2015-10-10 

هل تعود حماس للعرب بقيادة الملك سلمان؟

من الرياض، انجوس مكدوال

نشرت وكالة رويترز للأنباء اليوم الثلاثاء تحليل لما تراه من لقاء يوم الجمعة الماضي بين الملك سلمان وخالد مشعل . جاء لقاء الملك سلمان بن عبد العزيز يوم الجمعة مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في إطار مسعى الرياض لتعزيز وحدة الصف العربي السني في مواجهة ما تراه تهديدا من ايران. وتعتقد الرياض أن الأمر أصبح أشد إلحاحا منذ الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع القوى العالمية الاسبوع الماضي. وأصبحت السعودية أكثر نشاطا هذا العام في التصدي للشيعة والنفوذ الايراني في المنطقة برمتها إذ تعتقد أن هذا النفوذ هو السبب الرئيسي في انعدام الاستقرار والأمن في الدول العربية. وتخشى الرياض أن يتيح الاتفاق النووي لايران زيادة دعمها لخصوم المملكة في الدول العربية من خلال رفع العقوبات المفروضة عليها مقابل فتح أبواب المنشآت النووية للمفتشين الدوليين. وقال مصطفى العاني المحلل العراقي الذي تربطه صلات وثيقة بوزارة الداخلية السعودية "هذا جزء من الاستراتيجية الكبرى للتصدي للنفوذ الايراني. وهذه هي القضية الأساسية للسعودية وأصبحت أكثر إلحاحا بعد الاتفاق النووي." ومنذ تولى الملك سلمان الحكم في يناير كانون الثاني الماضي حاول بناء ائتلاف سني في مواجهة حلفاء ايران في المنطقة فزاد الدعم للمعارضة السورية التي تقاتل جيش الرئيس بشار الأسد وشن حربا على الحوثيين في اليمن. وعلى مدى سنوات ظل الارتياب الشديد يملأ نظرة السعودية لحركة حماس لأن الحركة حليف تقليدي لايران كما أنها منبثقة عن جماعة الإخوان المسلمين التي تراها الرياض مصدر تهديد. ويرجع الارتياب السعودي إلى أن جماعة الإخوان تجمع بين دعوتها للقيم الدينية المحافظة وهو ما قد يروق للمواطنين السعوديين وبين مطالب بإلغاء الحكم الوراثي وإبداله بالحكم عن طريق الانتخابات. وكان العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله قد وضع جماعة الإخوان على قائمة المنظمات الارهابية وأيد الحملة التي شنتها مصر عليها وتسببت هذه السياسة في توتر العلاقات مع تركيا وقطر وهما حليفان رئيسيان في التصدي للنفوذ الايراني في سوريا والعراق. وعمل الملك سلمان - وان لم يصل الى حد اقامة علاقة صداقة مع الاخوان - على تخفيف التوترات مع حلفاء الجماعة وقوى صلات الرياض مع أنقرة والدوحة ومد يده الى حركة التجمع اليمني للاصلاح جناح الاخوان في اليمن. وقال جمال خاشقجي رئيس قناة العرب الإخبارية "السعودية في حالة مواجهة مع ايران وتهتم بجمع قدر ما تستطيع من الحلفاء. لذلك إذا حاولت التواصل مع ماليزيا أو التواصل مع حماس فالأمر سيان. الأمر يتعلق بتجميع أكبر عدد ممكن من الحلفاء." ومن خلال بناء العلاقات مع حماس ربما تقلص الرياض من التوترات مع حلفاء الإخوان وتجعل من الصعب على ايران أن تطرح نفسها باعتبارها المدافع الرئيسي في المنطقة عن المقاومة الفلسطينية وتصور السعودية على أنها تدعم اسرائيل سرا. كما أنها تحسن فرص الرياض في المساعدة في الوساطة لتحقيق تقارب بين حركة حماس وحركة فتح الفلسطينية بما قد يؤدي إلى وضع نهاية للانقسام الذي عطل السعي لإقامة الدولة الفلسطينية وأدى إلى تبادل الاتهامات في مختلف أنحاء المنطقة. وخلال الحرب التي دارت رحاها العام الماضي في قطاع غزة بين اسرائيل وحركة حماس انتظرت السعودية ثلاثة أسابيع قبل أن تدين الهجوم الاسرائيلي بل واتهمت بعض الصحف قريبة الصلة بالأسرة الحاكمة الحركة الاسلامية بالتسبب في الحرب. ومنذ عشرات السنين كان الغضب بسبب محنة الفلسطينيين وفشل الحكومات العربية في إقامة دولة فلسطينية دافعا لقدر كبير من المعارضة لحكام المنطقة خاصة بين الاسلاميين الذين يصورون القضية الفلسطينية في إطار التضامن الاسلامي. في الوقت نفسه فإن الملك سلمان سيعزز من خلال طرح الخلافات القديمة حول الاسلام السياسي جانبا العلاقات مع تركيا التي تربط حزبها الحاكم صلات قوية بالاخوان وقطر التي فتحت أبوابها لقيادات الجماعة الهاربة. وفي وقت سابق من العام الجاري نسب الفضل فيما حققته المعارضة السورية من انتصارات في حلب وعلى مشارف دمشق لتحسين التعاون بين الدول الثلاثة وهي أكثر الأطراف مشاركة في دعم جماعات المعارضة السورية. ومع ذلك تظل الانقسامات العميقة بين الدول السنية في الشرق الأوسط حول الإسلام السياسي إذ تبقى مصر والامارات - وهما من الأعضاء الاساسيين في التحالف السعودي في مواجهة الحوثيين في اليمن - على معارضتهما الشديدة لجماعة الإخوان. ومازال الأمراء الذين يديرون شؤون الحكم في السعودية ينظرون نظرة سلبية للجماعة. فمازالوا يتذكرون كيف أن الرياض أتاحت ملاذا لأعضائها خلال حركة تطهير في مصر في الستينات وكيف أيد الإخوان فيما بعد في التسعينات حركة معارضة اسلامية لأسرة آل سعود الحاكمة. وقد وصف الأمير نايف وزير الداخلية الراحل وشقيق الملك سلمان ووالد ولي العهد الحالي الحركة ذات مرة بأنها "مصدر كل مشاكلنا في العالم العربي". ورغم أن العديد من أفراد الأسرة الحاكمة مازالوا يرون في الأنشطة السياسية السرية للجماعة تهديدا خبيثا للحكم فهم يرون أن ايران تمثل خطرا حاليا. وتأمل الرياض أن تؤدي صيغتها الجديدة بالتساهل مع أنشطة الجماعة خارج دول الخليج ودعمها للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى استمرار المشاركة في المواجهة الأكبر مع ايران. وقال العاني إن على الإخوان المسلمين الان أن يتفهموا ضرورة ألا ينشطوا داخل السعودية أو يتدخلوا في الدول الخليجية. ومنذ تولى الملك سلمان الحكم في يناير/ كانون الثاني الماضي حاول بناء ائتلاف سني في مواجهة حلفاء إيران في المنطقة فزاد دعمه للمعارضة السورية التي تقاتل نظام الرئيس بشار الأسد، وشن حرباً على الحوثيين في اليمن. من جانبه يقول الصحفي السعودي المقرب من العائلة المالكة ورئيس قناة العرب الإخبارية جمال خاشقجي إن "السعودية في حالة مواجهة مع إيران وتهتم بجمع قدر ما تستطيع من الحلفاء. لذلك إذا حاولت التواصل مع ماليزيا أو التواصل مع حماس فالأمر سيان. الأمر يتعلق بتجميع أكبر عدد ممكن من الحلفاء".

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه