2019-01-16 

خلفيات ودوافع المبادرة السعودية بإنشاء كيان جديد للدول المطلة على البحر الأحمر

من لندن حسن علي

من النتائج الهامة للغاية لاجتماع وزراء خارجية 7 دول مطلة على البحر الأحمر القرار الخاص بإنشاء كيان جديد في المنطقة يضم الدول الساحلية العربية والإفريقية للبحر الأحمر وخليج عدن بهدف التنسيق والتعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية والبيئية.

 

موقع  Institue For defence studies and analyses  أورد في هذا السياق تقريرا ترجمته عنه الرياض بوست أكد فيه أن مخاوف الدول التي إجتمعت في السعودية (السعودية واليمن والأردن ومصر والسودان وجيبوتي والصومال) المتاخمة للبحر الأحمر وخليج عدن فيما يتعلق بالقرصنة والأمن البحري ليست بالأمر الجديد.

 

وقد كانت هناك عدة اجتماعات في الماضي بين هذه الدول لمناقشة التحديات الأمنية المشتركة التي تواجه المنطقة لكن أحدث مبادرة سعودية لإنشاء كيان جديد من أجل جمع دول المنطقة في إطار تعاون إقليمي هو مقترح جدي جديد بشكل واضح.

 

 وفي نهاية الاجتماع ، أعلن وزير الخارجية السعودي آنذاك عادل الجبير أن هذه المبادرة "جزء من جهود المملكة لحماية مصالحها ومصالح جيرانها ... ولخلق التآزر بين مختلف الدول" وأضاف " وكلما زاد التعاون والتنسيق بين بلدان هذه المنطقة ، سيكون التأثير الخارجي السلبي أقل على هذه المنطقة ”(1).

 

ويعكس الاجتماع وبيان الجبير أيضا الشواغل الأمنية والاستراتيجية الناشئة في المنطقة.

 

هذا و تعتبر المنطقة على الجانب الغربي من البحر الأحمر وخليج عدن مهمة للغاية بالنسبة للمملكة العربية السعودي ففي السنوات الأخيرة ، بذلت الرياض جهودًا كبيرة للتواصل مع دول هذه المنطقة حيث توسطت المملكة العربية السعودية مؤخراً بين إثيوبيا وإريتريا ، منهية بذلك نزاعاً دام لعقود.

 

ويشير التقرير أنه لدى السعودية " علاقات جيدة مع جيبوتي حيث تقوم ببناء قاعدة عسكرية. بالإضافة إلى ذلك ، تتمتع الرياض بالقدرة المالية لتوفير المعونة والمساعدات التنموية للبلدان الأفريقية."

 

وتدفع المملكة العربية السعودية إلى الجانب الأفريقي من البحر الأحمر وخليج عدن برغبتها في حماية مصالحها الأمنية  في هذه المياه ، بما في ذلك سلامة خطوط الاتصالات البحرية بالنظر إلى التهديد الناجم عن القرصنة والإرهاب.

 وفي الوقت نفسه ، ظهر أيضا النفوذ المتنامي لخصومها الإقليميين مثل تركيا وقطر وإيران في المنطقة كتحدي استراتيجي رئيسي للرياض.

 

وبالنظر إلى الموقع الاستراتيجي للمنطقة ، وحجم التهديدات و الخطوات التي اتخذها منافسوها في المنطقة ، يبدو أنه قد حان  الوقت للمملكة العربية السعودية لإنشاء كيان إقليمي جديد لحماية وتعزيز مصالحها الوطنية.

 

 و قد برز الحوثيون المدعومون من طهران في اليمن كتحدي مباشر للأمن القومي للمملكة العربية السعودية. بسبب إطلاق صواريخ في إتجاه المملكة  ومهاجمة ناقلات النفط السعودية في البحر الأحمر ناهيك عن تهديد حركة التجارة والتبادل التجاري في المنطقة

 

 

كما تعد تركيا أحد خصوم المملكة الإقليميين خاصة بعد أن سعدة أنقرة في السنوات الأخيرة إلى توطيد علاقتها مع السودان وقطر حيث وقع أردوغان في عام 2017 أثناء زيارته للخرطوم على عدد من الاتفاقيات بما في ذلك بشأن الأمن والتجارة والاستثمار.

 

والأهم من ذلك أنه بموجب اتفاقية ، ستعيد تركيا بناء ميناء سواكن السوداني على البحر الأحمر. كما أجرت الدولتان تدريبات عسكرية مشتركة ، كما قدمت تركيا التدريب لضباط الشرطة السودانيين.

كما تملك تركيا  أيضا  وجودا قويا، في خليج عدن حيث تمتلك أكبر قاعدة عسكرية في الخارج تقع في مقديشو.

 

في هذه الخلفية ، تعتبر المبادرة السعودية الأخيرة محاولة لبناء جسور عبر البحر الأحمر بحيها الغربي حيث تواجه تحديات مركّبة في شبه الجزيرة العربية

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه