2015-10-10 

جنازة كنعان إيفرين.. لن يحضر احد

بي.بي.سي

لا يبدو أن احدا قد نسى للرئيس السابق كنعان إيفرين ما اقترفته يداه من تعذيب وقتل وتنكيل بمعارضيه، حتى بعد رحيله. فجثمان الرئيس السابق سيواريه الثرى في مقبرة الدولة المخصصة لكبار القادة، ومع ذلك لن يسير – فيما يبدو – وراءه في جنازته. وتواجه مراسم الجنازة تواجه مقاطعة كبيرة بسبب دور إيفرين في الانقلاب العسكري الدموي في عام 1980. وبالرغم من انتقاد الليبراليين والإسلاميين على السواء له، فإن بعض المتطرفين القوميين يعتبرونه بطلا. وظل شخصية مثيرة للانقسام حتى في وفاته، وقال حزب العدالة والتنمية، والحزب الديمقراطي الموالي للأكراد، إنهما سيقاطعان المراسم. وقال الجيش في بيان الاثنين إن إيفرين سيدفن في مقبرة الدولة التركية في أنقرة - حيث دفن رؤساء تركيا السابقون - بعد أداء صلاة الجنازة عليه في مسجد قريب. ويشيع جثمان إيفرين في جنازة رسمية، باعتباره الرئيس السابع للبلاد، وسيخرج موكب الجنازة من مقر الجيش بناء على طلب أسرته. وقد أحبط هذا القرار منتقديه الذين يعتقدون أن تشييع جثمانه في جنازة رسمية يعني تكريم قائد يقولون إن "يديه ملطختان بالدماء". وقال مسؤول في حزب العدالة والتنمية الاثنين "لن يحضر أحد من الحزب" الجنازة، أما زعيم الحزب الديمقراطي، صلاح الدين ديميرداش، فقال إن حزبه يقاطع مراسم الجنازة لأنها "تجري لشخص سبب معاناة لكثير من الأمهات". ولم يصدر عن الحكومة التركية أي بيان بشأن وفاة إيفرين. وقال نائب رئيس الوزراء، بولند أرنيج، للصحفيين اليوم إنه ليس لديه "شيء طيب يقوله عنه"، بينما حث وزير التنمية، جودت يلماز، الجماهير على "ألا يسيؤوا إليه بالكلام بعد وفاته". لم يبد "كنعان أفرَين" ندما على ما فعله حتى على فراش موته. في الأكاديمية الطبية العسكرية التي كان يعالج فيها بالعاصمة أنقرة. ويعتقد الجنرال إفرين، الذي توفي مساء أمس السبت، عن عمر يناهز 98 عاما، أنه أنقذ البلاد من الانحدار إلى الفوضى بعد القتال بين المتطرفين السياسيين. القصة تبدأ مع الجنرال إفرين الذي بدأ حياته المهنية كضابط بعد تخرجه من الأكاديمية العسكرية. تقلد العديد من الوظائف والمناصب داخل القوات المسلحة التركية كضابط للمدفعية والأركان، حيث تولى قيادة الجيش والقوات البرية، وعُين بعدها لرئاسة الأركان العامة وذلك في 7 مارس 1978. وفي 12 سبتمبر 1980 قاد الجنرال التركي انقلابا عسكريا أطاح بالحكومة المدنية حينها. قد أعتقل اثناء أحداث الانقلاب نحو 600 ألف شخص وأعدم 50 شخصا شنقا. كما حظر كل الأحزاب السياسية في البلاد، مع استهداف مكثف للناشطين اليساريين. كان في السنوات التي سبقت انقلاب 1980 ، انتشر عنف سياسي بشكل واسع في الشوارع بين ناشطي اليمين المتطرف واليسار المتطرف، وقال الجيش في حينها إن الحكومة غير قادرة على السيطرة عليه. وبعد الانقلاب العسكري حُل البرلمان وجمع الرئيس الراحل إلى جانب مناصبه السابقة، رئاسة مجلس الأمن القومي، ورئاسة الجمهورية التركية. وأشرف المجلس على كتابة دستور جديد، أجيز عبر استفتاء وبات إفرين رئيسا للبلاد في دورة رئاسية امتدت لسبع سنوات. وظل أفرين في منصب رئيس البلاد يحكمها بيد من حديد لمدة تسع سنوات حتى عام 1989. وفي عهده صدرت أحكام بحق حوالي 250 ألف شخص وأعدم حوالي 50 شخصا وقضى العشرات في السجون تحت التعذيب وهاجر عشرات آلاف الأتراك. وقال إفرين في خطاب له عام 1984 دافع فيه عن قراره بإعدام معارضين سياسيين "هل نطعمهم في السجن لسنوات بدلا من شنقهم". وانسحب الرئيس السابع من الحياة السياسية سنة 1989 وتفرغ ل"الرسم" في منزله بمرماريس. وقد احبطت محاولتان لاغتيال الجنرال إفرين بعد تقاعده. وعلى الرغم من الاتهامات الموجهة إليه بالقتل والتعذيب بدا أن الرئيس السابق لن يواجه المحاكمة أبدا بسبب الحصانة الممنوحة له. لكن اسقط النص الدستوري الذي كان يضمن لإفرين الحصانة من المحاكمة عبر استفتاء في عام 2010 ، وجاء ذلك جزءا من محاولات رئيس الوزراء حينها رجب طيب أردوغان لتحجيم سلطة الجيش. وفي عام 2014 أدانت محكمة تركية إفرين بارتكاب جرائم ضد الدولة لتحضيره لتدخل الجيش وقيادته الانقلاب العسكري. وقال الجنرال المتقاعد في 2013 خلال جلسة قضائية إنه مستعد لتكرار الانقلاب إذا تطلب الأمر، مضيفا وهو على سريره في المستشفى "لست نادما على أي شيء". وقد نقل إلى المستشفى العسكري غاتا منذ العام 2012. وتدهورت حالته الصحية مؤخرا ووضع تحت التنفس الاصطناعي. وفي ساعاته الأخيرة تعرض "أفرَن" لفشل في وظائف العديد من الأعضاء بسبب كبر سنه، وتم نقله إلى وحدة العناية المركزة، حيث وضع على جهاز التنفس الصناعي، لكنه أسلم الروح بارئها رغم كل المحاولات الطبية.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه