2016-01-13 

لم نلق من إيران إلا الشر

عبدالله العلمي

العرب - قرارات مجلسي الوزراء البحريني والسعودي بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران وسحب ثلاث دول خليجية أخرى سفراءها من طهران جاءت في الوقت المناسب. كان لا بد من توجيه رد صارم على استمرار تدخل طهران السافر والخطير في شؤون دول مجلس التعاون والدول العربية الشقيقة. مازلنا نتذكر تورط إيران في التفجير الإرهابي الذي وقع في قرية سترة في البحرين المسالمة في 28 يوليو 2015 وأسفرَ عن استشهادِ اثنين من رجالِ الأمن البواسل وإصابةِ ستة آخرين. لن ننسى شهداء سترة، وكل الجرائم الإرهابية التي مولتها طهران. المنامة كشفت أن “الحرس الثوري” الإيراني يقف بصورة مباشرة وراء العمل الإرهابي. كلنا نتذكر تورط طهران في محاولة تهريب أسلحة ومتفجرات (ومنها مادة C4 شديدةُ الانفجار) عن طريق البحر قبل الجريمة الإرهابية بأيام. 

هذه إشارة واضحة إلى نوايا إيران العدوانية تجاه مملكة البحرين. تضامن وتكاتف الدول العربية خلال مؤتمر وزراء الخارجية العرب هذا الأسبوع في القاهرة بشأن الهجوم الذي تعرضت له السفارة السعودية في طهران ليس مستغربا، هكذا هي الصخرة العربية الصلبة. أما تحفظ لبنان على بيان المؤتمر، فهو لا يهم كثيرا، ولن يقدم أو يؤخر طالما أن القرار اللبناني “السيادي” ليس بيد لبنان.مجلس النواب البحريني أكد في أكثر من مرة رفضه للتصريحات السيئة والتدخلات السافرة للمنظمة الإرهابية “حزب الله اللبناني”، وتهديدها للأمن في مملكة البحرين. الأدلة والبراهين، المحلية والخارجية، أثبتت دعم ملالي طهران لهذه المنظمة الإرهابية من أجل زعزعة أمن مملكة البحرين. إن قتل رجال الأمن البحريني بدم بارد وحرق المؤسسات الحكومية بالمولوتوف ليسا تعبيرا عن رأي، بل جرائم عصابات إرهابية.

 

بعد عدة أيام، سيظهر الإرهابي حسن نصرالله على شاشات التلفاز وهو يحتفل بتحفظ لبنان على قرار اجتماع الوزراء العرب ويعد متابعيه بالنصر العظيم، وكأن الطريق إلى تل أبيب يمر عبر ميدان التحرير في القاهرة. رسالة دول مجلس التعاون لإيران واضحة؛ نحن لن ننسى شهداء سترة رحمهم الله، وكل من استشهد دفاعاً عن وطنه ضد الأطماع الإيرانية الحاقدة. إيران حاولت قلب نظام الحكم في البحرين عدة مرات وخاصة في عامي 1982 و2011. كل المحاولات باءت بالفشل وتلقت طهران صفعة مدوية سُمع صداها في قم. وزارة الداخلية البحرينية أعلنت في بيان في 25 يوليو 2015، إحباط عملية تهريب عن طريق البحر لكمية من المواد المتفجرة شديدة الخطورة، إضافة إلى عدد من الأسلحة الأوتوماتيكية والذخائر.

 

في عيد الفطر 1436 (23 سبتمبر 2015) والمفترض أن يحتفل فيه المسلمون بالمحبة والسلام، رمى المرشد الأعلى علي خامنئي أقبح المفردات (وهذا ليس بغريب عليه) عندما أكد في خطبة العيد أن إيران لن تتخلى عن دعم أصدقائها في المنطقة، وخاصة “المضطهدين” في البحرين. عيون إيران اليوم على منطقة الخليج والبحرين بصورة واضحة وجلية، ويسيل لعاب طهران كل صباح طمعاً في تقطيع الخليج وتفصيله بأسلوبها الفج والوقح. وبينما الولايات المتحدة الأميركية مشغولة بالإعداد للانتخابات الرئاسية 2016، وبينما أوروبا تقيّمُ سياساتها بشأن وفود مئات الآلاف من اللاجئين، المنطقة كلها مقبلة على مخطط إيراني ديني ومذهبي إرهابي خطير. الخليج ربما قادم على مزيد من عمليات تهريب الأسلحة وبث الفرقة والكراهية وتخزين المتفجرات. صدق وزير الخارجية البحرينية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة عندما قال أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة العام الماضي “لم نلق من إيران إلا الشرّ”.

 
 
 
 
 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه