2015-10-10 

انتكاسة اردوغان تسعد الاتحاد الأوروبي

دويتشه فليه

يبدو أنّ الرئيس التركي رجب طيب اردوغان كان له الكثير من الأعداء الذين أسعدتهم نتائج الانتخابات البرلمانية، وفشل اردوغان في الحصول على أصوات الأغلبية المطلقة التي اعتاد أنّ ينالها منذ 14 عامًا. هزيمة اردوغان كانت محور هامًا للصحف العربية والعالمية ولكتاب المقالات، إلا أنّ السعادة التي عبر عنها الاتحاد الأوروبي لفشل اوردغان كان لها أسبابها الواضحة فحزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه السلطان التركي كان طرف صعب في مباحثات الانضمام إلى الاتحاد، فضلًا عن أنّ لقاءات اردوغان مع ممثلين عن الاتحاد الأوربي، كانت لا تخلو من التوترات. وأعلن اردوغان بكل وضوح عدم مبالاته بالاتحاد الأوربي ومعاييره. فحين اعتقلت السلطات التركية أكثر من 20 صحفيا في ديسمبر من العام الماضي وأبدى هان وموغريتي استنكارهما لما يمثله ذلك من تهديد لحرية الصحافة وانتهاك للحقوق الأساسية علق أردوغان: "تركيا لا تعيير لما يقوله الاتحاد الأوربي اهتمامًا وما إذا كان الاتحاد الأوربي سيوافق على انضمام تركيا إليه أم لا". على الصعيد المعلن فقد التزمت المفوضية الأوروبية الحياد تجاه نتائج الانتخابات التركية، سواء من قبل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوربي أو غيرها، غير أنها علقت بإيجابية على الإقبال الكبير على صناديق الاقتراع، حيث وصلت نسبة المشاركة إلى 86 % هذه دلالة واضحة على قوة الديمقراطية في تركيا. وأشارت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي فيرديريكا موغيريني في بيان مشترك مع المفوض الأوروبي لسياسة الجوار الأوروبي ومفاوضات التوسع، يوهانس هان. ف إلى أنّ جميع الأحزاب السياسية أصبح لديها تمثيل في البرلمان الجديد، وذلك في إشارة إلى تمكن حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد لحقوق الأكراد من الحصول على نسبة أصوات تسمح له بدخول البرلمان التركي أما على الصعيد غير المعلن فهناك العديد من المسؤولين في الاتحاد الأوروبي الذين استقبلواخسارة حزب العدالة والتنمية وعدم حصوله على الأغلبية المطلقة بارتياح. و ترى اماندا باول من مركز أبحاث السياسة الأوربية في بروكسل لدويتشه فليه أن التخوفات من ميول حزب العدالة والتنمية للاستبدادية تقوي من أمل العديد من الموانين في أن تشكل نتائج هذه الانتخابات خطوة على الطريق الديمقراطي الصحيح. وبدوره أعرب عضو الحزب الديمقراطي الحر في البرلمان الأوربي، الكسندر غراف لامبسدورف، عن سعادته بخسارة حزب أوردغان للأغلبية المطلقة، لافتاً أنّ النتيجة تعبر عن رفض الناخبين لأحلام أردوغان في السلطة المطلقة ولتوجهات أسلمة الحياة العامة. اخفق ارودغان وتنفس الاتحاد الاوروبي الصعداء، وحسب التوقعات لن تستأنف هذه المفاوضات في وقت قريب. يؤكد هان وموغيريني أنّ هناك سبل في الوقت الراهن لمواصلة تعزيز العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، إلا أنّ الحديث عن تقوية العلاقات فعليًا لا يحدث على أرض الواقع. فتركيا مرشحة للانضمام للاتحاد الأوروبي منذ عام 1999 ومنذ عام 2005 أجريت مفاوضات لإتمام هذه الخطوة، حتى الآن تم الانتهاء من فصل واحد فقط من مجموع 35 فصلًا للتفاوض. ويضيفان هناك عدة أسباب لهذا الوضع الحالي المتجمد في المفاوضات من أهمها رفض دخول سفن تابعة لقبرص، الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي، إلى الموانئ التركية الواقع يشير إلى أن الاتحاد الأوروبي وبروكسل يبديان مقاومة شديدة أمام فكرة حصول تركيا على العضوية الكاملة في الاتحاد، وهناك من يرى أن تركيا لا تنتمي للاتحاد الأوروبي لاعتبارات جغرافية وثقافية ودينية، في حين يرى آخرون أن تركيا تعاني من تعثر في المسار الديمقراطي. وتتهم اماندا باول من مركز أبحاث السياسة الأوروبية في بروكسل، أردوغان أنّه لم يقف فقط في الخط الإصلاحي بل تقهقر إلى الوراء،لكنها في ذات الوقت تتهم العديد من دول الاتحاد الأوروبي بما فيها ألمانيا وفرنسا، بتسييس عملية الانضمام، توقيفها دون ضرورة. وبحسب دويتشه فليه ترى باول أن وقف انضمام تركيا إلى الاتحاد عمل خاطئ، مؤكدة أنّ الحوار مع تركيا بشأن المواضيع التي تتعرض فيها للانتقاد أفضل بكثير من رفض المفاوضات، إذا كانت لتركيا نية تحسين الوضع السياسي ولا تعتقد باول بحدوث تغيير كبير في مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوربي بعد ظهور نتائج تلك الانتخابات، لكنها ترى وجود فرص لتعزيز التعاون بين تركيا والاتحاد الأوربي في مواضيع أخرى مثل توسيع النطاق الجمركي وقضايا المهاجرين السوريين، لافتة إلى أنها فرصة جيدة لإعادة بناء الثقة ولضمان إمكانية فتح فصول جديدة في المفاوضات

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه