2016-08-22 

في #السعودية ... متى يحين موسم الهجرة إلى الجنوب ؟

تركي بن سعيد


إن مقومات الحياة الكريمة، من سكن ومستشفيات ومطارات وأجهزة الدولة الحكومية، الخدمية تحديداً، سبب رئيسي لجذب الإنسان للاستقرار والعيش في أي مدينة، والاستقرار فيها، حيث ان الطبيعة البشرية تنجذب لكل مكان يتوفر في المسكن الملائم، والعمل، والخدمات الأساسية. 

 

 في المملكة توجد ثلاثه عشر منطقة ادارية، يتبع لها العديد من المحافظات، والمراكز والهجر، متفرقة في أنحاء المملكة، من أقصى الشمال،  الى أقصى الجنوب، ومن الغرب الى الشرق.

 

إلا أن الملاحظ أن التكتل السكاني حاليا متمركز في منطقتين فقط هما منطقه الرياض ومنطقه مكه المكرمه، حيث وبحسب آخر إحصاء لمصلحة الإحصاءات العامة، والهيئة العليا لتطوير مدينه الرياض، أن عدد سكان منطقه الرياض ٦،٥ مليون نسمه وبها عدد ٤،٥ مليون سيارة. 

 

أما في منطقه مكة المكرمة فعدد السكان بها ٧ مليون نسمه، وعدد السيارات بها ٥ مليون سيارة، من مجموع عدد السكان الاجمالي للمملكة البالغ ٣١ مليون، وعدد السيارات الاجمالي في كافه مناطق المملكه ٢٠ مليون سيارة.     

 

  بناء على هذه الأرقام يتضح أن هاتين المنطقتين استحوذتا على نصف سكان المملكة، ونصف السيارات الموجودة في المملكة، والباقي موزع على ١١ منطقة إدارية.

 

وَمِمَّا لاشك فيه أن هذه الارقام غير طبيعية في عالم الإحصاء الذي يقيس حركة التكتل السكاني، والزيادة في معدلات الهجرة إلى هاتين المنطقتين من كافة المناطق الأخرى.

 

ولذلك عوامل كثيرة، منها تمركز القطاعات الحكومية الهامة والمستشفيات والمرافق الإدارية والجامعات والكليات العسكرية فيهما مما سبب انفجارا سكانيا رهيبا في منطقتي الرياض ومكه .  

 

           ولعل بعض الارقام توضح بعض مكامن الخلل في التوزيع السكاني والطبغرافي،  فمثلا ان عدد السكان من الأجانب في محافظه جدة، وهي من أهم مدن المملكة، أكثر من عدد السعوديين المتواجدين فيها بمعدل ٢٠٠ الف نسمه، وذلك لعده اسباب .              

 

 إن الهجره الحاصلة من القرى والهجر والمحافظات تجاه المدن الرئيسيه خطر كبير على التركيبة السكانية، وجودا ورقما وعملا ، إذ أنه لابد من وضع خطط واستراتيجيات لعمل هجرة عكسية من المدن إلى القرى، أو إنشاء مدن جديدة، وتوزيع المراكز الحكومية فيها، أو فتح فروع بشكل أكبر وأكثر انجازا للوزارات الحكومية والجامعات والكليات.

 

 الإنسان يبحث عن مكملات الحياة، مثل المستشفيات والمطارات والادارات الحكومية، فمثلا لو تم انشاء بعض الكليات العسكرية ونقلها إلى الجوف مثلا لانتعشت المنطقة تجارياً، وزاد سكانها وزادت الحركة الملاحية في مطارها، والحركه التجارية في اسواقها.

 

كذلك على سبيل المثال لو تم إنشاء جامعات علمية متخصصة في جيزان على أعلى مستوى تعني بالبترول والثروات المعدنية والغاز لتحولت جيزان إلى خليه نحل من طلبة، ودكاترة، وعوائل وازدهرت التجاره فيها.

 

إن الهجرة العكسية حل جذري لا محاله عنه، لتفكيك الانفجار السكاني وتخفيفه في المدن الرئيسية، بشرط توفير عوامل الهجرة الناجحة من وظائف / مستشفيات / مطارات / كليات / وفروع للوزارات الإدارية الهامة.        


   ربما قريبا نسمع بعد ان نخطط بشكل سليم لموسم الهجرة الى الجنوب ، اتمنى ذلك لتتوسع تنميه بلادي في كل ارض وركن فيها وإني احلم ان ارى ابن حائل مستقر في ابها والعائلة النجرانيه تعيش في الطائف ،، بلدنا بلد خير ومحبه وسلام ويستحق كل شبر فيها العمل بكل اخلاص. 

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه