني لاداء دور " استشاري " مع القوات السعودية، في الوقت الذي تعهد فيه الرئيس الباكستاني نواز شريف  بمواصلة تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.

 

 

ورغم أنه من غير الواضح  نوعية الضمانات التي قدمها  المسؤولون الباكستانيون للامير محمد بن سلمان، خصوصا وان  السعودية، تعد واحدة من أكبر الممولين باكستان ، والتي لم تكن راضية عن عدم رغبة إسلام آباد في الانضمام الى التحالف ضد المتمردين الحوثيين في اليمن الذين يجدون دعما كبيرا من ايران، الا أن خبراء يعتقدون بأن باكستان حافظت على تحالفها مع الرياض في مواجهة المد الايراني في المنطقة من خلال دعم سري لحربها في اليمن ، دعم دفع  الرئيس الايراني حسن روحاني لزيارة باكستان في مارس اذار في محاولة لإقناع حكومتها بالبقاء على الحياد في الصراع ، لكن محللين يؤكدون بأن هذه الزيارة فشلت في هز التحالف السعودي الباكستاني،  وهو الموقف الذي  يعتقد مايكل كوغلمان  الخبير في جنوب آسيا في مركز وودرو ويلسون في واشنطن ،بانه ياتي بسبب  عقود  التعاون العسكري الوثيق الذي لا تحاول باكستان التراجع عنه.

 

 

فيما يؤكد عدد آخر من الخبراء وفق دوتشي فيله أن  الاعتماد الاقتصادي الباكستاني على البلاد السعودية هو السبب وراء دعم باكستان السري للرياض في الصراع في اليمن حيث تشير أحدث الأرقام إلى أن أكبر مبلغ من النقد الأجنبي في  باكستان يأتي من المملكة العربية السعودية، بالاضافة إلى وجود قوة عمل ضخمة من العمال الباكستانيين في المملكة وهو ما يجعل التراجع الباكستاني " انتحارا "وفق ما يصفه الباحث الباكستاني والصحفي فاروق سيلهاريا فيما يؤكد محلل باكستاني  رفض الكشف عن هويته وجود تنسيق كبير بين الجيش الباكستاني والسعودي في اليمن وهو ما تكشفه زيارات نواز شريف الى السعودية منذ بداية الحرب في اليمن والتي أكدت  أيضا نوايا باكستان بيع الأسلحة إلى القادة العرب ولاختبار طائرات بدون طيار مصنعة محليا وصواريخ اخرى في اليمن .

 

 

 ورغم بعض المعارضة الداخلية في باكستان من الإفراط في حماس اسلام اباد لإرضاء  الرياض وإمكانية أن يزيد ذلك  من تفاقم العلاقات مع طهران، إلا أن للسعودية أهمية لدى باكستان تجعلها أكثر أهمية من ايران بكثير.

 

 

إلى ذلك لا يمكن إغفال أن السعودية ترغب من خلال توطيد علاقتها مع اسلام اباد في البحث عن تحالف جديد على أنقاض تحالفها مع واشنطن بعد ان تدهورت العلاقات بين البلدين بعد توقيع الاتفاق النووي الايراني. توجه سعودي يقوم على إدارة الوصلة  نحو الشرق وهو ما قد يفهم من جولة الامير محمد بن سلمان والتي حملته للصين ومنها لليابان لذلك يعتبر خبراء أن باكستان هي حجر الزاوية في التحالف السعودي مع عمالقة شرق آسيا . وفي هذا السياق   يؤكد   شهيد  ايسهام مدير التحرير في صحيفة العربية أن باكستان يوفر نقطة انطلاق  الرياض في " التوجه نحو الشرق " وهي  الاستراتيجية التي تبدو باكستان حريصة على الاستفادة منها  هذه الفرصة.

 

 

استراتيجية خلق تحالف جديد على أنقاض التحالف مع واشنطن نقطة تشترك فيها الرياض واسلام آباد حيث يؤكد الباحث الباكستاني علي شاه أن  باكستان تعلم أن الصين ستكون القوة العظمى في عشر سنوات، وهو ماجعل اسلام اباد  تقترب من بكين  لترمي بتحالفها مع واشنطن الى  المقعد الخلفي  .

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه