2015-10-10 

ليبيا بوابة داعش لشمال إفريقيا

من القاهرة، حسين وهبه

تزداد حدة التوتر في المشهد السياسي الليبي منذ سقوط نظام الرئيس السابق معمر القذافي، فلم تعد ليبيا نقطة انطلاق لتجار البشر ولألوف اللاجئين الباحثين عن الجنة الموعودة في أوروبا، ولا مصدر لتهريب السلاح إلى دول الجوار فحسب، بل قد تتحول إلى مركز عمليات لتنظيم داعش في شمال إفريقيا. وتشهد ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011 فوضى أمنية ونزاعا على السلطة تسببا في انقسام البلد خلال الصيف الماضي بين سلطتين، حكومة وبرلمان معترف بهما دوليا في الشرق، وحكومة وبرلمان يديران العاصمة طرابلس بمساندة تحالف جماعات مسلحة تحت مسمى "فجر ليبيا" وأعربت الحكومة الليبية المعترف بيها دوليا عن مخاوفها من تكرار سيناريو العراق في ليبيا من نجاح هذا التنظيم الإرهابي من بسط نفوذه على مناطق واسعة في البلاد. فأوجة االشبه كثيرة بين ليبيا والعراق حيث أنّ تنظيم داعش نشط في ليبيا منذ فترة طويلة، وتبنى عدة إعدامات، شملت أقباط مصريين، فيما ينشغل الليبيون بالتناحر فيما بينهم. وما يزيد من فرضية تكرار السيناريو العراقي في ليبيا، هو نجاح تنظيم "الدولة الإسلامية" في السيطرة على مطار مدينة سرت، مسقط رأس القذافي، ما يذكر بسيطرة التنظيم الإرهابي على مدينة تكريت العراقية قبل أن يتمدد في محافظة الأنبار. وحذرت الحكومة الليبية الاسبوع الجاري من أن المؤسسات والمنشآت النفطية القريبة من سرت باتت تواجه خطر التعرض لهجمات من قبل هذا التنظيم المتطرف بعد أن سيطر على قاعدة القرضابية التي تقع على بعد نحو 20 كيلومتر جنوب سرت وتضم المطار يؤكد الدكتور جمال عبد الجواد، مدير مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، أن الوضع السياسي في ليبيا والصراع القائم عل السلطة يشكلان أرضية مناسبة لتمدد تنظيم داعش، لافتًا إلى أنّ حالة الانقسام والصراع السياسي شبيهة بالصراع السياسي في العراق وسوريا والتي شكلت خلفية ووفرت ظروف مناسبة سمحت بتمدد التنظيم. ورجح عبد الجواد أنّ يتكرر سيناريو العراق وسوريا في ليبيا، ويعزو ذلك إلى الوضع السياسي والأمني المتوتر في ليبيا . لافتًا إلى أنّ مدينة سرت تقع في قلب المنشآت والموانئ النفطية الكبيرة في ليبيا ما يوفر للتنظيم فرصة ذهبية للسيطرة على موارد نفطية كبيرة، وتجارة النفط غير الشرعية في العراق كانت أحد أهم مصدر تمويل داعش لشراء السلاح ودفع أجور المقاتلين. يشار إلى أن سرت تبعد نحو 150 كيلومترا فقط عن منطقة الهلال النفطي التي تشمل مؤسسات وحقولا وموانئ نفطية رئيسية. ويوضح مدير مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية أنّ ما يزيد من أوجه الشبه مع السيناريو العراقي، ويعزز من خطورة الوضع في ليبيا، تورط أفراد من نظام القذافي مع تنظيم داعش، وهو ماحدث في بغداد حيث تتكرر الاتهامات بضلوع رموز وضباط سابقين من حزب البعث في نشأة وتمدد داعش في العراق. وحذر من أن داعش أصبحت تستمد قوتها من الجماعات المتطرفة التي لها خبرة وموارد ما يسمح لها بالعمل بشكل مستقل ودون حاجة كبيرة لدعم من ضباط محترفين أو عناصر من النظام السابق، مشيرًا إلى أنّ خطر داعش يكمن في كونها قوة مستقلة وكجماعة متطرفة لها خبرات عسكرية وموارد كبيرة وبالطبع فإن تداعيات الوضع الأمني المتوتر في ليبيا قد برزت في الفترة الأخيرة بوضوح في تونس ومصر. ونقلت دويتشه فليه تحذيرات صحيفة زود دويتشه تسايتونغ من أنّ عدم محاربة التنظيم سريعًا، يشكل تهديدًا كبيرًا لدول المنطقة بأسرها، لاسيما وأنّ في مصر وتونس والجزائر جماعات أعلنت ولاءها لـداعش. في هذا السياق ، دعا مدير مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية ، مصر والجزائر وتونس لتنسيق سياساتهم بين بعضهم البعض بدرجة أكبر من خلال الاتفاق على طريقة لحث الأطراف المتنازعة في طرابلس وبنغازي وجميع الفرقاء الليبيين –باستثناء داعش- إلى طاولة الحوار وإيجاد توافق لتشكيل حكومة تمثل جميع الأطراف وقطع الطريق على داعش حتى لا يتمدد في المنطقة، مؤكدًا أنّ دول الجوار بإمكانها المساهمة في الدفع نحو توحد الليبيين وراء حكومة موحدة وتكريس جهودهم لمحاربة تنظيم داعش.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه