2015-10-10 

محادثات حاسمة لعودة ليبيا إلى... ليبيا!

الصخيرات (المغرب)، جلال المخفي

الفرنسية - بدأ طرفا النزاع في ليبيا الاثنين في المغرب جولة محادثات جديدة اعتبرتها الامم المتحدة "حاسمة" على امل التوصل الى اتفاق لتشكيل حكومة وحدة قبل بدء شهر رمضان في منتصف حزيران/يونيو. ودعت دول مجموعة السبع في ختام قمتها في المانيا السلطتين الليبيتين المتنافستين الى اتخاذ "قرارات سياسية جريئة" وابرام "اتفاق سياسي". ورأت المجموعة ان تشكيل حكومة وحدة وطنية من شأنه ان "يؤمن دعما كبيرا" للمساعدة في اصلاح البنى التحتية بما يشمل اعادة تشغيل الخدمات العامة وتقوية الاقتصاد والمساعدة على استئصال الارهابيين والشبكات الاجرامية. وتشهد ليبيا الغارقة في الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011 معارك عنيفة بين جماعات مسلحة، وسط انقسام سياسي بين برلمانين يتنازعان السلطة بالاضافة الى تصاعد نفوذ تنظيم الدولة الاسلامية. وفي البلاد حاليا حكومتان وبرلمانان متنازعان: الاولى في طرابلس وتخضع لسيطرة ائتلاف فجر ليبيا الذي يضم عددا من المجموعات المسلحة ومن بينها اسلاميون، والثانية في طبرق بشرق البلاد وهي معترف بها دوليا. وتسعى الامم المتحدة منذ اشهر للتوصل الى تسوية تجيز تشكيل حكومة وحدة وطنية. وبات هدف مبعوثها الخاص برناردينو ليون التوصل الى اتفاق قبل بدء شهر رمضان في اواسط حزيران/يونيو. ومساء الاثنين، تسلم المفاوضون في مستهل جولة التفاوض الجديدة في منتجع الصخيرات القريب من الرباط مشروع اتفاق رابع يتضمن "اخر ملاحظات الاطراف" بحسب بعثة الامم المتحدة في ليبيا. وقال ليون "اليوم تتجه انظار الشعب الليبي اليكم مع الامل بان يؤدي عملكم الى اسكات الاسلحة. انكم قادرون على تجنيب الليبيين مآسي اخرى". واضاف "يجب ان تتوقف المعارك"، آملا ان يتسلم من الوفدين ردودهما على مشروع الاتفاق الجديد "في اقرب وقت بحيث نلتقي مجددا في مستهل الاسبوع المقبل" للتوقيع. وفي الانتظار، قالت مصادر قريبة من المفاوضات ان ممثلين للبرلمانين الليبيين سيتوجهون الثلاثاء الى برلين للقاء مسؤولين كبار في دول مجموعة السبع التي اختتمت الاثنين قمتها في المانيا. لكن اي مصدر رسمي لم يؤكد تلك المعلومات. وكانت الامم المتحدة اكدت الجمعة ان المحادثات وصلت الى "مرحلة محورية" ودعت "جميع الاطراف الى تحمل مسؤولياتهم امام التاريخ" مذكرة "بعدم وجود اي حل عسكري". واوضح ليون ان مشروع الاتفاق الرابع ينبغي ان يتضمن تعديلات تكرس "مبدأ التوازن بين كل المؤسسات في ليبيا والتفاهم". واكد ان الامم المتحدة مستعدة لتقديم لائحة باسماء شخصيات مؤهلة للانضمام الى حكومة وحدة وطنية ما ان يتم بلوغ اتفاق. وفي موازاة المفاوضات في المغرب يعقد ممثلو مختلف فصائل النزاع الليبي محادثات دورية في الجزائر. وانعقد لقاء اخير يومي الاربعاء والخميس في العاصمة الجزائرية شارك فيه 27 مسؤولا ليبيا اضافة الى ليون. ودعا المشاركون في ختام الجولة الثالثة من الحوار الليبي في الجزائر، طرفي النزاع الى "تقديم تنازلات للتوصل الى اتفاق سياسي شامل ومتوازن وتوافقي والى تشكيل حكومة وحدة وطنية سريعا". وفي القاهرة الاحد اعرب مسؤولون من مصر والجزائر وايطاليا في اجتماع عن تاييدهم للوساطة التي يجريها المبعوث الاممي. وتخشى مصر من خطر الجماعات المسلحة الجهادية التي تسيطر على جزء من شرق ليبيا، ولا سيما تلك المرتبطة بتنظيم الدولة الاسلامية، على حدودها الغربية، بما قد يجبرها على فتح جبهة ثانية. فالجيش المصري يواجه في سيناء (شرق) جماعة ناشطة اعلنت مبايعة التنظيم الجهادي. واستغل تنظيم الدولة الاسلامية الفوضى السائدة لترسيخ وجوده في ليبيا العام الفائت، وتمكن في اواخر ايار/مايو من السيطرة على مطار سرت الدولي (جنوب).

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه