2015-10-10 

لم يعد الإلحاد سرا... صارت له قنوات تلفزيونية!

من القاهرة، مصطفى علي

في الفضاء الإلكتروني يصير المحجوب في وسائل الإعلام العامة متاحا، بل وحتى ما يتم تجنب الحديث عنه في احاديث المقاهي الودية يصير حاضرا بقوة للمناقشة، في الأمس القريب، وعندما لم يتعدى عمر شبكة الأنترنت المتاحة لاستخدام الجمهور سنوات قليلة كان هناك منتدى الملحدين واللادينيين العرب، وبالأمس القريب أيضا صار هناك مدونون وناشطون يتحدثون عن حرية المعتقد، أو بمعنى أدق حرية عدم الاعتقاد، وكان فيسبوك وتويتر قاعدة انطلاقهم. في الوطن العربي لا يوجد احصاء رسمي أو حتى تصور لعدد الملحدين واللادينيين العرب، إذ في كثير من هذه الدول لا تعترف بوجودهم، ولا تسمح لهم بتدوين حقيقة اعتقادهم في هوياتهم الشخصية، لكن ما هو مؤكد أن الملحدين واللادينيين صار لهم صوت أقوى وانتشار اوسع من خلال الانترنت ومن بعدها بدأوا في الظهور على شاشات الإعلام بقوة الأمر اللواقع. اليوم، يبدو أن محاولات الملحدين واللادينيين، تحولت من المبادرات الشخصية إلى تأسيس تعاونيات تتحدث باسمهم، فبعد قنوات اليوتيوب الشخصية لبعضهم، أطلق البعض قناة تتحدث باسمهم على شبكة الأنترنت. قناة "فري مايند تي في" أو تلفزيون العقل الحر، التي تبث من الولايات المتحدة، بالطبع، إذ - وبحسب تقرير نشره موقع صوت أمريكا - أن بلاد كمصر،شديدة التدين، في أقليم شديد التدين، الدين ليس مجرد تابوه خطر التحدث عنه، بل أيضا جريمة، فضلا عن الإعلان عن الالحاد أو عدم الاعتقاد هو أيضا جريمة في بعض الأحيان. يقول القائمون على القناة أن الغرض من انشائها هو الدفاع عن حرية عدم الاعتقاد، ونشر الأفكار اللادينية والليبرالية في الشرق الأوسط. في هذه القناة يظهر المذيع في ستديو ذو خلفية خضراء يتم فصلها على برامج المونتاج ليبدو كديكور حقيقي، بينما يجلس أحمد حرقان، مسلم سابقا، في غرفة نومه حيث تظهر ملابسه معلقة خلفه. كان قد طلب أحمد من معد التقرير عدم الإفصاح عن مكانه، إذ يعتبر الكثير من "رجال السلطة" أن الالحاد هو بالضرورة إهانة للدين، وهذا عن تجربة شخصية له. ويقول حرقان إن أشخاص قد حاولوا قتله، هو وزوجته ندى مندور، على خلفية معرفتهم بحقيقة إلحادهما، وعند لجوؤهما للشرطة، تطوع بعض الاشخاص بإبلاغ الشرطة أن حرقان وزوجته قد ظهرا على شاشات التلفزيون لإهانة الإسلام، ومن ثم تم القبض عليهما. وبعد الإفراج عنهما ب 24 ساعة انتقلا إلى مسكن آخر لتجنب التهديدات والتحرشات، على حد تعبيره. وندى التي تصور وتخرج بعض برامج القناة، هي مسلمة سابقة أيضا، قبل أن تتخلى عن الدين منذ سنتين. تقول ندى إن أغلب افراد عائلتها يكرهون انتقادها للدين، وإعلانها عن عدم إيمانها، فهي لم تعد ترى والديها ولم يعد مسموحا لها بدخول منزل الاسرة بالأساس. ويمضي التقرير إلى أن التحول من المسيحية إلى الإلحاد هو بنفس الخطورة في الاسر المسيحية المصرية، هذا ما يقوله أيمن رمزي المسيحي سابقا، والذي يظهر في أحد المواد المصورة على القناة,. يقول رمزي إنه من الناحية القانونية في مصر الإلحاد لا يتعبر جريمة، لكنه تم توقيفه، أثناء التحدث عن معتقداته، بتهمة المساس بقيم المجتمع وإهانة الدين. والقناة التي بدأ بثها اواخر العام الماضي، انطلقت بعد أن انتقل مؤسسها العراقي خلدون الغنامي إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث لم يجد نفس الخطورة التي يواجهها في الشرق الأوسط حيال التحدث عن الألحاد. ويواجه الملحدون على امتداد الوطن العربي، في بعض الحالات، السجن، واحيانا الاعدام في بعض الدول التي ترى أنها جريمة تستحق عقوبة الموت.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه