2015-10-10 

كندا لم تتعلم من درس السويد

سي ان ان

يبدو أن درس السعودية القاسي للسويد لم يصل كندا، أو أن كندا ظنت أنها ستكون أقوى من السويد، وأن نفسها طويل. وتدرج سياسة السعودية الخارجية في التعامل مع المواقف فمثلما تدرجت مع السويد ، من المحتمل أن تفعل الشيء ذاته مع كندا. فقد أرسل سفير الرياض في كندا رسالة احتجاج بسبب الانتقادات الرسمية الكندية للحكم. وعلى الرغم من ذلك أصر رئيس وزراء مقاطعة كيبيك الكندية، فيليب كويلارد، رفض التراجع عن موقفه المناهض لعقوبة جلد المدون السعودي، رائف بدوي، وقال كويلارد، في رد على الصحفيين قبل انعقاد جلسة مجلس الوزراء الأربعاء، تعليقا منه على موقف السفير السعودي نقلًا عن سي ان ان : "لقد أعلنت عن موقفنا، وهذا أمر طبيعي بالنسبة لنا،" وفقا لهيئة الإذاعة الكندية. وكان السفير السعودي في كندا، نايف بن بندر السديري، قد بعث برسالة إلى برلمان كيبيك كُشف النقاب عنها قبل أيام، دعا فيها السياسيين الكنديين إلى عدم التدخل في القضية أو انتقاد الأحكام القضائية الخاصة بالمملكة أو التعرض لنظامها المرتكز على الشريعة الإسلامية. وبحسب الرسالة التي نشرتها الهيئة الكندية، فإن السفير قال إن الرياض "لا تقبل أي تدخل في شؤونها الداخلية، ولا تقبل الهجوم عليها باسم حقوق الإنسان، خاصة وأن دستورها يعتمد على الدين الإسلامي الذي يضمن حقوق الإنسان." من جانبها، قالت وزيرة الهجرة في كيبيك، كاثلين ويل، إن موقف الحكومة في المقاطعة "لن يتبدل" مضيفة: "من المهم جدا بالنسبة لنا التمسك بمواقفنا بحزم والدفاع عن حقوق الإنسان." وكان برلمان كيبيك قد أصدر بالإجماع في فبراير الماضي قرارا يدين جلد بدوي، كما أن كندا منحت زوجته، إنصاف حيدر، وأولاده الثلاثة، حق اللجوء إلى كندا التي يقيمون فيها الآن. وكانت السويد قد وضعت نفسها في المأزق ذاته قبل أمام السعودية لم تستطع طويلًا أن تثببت أمام موقفها ، فالمملكة العربية السعودية بقيادتها الحكيمة ، ودهاء وخبرة خارجيتها باستخدام أساليب مختلفة أستطعت أن تجعل السويد تأتي صاغرة لطلب الود. وبدأت أزمة السويد السعودية عندما انتقدت وزيرة الخارجية السويدية مارجوت فالستروم جلد السعودية للمدون رائف بدوي . ثم انتقدت السياسات المملكة في معاملة النساء والتي تؤثر عليهن أمام البرلمان السويدي . و ردت الرياض بحزم ودون تردد حيث استدعت السعودية سفيرها في ستوكهولم،كرد فعل على تدخل الوزيرة السويدية السافر في الشأن الداخلي السعودي وتطاولها على القضاء . ثم ألغت الرياض خطابًا كانت ستلقيه فالستروم في ختام اجتماعات الدورة (143) لوزراء الخارجية العرب أمام جامعة الدول العربية، لتعلن السويد أنهاء اتفاق دفاعي قائم منذ فترة طويلة مع السعودية. وأعلنت السعودية ، أنها لن تصدر تأشيرات العمل للمواطنين السويديين، ولن تقوم بتجديد التأشيرات الحالية للمواطنين السويديين داخل المملكة العربية السعودية. لتتراجع والسترم عن انتقاداتها ضمنيًا حيث قالت في تصريحات صحافية إنه من المهم أن تحافظ السويد والمملكة العربية السعودية على علاقات دبلوماسية جيدة. و أرسل ملك السويد كارل غوستاف السادس عشر رسالة إلى الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية يؤكد فيها عمق العلاقات الثنائية، وحرصه على استمرارها مميزة بين البلدين الصديقين. كما أرسل رئيس وزراء حكومة السويد ستيفان لوفين،رسالة أبدى فيها بالغ الأسى والأسف بشأن الأزمة التي تمر بها العلاقات بين المملكتين، وأعلن عن اعتذاره عن تصريحات وزيرة خارجيته . وانتهت الأزمة بعودة العلاقات ، وإعادة السفراء.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه