2015-10-10 

اللحظات الأخيرة هي الأصعب في مفاوضات نووي إيران

من جنيف، نيكولا ريفيز

(أ ف ب) - اجرى وزيرا الخارجية الاميركي والايراني السبت في جنيف محادثات "مكثفة" لانهاء التفاصيل التقنية المتعلقة بالاتفاق التاريخي حول البرنامج النووي الايراني قبل نهاية حزيران/يونيو، الا ان ايران كررت رفضها حصول تفتيش دولي لمواقعها العسكرية. واستمر الاجتماع بين جون كيري ومحمد جواد ظريف نحو ست ساعات مع اعضاء الوفدين وممثلة الدبلوماسية الاوروبية هيلغا شميد في احد فنادق جنيف. وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية ان الوفدين اجريا "مناقشة كاملة شملت كل المواضيع" المتعلقة بالملف النووي. واضاف هذا الدبلوماسي الاميركي "نحن ملتزمون بالعمل لتضييق الخلافات واحترام المهلة الزمنية التي حددناها" اي التوصل الى اتفاق نهائي خلال شهر. وصرح الرجل الثاني في فريق المفاوضين الايرانيين عباس عراقجي مساء السبت بحسب ما نقل عنه التلفزيون الايراني على موقعه على الانترنت، ان المحادثات بين كيري وجواد ظريف "لم تتمكن من تذليل الخلافات لدفع المفاوضات النووية قدما". واضاف عراقجي "استعرضنا مجددا كل المسائل الا ان الخلافات لا تزال قائمة". واوضح المفاوض الايراني ايضا ان المحادثات "ستستأنف الاسبوع المقبل في فيينا على مستوى المساعدين والخبراء". وافادت وسائل اعلام ايرانية ان المفاوضات بين الطرفين ستستأنف في فيينا، على الارجح الخميس المقبل. وتجري القوى الكبرى منذ خريف 2013 مفاوضات مع ايران برعاية الاتحاد الاوروبي حول برنامجها النووي المثير للجدل الذي يسمم العلاقات الدولية منذ 2003، من اجل التوصل الى وسيلة للسيطرة على اي طموحات ذرية لدى طهران مقابل رفع للعقوبات. وبعد اتفاق موقت في تشرين الثاني/نوفمبر 2013 واتفاق مبدئي في الثاني من نيسان/ابريل 2015، بات امام الاطراف مهلة حتى 30 حزيران/يونيو لتوقيع اتفاق كامل ونهائي. وقبل استئناف المحادثات بين كيري وظريف صباح السبت عمل عراقجي على وضع النقاط على الحروف. وقال السبت بحسب ما نقل عنه التلفزيون الايراني الرسمي ان ايران ترفض قيام الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعمليات "تفتيش لمواقعها العسكرية" واستجواب علمائها في اطار اتفاق محتمل حول الملف النووي الايراني. وكرر بذلك موقف المرشد الاعلى للجمهورية الايرانية آية الله علي خامنئي في العشرين من ايار/مايو. وتعتبر مسالة التفتيش الدولي للمواقع النووية بهدف التاكد من الطابع السلمي والمدني للبرنامج الايراني، احدى اصعب النقاط التي لا تزال عالقة بين الطرفين. وتؤكد ايران انها لا تسعى للحصول على القنبلة الذرية، وترفض اي تفتيش لمنشآتها العسكرية. الا انها قد توافق على "دخول في اطار منظم" لخبراء اجانب في اطار البروتوكول الاضافي لمعاهدة عدم الانتشار النووي. وشدد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو الذي سيطبق الاتفاق الذي يتم التوصل اليه، ضرورة ان تتمكن هذه الهيئة الدولية من دخول كل المواقع بما فيها المواقع العسكرية. وكرر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الموقف نفسه محذرا من ان باريس "لن تقبل ابدا" باتفاق اذا لم يتضمن امكان "التحقق" من "كل المواقع الايرانية بما فيها المواقع العسكرية". وتتبنى فرنسا الموقف الاكثر تشددا بين دول مجموعة 5+1 وتخشى من ان تفرط الولايات المتحدة في تقديم التنازلات من اجل توقيع اتفاق تاريخي. اما ادارة الرئيس باراك اوباما فتتعرض لضغوط من الكونغرس الجمهوري المعادي في اغلبيته لايران وفرض الصيف الماضي حق النظر في النص النهائي. ويثير اتفاق محتمل مع ايران قلق اسرائيل والدول الخليجية. في الواقع وحتى اذا كانتا تنفيان ذلك، تبدو طهران وواشنطن في اوج تقارب بعد 35 عاما على قطع العلاقات الدبلوماسية بينهما. لكن الخبراء يرون ان الخصمين ما زالا بعيدين عن تطبيع العلاقات بينهما وسيكتفيان بمواصلة مشاوراتهما السرية حول النزاعات الاقليمية مثل مكافحة تنظيم الدولة الاسلامية.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه