2015-10-10 

برغم انتشار الرقمية.. الكاميرات التقليدية لازالت تقاوم

بي بي سي

كان من المفترض أن تؤدي حقبة الكاميرات الرقمية إلى اختفاء الكاميرات العادية التي تعتمد على فيلم للتصوير أي على "شريط قابل للتحميض"، لكن بعض المتحمسين يرفضون التخلي عن الكاميرات التقليدية. يحاول ستيفن داولنج معرفة أسباب التمسك بهذه الكاميرات والتأكيد على أن زمنها لم ينته بعد. قضى المصور باتريك جوست فترة طويلة في شوارع مدينته بالتيمور، أكبر مدن ولاية ماريلاند الأمريكية، يلتقط صور المواطنين نهارا وضوء المصابيح ليلا، ويفعل كل هذا باستخدام كاميرا تعمل بفيلم. ويقول جوست: "إن هذه الآلة هي التي تناسب نوعية العمل الذي أريده"، ويحرص جوست على حمل ثلاث كاميرات بها أنواع مختلفة من الأفلام لأداء عمله. ويضيف: "يمكن لهذه الكاميرات القديمة انتزاع الناس ويمكن أن تكون نقطة انطلاق لبعض صور كبيرة، فأفلام الكاميرات أكثر ودية، وحتى غريبة، وأنا أحاول أن أجعل هذا العمل مناسبا لي." ويبدو رفض جوست الانتقال إلى استخدام الكاميرات الرقمية أمرا جادا ولن يتراجع عنه، بالنظر إلى أن الغالبية العظمى من الصور الآن يجري التقاطها عن طريق الاستشعار الرقمي. لكنه يمثل جزءا من موجة متنامية من هواة التصوير الذين مازالوا متمسكين بالتكنولوجيا القديمة. وبعض العائدين لاستخدام الأفلام في التصوير كانوا قد اعتادوا على استخدامها في الماضي، لكن هناك العديد من المصورين الشباب والأصغر سنا الذين لم يُتح لهم بعد استخدامها، وزاد من هذا الاهتمام الاحتفال بيوم "التصوير السينمائي" في 11 أبريل/ نيسان الماضي، وتشجيع المصورين لمبادلة كاميرات ميغا بيكسل بكاميرات الأفلام. ويقول ادجار انجلاند، مدير في ويست اند كاميرا بلندن والمتخصص في الأفلام وتطوير استخدامها :"منذ عقد تقريبا كان بيع مئات من أفلام التصوير ربما يستغرق ستة أسابيع، لكنها الآن تباع في أيام معدودة." ويبيع متجره معدات الغرف المظلمة "لتحميض الأفلام واظهار الصور"، والخلفيات التي تستخدم في التصوير، كما أن معمله متخصص في تطوير الأفلام بالأبيض والأسود يدويا. ويضيف انجلاند إن "كل شخص لديه هاتف ذكي سيكون بإمكانه التقاط صور جيدة جدا، لذلك فإن هناك المزيد من التعقيد لتكون قادرا على القول بأن هذه صورة حقيقية" التقطتها بنفسي من خلال فيلم كاميرا. واعتقد البعض أن استخدام أفلام التصوير قد انتهي للأبد منذ عام 1975، وتحديدا في ديسمبر/كانون أول حين اخترع ستيف ساسون، المهندس الشاب في شركة كوداك للتصوير، أول نموذج لكاميرا رقمية في العالم. وكان وزنها تقريبا ثمانية أرطال (3.6 كيلو جرام) وتخزن صورا بالأبيض والأسود فقط على شريط كاسيت، ومع هذا فكانت تمثل ثورة في عالم التصوير، وأخرجت "الجني الرقمي" من القمقم. والتبشير باختفاء "موت" أفلام التصوير قد يستغرق بعض الوقت، لكن بحلول أعوام 2000 كانت أسعار الكاميرات الرقمية رخيصة بصورة كافية لتحل محل الكاميرات التي تستخدم بكرات الأفلام خاصة أثناء التنزه وقضاء العطلات. كما أن كاميرات (الانعكاس أحادي العدسة) كان مناسبة لإقناع العديد من المحترفين والمصورين المتخصصين للتحول من الأفلام إلى الرقمي. ومع كل عام يمر، قررت كبرى شركات صناعة الكاميرات التوقف عن إنتاج بكرات الأفلام، وأغلقت المتاجر الكبرى لبيع الكاميرات أو معامل تطوير أفلام التصوير أبوابها. فثورة الهواتف الذكية المزودة بكاميرا عالية الدقة كانت صغيرة بشكل جعلها مناسبة للحمل بسهولة في الجيب، وتوثيق وتصوير كل لحظات الحياة باستمرار. وهناك أيضا متجر باسم ،الفيلم لم يمت، الذي أنشأه تشارلي أبيس وتوري خامبيتا. وكلاهما فقدا عملهما في معمل لأفلام التصوير، ويبيعان الكاميرات والأفلام ويديران معارض من متجرهما بالإضافة إلى كشك للتسويق. وقال أبيس :"لدينا زبائن شباب اشتروا أولى كاميراتهم من عندنا، ويخططون لدخول الغرفة المظلمة، من أجل التدريب على تحميض الأفلام"، لكنه أشار إلى عودة قوية أيضا من المصورين القدامى." ويضيف :"السيناريو الأكثر طمأنة الذي لاحظته مؤخرا هو ظهور سيدات ورجال من كبار السن يريدون استخدام كاميرات الأفلام مرة أخرى، مثلما كانوا وقد عانت بعض شركات صناعة الأفلام بشدة خلال الفترة الماضية، لكن شركات أخرى استطاعت النجاة مثل "كوداك" التي واصلت صناعة أفلام التصوير، وكذلك شركة "إلفرود" البريطانية للأفلام الأبيض والأسود يبدو أنها في حالة جيدة رغم مرور عقد من تدخل الإدارة لانقاذ الشركة من الإفلاس. وكان هناك عملية انقاذ أخرى في ايطاليا العام الماضي، قام بها الموظفون السابقون بشركة فيرانيا. وشهدت انجلترا دليلا على أرض الواقع، ففي الوقت الذي اختفت فيه العلامات القديمة المألوفة فإن شركات أخرى بدأت صناعة أفلام وتصدرت الأخبار، مثل أدوكس في ألمانيا وأجفا جيفيرت في بلجيكا. وتعد سنستيل إحدى شركات الإنتاج السينمائي التي تصنع أفلامها باستخدام بكرات من إنتاج شركة كوداك، والتي مازالت المفضلة لدى عدد من المخرجين منهم كونتين ترانتينو و كريستوفر نولان.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه