2019-01-22 

المصافحة التاريخية.."ميثاق روسيا" في طريقه لتعويض ميثاق "كوينسي"

من لندن حسن علي

بدأ التحالف السعودي الروسي يجد نتائج على الأرض في ظل تراجع ملحوظ في قوة التحالف السعودي الأمريكي وهو ما يشير إلى تطور جديد في إستراتيجية السعودية الخارجية.

 

موقع  econostrum أورد في هذا السياق تقريرا ترجمته عنه الرياض بوست أكد فيه أن الصور الرمزية لها معنى  كبير في العلاقات الدولية ، وكذلك الحال في صورة اللقاء الودي والعفوي بين ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

 

ويشير التقرير أن اللقاء الودي والمصافحة الحارة بين ولي العهد السعودي والرئيس الروسي هي ترجمة لتوافق وشراكة سعودية روسية تبلورت خلال السنوات الأخيرة خاصة في المجال الطاقي  .

و على الرغم من الاختلافات الأساسية بين موسكو الرياض حول عدد من الملفات الإقليمية أهمها سوريا وإيران إلا أن عملاقي إنتاج النفط تمكنا من تجاوز    وتأسيس شراكة قوية تمكنت من إعادة التوازن لأسواق النفط من خلال إتفاق أوبك التاريخي لخفض الإنتاج .

 

وأمام تخبط السياسة الخارجية الأمريكية في علاقة بحليفها التاريخي السعودية وكذلك أبرز ملفات الشرق الأوسط قررت الرياض التقارب أكثر مع موسكو التي أصبحت قوة لا يمكن    في الشرق الأوسط بتواجد عسكري في سوريا وبعلاقات متشعبة مع النظام الإيراني والأهم أنها منتج عالمي مهم  للنفط وشريك يمكن التعويل عليه لتحقيق التوازن في السوق.

 

ويتابع التقرير أنه و أمام التقارب الجديد  بين موسكو والمملكة العربية السعودية ، وجد ولي العهد السعودي والقيصر الروسي حساباتهما ومصالح بلديهما على المدى القريب والمتوسط على الأقل.

 

ويشير التقرير أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان  يعرف جيدا أن بقاء حليفه ترامب في البيت الأبيض ليس أبديا وأن السياسة الأمريكية في المنطقة لا يمكن أن تبقى على حالها. لذلك يعد بوتين الذي يحضى بشعبية كبيرة في روسيا قائدا وحليفا يمكن التعويل عليه وإنشاء تحالف مثمر معه."

 

أما بالنسبة للرئيس الروسي ، "فيبدو أنه معجب بشخصية الأمير محمد بن سلمان، كما يعرف  أن روسيا تملك حدوداً تقدر بحوالي 2500 كيلومتر مع العالم الإسلامي وهو ما أهملته  في كثير من الأحيان ، في ظل  تطور الهوية لدى مسلمي روسيا وهي القضية التي تشغل الكرملين."

 

ويتابع التقرير أن " تجنب العدوى الخارجية والتجزئة الاجتماعية والحفاظ على سلام مجتمعي  في أقدم المجتمعات متعددة الثقافات في العالم سيكون التحدي الرئيسي الذي تواجهه موسكو لعقود قادمة لذلك تحتاج روسيا إلى المملكة العربية السعودية القائد والزعيم الديني الأول للمسلمين عبر العالم."

 

وفي ذات السياق يشير التقرير أنه وأمام تراجع قوة التحالف السعودي الأمريكي وتبلور تحالف  قوي ومثمر بين موسكو والرياض فإن إتفاق "موسكو" سيخلف بالتأكيد ميثاق "كوينسي" التاريخي بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية الموقع بين الرئيس روزفلت والملك عبد العزيز عام 1945 والذي صمد لعقود.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه