2016-07-06 

جريمة قتل بشعة فجرت جدلا حول فتاوى إبن تيمية و التطرف في السعودية

من الرياض غانم المطيري

 

 


زادت جرائم القتل التي تهز في كل مرة الشارع السعودية والتي اصبحت تستهدف حتى  الاولياء والابناء الصغار، المخاوف من تنامي الفكر المتطرف الذي لا يلقي ببال لأية روابط أسرية كانت أم دينية أم اجتماعية والذي يجعل تماسك المجتمع السعودي على المحك. مخاوف أعادتها حادثة قتل شقيقين سعوديين لوالدتهما. 

 

 

 

وتعود أطوار الحادثة إلى إقدام توأمين سعوديين  في 24 يونيو/حزيران، على قتل أمهما بعد أن حاولت منعهما من الانضمام لتنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا، في قضية أثارت حفيظة السعوديين المنزعجين من تنامي الفكر المتشدد وفق ما نقلته قناة فرانس 24.

 

 

وأثارت هذه الجريمة البشعة  المخاوف من تنامي الفكر المتشدد داخل المملكة. فهذه الجريمة التي تعد الخامسة من نوعها داخل المجتمع السعودي تتعارض مع تعاليم الدين الإسلامي الذي يحض على بر الوالدين. وزادت مثل هذه الجرائم من المخاوف من التطرف الديني بالمملكة.

 

 

.

من جانبه قال اللواء منصور التركي، المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية في تصريحات لرويترز  في تعليقه على الحادقة بأن  الشيء الوحيد الثابت أن التوأمين  من معتنقي المنهج التكفيري فيما  لا تزال القضية قيد التحقيق.

 

 

وبعد الجريمة أصدرت وزارة الداخلية بيانا قالت فيه إنه تم إلقاء القبض على التوأمين خالد وصالح العريني للاشتباه في إقدامهما على طعن أمهما (67 عاما) وأبيهما (73 عاما) وشقيقهما (22 عاما) في منزل الأسرة بالعاصمة الرياض. فيما ذكرت وسائل الإعلام السعودية أن الأم التي توفيت متأثرة بجروحها كانت قد اعترضت على انضمام ابنيها لتنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا.

 

 


وفي ذات السياق يعتقد الكاتب محمد علي المحمود أن إقدام شابين باسم الدين والتدين على هذه الجريمة يمثل مفارقة كبيرة  فلو كانوا أشخاصا ممن يتعاطون المخدرات أو فتيانا طائشين لما كان هناك هذا الذهول.  مؤكدا بان الصدمة تزيد أكثر بمعرفة اسباب الجريمة وخلفياتها.

 

 


يذكر أن  حالات قتل مشابهة أقدم عليها أعضاء بتنظيم "الدولة الإسلامية"، منها تلك الجريمة التي تواترت على وسائل الإعلام في يناير/كانون الثاني عندما قتل ابن يشتبه بتطرفه أمه علنا في مدينة الرقة السورية لأنها حثته على ترك التنظيم. فيما تضاعف هذه الجرائم من المخاوف من التطرف الديني بالمملكة.

 

 

وإضافة الى المخاوف من تنامي الفكر المتشدد في المجتمع السعودي فتحت الحادثة باب الجدل حول علاقتها بفتاوي وفكر إبن تيمية حيث تسأل  بعض رجال الفكر والمعلقين عما إذا كانت فتاوى ابن تيمية التي ترجع للقرن الثالث عشر الميلادي عن التكفير وراء إقدام شبان متشددين على قتل أفراد من أسرهم بعد أن اعتبروهم خارجين عن الدين. خاصة وأن الشباب المنتمي  لتنظيم الدولة الإسلامية يعتنق  مفهوم التكفير وكثيرا ما يستشهد بآراء لابن تيمية تبيح دم الكفار والخارجين عن الدين حتى لو كانت هناك صلة قرابة.

 

 

 

وفي تعليقه حول هذا الجدل كتب احد رجال الفكر البارزين الدكتور عبد السلام الوايل أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك سعود  على تويتر "يغضب البعض إن أشير لدور ما لتراث ابن تيمية في نازلة العنف الديني التي تجتاحنا."

 

 

وأضاف الدكتور بأن شيخ الإسلام في إشارة لابن تيمية يسترخص الروح البشرية مؤكدا بأنه ورغم كونه عالما فذا في عصره لكنه له عدد  من الفتاوى المثيرة للجدل والتي قد تبيح لابن قتل أبيه إن كان كافرا أو خارجا عن الدين وقال إنها تتنافى مع جوهر الإسلام.

 

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه