2016-01-07 

بقيادة الملك سلمان... السعودية تواجه إيران بحزم

من لندن، علي الحسن

بقرار العاهل السعودي الملك سلمان قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، فإنه يرسل رسالة قوية إلى المنافس الرئيسي في المنطقة، إيران، ويمكن قراءتها على أنها بمثابة تحذير للويلات المتحدة، التي لا يرى السعوديون أنها جادة في مواجهة إيران، ولذلك سيقومون بذلك بأنفسهم، وفق محللين إقليميين.

 

وجاء الصدام الدبلوماسي الإيراني السعودي بعد إعدام المملكة سبعة وأربعين متهماً في قضايا إرهابية، بينهم منتمون للطائفة الشيعية، كان من بينهم رجل الدين نمر النمر، الذي تتهمه الحكومة بالتحريض على العنف، وتقديم الدعم لجهات إرهابية شرق المملكة.

 

وهاجم محتجون في طهران السفارة السعودية وتم حرقها بالكامل ونهب محتوياتها، الأمر الذي اعتبرته الرياض خرقاً للقواعد الدبلوماسية، قررت على إثرها قطع العلاقات كاملة بين البلدين.

 

ويقول المحلل السعودي فيصل بن فرحان في حديث مع إن بي آر الأمريكية أن هذا الصدام الدبلوماسي لم يكن مخططا له لولا اقتحام السفارة السعودية، الأمر الذي جعل الحكومة السعودية تقوم برد فعل. ويضيف:" القيادة الحالية تعمل بسرعة وكانوا على استعداد".

 

ويشير إلى أن التصرف السعودي كان موجهاً أيضاً إلى الولايات المتحدة بأن موقفها إزاء إيران غير مقبول، وذلك بقوله:" مع الموقف الأميركي الحالي، وفترة الانتظار الطويلة التي عاشتها السعودية، سيجعل من الصعب العودة عن هذه الخطوة الأخيرة".

 

وأشار إلى أن إدارة أوباما قللت من أهمية الأعمال الاستفزازية التي تقوم بها إيران في المنطقة، رغبة منه في حماية الاتفاق النووي الذي وقعته طهران مع القوى الغربية.

ويقول السفير الأمريكي السابق في الرياض فورد فريكر إنها "المرة الأولى التي تقوم فيها السعودية بدور ريادي استباقي".

 

وترجع الشبكة الأمريكية، في تقريرها عن المملكة، هذا الدور السعودي الجديد إلى تولي الملك سلمان السلطة، وانتهاجه النهج الحازم في حل الإشكالات السياسية، ما هز الهيكل التقليدي في بنية النظام الإداري السعودي، وجعله أكثر حيوية.

 

وانتهجت السعودية سياسة خارجية أكثر حزماً من خلال شن حملة جوية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، وزادت المساعدات العسكرية والمالية للمعارضين السوريين.

 

وفي كل تلك الحروب الخارجية تبد إيران والسعودية كطرفي نقيض، إلا إن "رفع درجة الحرارة في المنطقة أمر محفوف بالمخاطر" على حد تعبير كاتبة التقرير ديبره آموس.

 

ويشير شاشانك جوشي، وهو باحث كبير في معهد الخدمات الملكية المتحدة في لندن: "الغضب ليس سياسة... الغضب هو وسيلة لتحقيق غاية."

 

وقال انه يلاحظ أن الهدف السعودي هو "الضغط على الولايات المتحدة لتبني سياسات أكثر انسجاما مع التفكير السعودي".  ويضيف:" "لكنني لا أعتقد أن المزاج العام في واشنطن يسير في هذا الاتجاه على الإطلاق."

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه