2017-06-03 

لهذه الأسباب انسحب #ترامب من إتفاق #باريس حول المناخ

من باريس، رندا سلمان

علقت الكاتبة السعودية فضيلة الجفال على خبر انسحاب ترمب من اتفاق باريس حول المناخ بتحليل مفصل بقولها “خبر انسحاب ترمب لا ينبغي أن يكون مفاجئا، ترمب في النهاية رجل اقتصادي ويفكر بعقلية اقتصادية، وهو يفي بوعده خلال حملته الانتخابية في 2016 حين انتقد الاتفاق واصفا الاحتباس الحراري العالمي بأنه خدعة هدفها إضعاف الصناعة الأميركية، ما يعني أنها تكلف الولايات المتحدة ثلاثة تريليون دولار وتقضي على ستة ملايين وظيفة صناعية جراء إلتزامها بخفض انبعاث الكربون عدا عن الضرائب المفروضة. وترمب بالتالي يسعى لدعم صناعتي النفط والفحم في الولايات المتحدة”. 

 

 

وتعود الجفال لتوضح مسألة انسحاب ترمب بقولها “ترمب لم ينسحب نهائيا من الإتفاق، لكنه ترك ذلك للتفاوض على البنود بما لا يؤثر على اقتصاد أميركا لا سيما المصانع الكبرى والعاملين فيها.”

 

 

وتضيف الجفال “الإتفاق ظاهره بيئي للحد من الاحتباس الحراري وتقليل الانبعاثات الكربونية وغازات الوقود الأحفوري لكن له محركات اقتصادية وسياسية فالتحول إلى الطاقة المستدامة وتقليل إنتاجية المصانع يعني التأثير على اقتصاد الطاقة التقليدية والأهم تعجيل شطب النفط”.

 

 

وفيما يخص دول الخليج وعلاقتها بالمسألة تقول “بالنسبة لنا كدول نفطية، فالاتفاق الذي انطلق مشروعه قبل عامين كان أحد عوامل تسريع مشروع التحول الاقتصادي لا سيما دون وجود بدائل للاقتصاد القائم على النفط”.

 


 
وتضيف الجفال “وهي فرصة ربما للدول المصادقة مثلنا في الوقت الراهن، إعادة التفاوض حول البنود قد يكون مفيدا، فظاهر اتفاق باريس "بيئي" إلا أنه ضمنيا نسق من "الحكومة العالمية" ليست في صالح المهيمنين على الاقتصاد. الطاقة البديلة تضيف إلى اقتصاد الدول المستهلكة لأدوات الطاقة التقليدية كالصين وأوروبا وتؤثر على اقتصاديات الدول المنتجة كأميركا والخليج— وإن كانت الصين هي أحد الدول الأكثر تسببا في انبعاثات الكربون كذلك وعليها التزاماتها” .

 

 

وأضافت الجفال “السؤال لماذا وقفت مؤسسات النفط الأميركية والعالمية الكبرى كإكسون موبيل وشيفرون وشل وغيرهم ضد قرار ترمب والسبب أن الاتفاق يعزز قيمة الغاز الطبيعي. الغاز الطبيعي أيضا هو ثاني إنتاج مهم لدينا بعد النفط وهو يمثل "المستقبل" للشركات النفطية في العالم كذلك مع التوجه الجديد نحو الطاقة المستدامة، لذا فالأمر مرة أخرى مصلحة اقتصادية بالنسبة لشركات النفط تلك، من بين ذلك نحن في السعودية ودول الخليج فثاني أهم مصادر الطاقة هو الغاز الطبيعي، ما يعني أننا خرجنا من أزمة تقصير عمر النفط (من معدل ١٥-٢٥ عاما إلى أقل من عشر سنوات جراء الاتفاق) إلى مصدر اقتصاد مستقبلي متوفر وهو الغاز الطبيعي. لكن وإن كان الاتفاق قد يكون ضرنا في الحاضر مع النفط فقد خدمنا في المستقبل مع الغاز في وقت واحد".

 

 

تضيف الجفال "وأرامكو السعودية من الشركات النفطية المرحبة مؤخرا باتفاق باريس حول المناخ من بين الشركات النفطية العالمية". وتضيف الجفال “في النهاية نحن ينبغي أن نكون تجاوزنا المرحلة إلى تنويع مصادر الدخل وهذا ما حدث، وأعتقد أننا أنجزنا بشكل جيد في فترة قصيرة من مشروع التحول الاقتصادي ورؤية 2030 في الاستثمار ودعم صناعات وطنية متنوعة أهمها الصناعات العسكرية". 

يذكر أن فضيلة الجفال كاتبة مهتمة بالشؤون السياسية والدولية ورئيس مركز ثنك-تانك هاوس للاستشارات، ورئيس تحرير موقع KSA Today الإخباري الإنغليزي. كتبت الجفال في الشرق الأوسط والحياة والاقتصادية ومجلتي المجلة والفيصل وهي صحافية سياسية منذ 2002 ولها كتاب بعنوان "أيام مع المارينز: مذكرات صحافية سعودية مع قوات التحالف والقوات الأمركية".

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه