2017-03-15 

حين يلتقي "صانع مستقبل السعودية" مع أقطاب إدارة ترامب

من واشنطن خالد الطارف

تحضى الزيارة التي يقوم بها ولي ولي العهد السعودي  الأمير محمد بن سلمان بإهتمام كبير بالنسبة إلى الإدارة الأمريكية الجديدة ليس فقط لأنها ستُعيد تشكيل العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية بل لأنها ستكون فرصة للتعرف على مستقبل السعودي الذي يمثله الأمير الثلاثيني.

 

 


 في ذات السياق يؤكد مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى  سايمون  هاندرسون من خلال تقرير له في موقع المعهد  أن الزيارة ستكون فرصة مواتية للإدارة الأمريكية الجديدة لإعادة صياغة التحالف السعودي الأمريكي على أنقاض ما شهدته العلاقة بين الرياض وواشنطن من تباعد وتوتر في عهد أوباما. 

 

 

 

ويشير التقرير إلى أن زيارة الأمير محمد بن سلمان  إلى الولايات المتحدة ستكون فرصة للتعرف على الأمير الشاب الذي يقود المملكة نحو مستقبل مغاير لحاضرها ذلك الذي يقوم على إصلاحات إقتصادية طموحة وجريئة تهدف لأنهاء إعتماد أكبر مصدر للنفط على الذهب الأسود وتنويع الإقتصاد السعودي وإجراء إصلاحات إجتماعية جذرية في المملكة.

 

 

إلى ذلك يوفر إجتماع ترامب والأمير محمد بن سلمان  فرصة لمعالجة عدد كبير من المسائل المقلقة المشتركة للولايات المتحدة والسعودية فضلاً عن تضييق هوة الخلافات.

 

كما سيكون الدور السعودي الإقليمي وتكامله وتوافقه مع رؤية إدارة ترامب لمستقبل الشرق الأوسط حاضرا من خلال الملف اليمني الذي يفرض نفسه بقوة في المباحثات التي ستجمع الأمير محمد بن سلمان و وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس. ومن المحتمل أيضاً أن يجري ولي ولي العهد  لقاءات مباحثات مع أجهزة الاستخبارات، وخاصة مدير "وكالة المخابرات المركزية" مايك بومبيو.  

 

 


ولكن المناقشات الأكثر أهمية  ستجري في البيت الأبيض، حيث من المتوقع ان يجتمع الأمير بن سلمان مع كبير الاستراتيجيين ستيفن  بانون والمستشار الأقدم (وصهر الرئيس دونالد ترامب) جاريد كوشنر، وأيضاً مع الرئيس الأمريكي نفسه.

 

 

من جهة أخرى و من وجهة نظر السعوديين، يمكن استخدام المحادثات لطلب إيضاحات فيما يتعلق بأطر المقاربة الجديدة لإدارة ترامب تجاه الشغب الذي يثيره الإيرانيون في الشرق الأوسط و مكائد طهران في اليمن و سوريا والعراق بالإضافة إلى التعرف عن كثب على الموقف الأمريكي  من العرض السعودي  بإرسال فرق جنود لدعم "القوات الخاصة" الأمريكية في سوريا، التي تهدف الى دعم المعارضة ضد تقدم القوات التابعة لنظام الأسد وحلفائها المدعومة من إيران. 

 

 

كل ذلك لا يمكن أن يحجب أن المباحثات السعودية الأمريكية ستتطرق إلى عدد من المواضيع الخلافية وأولها الصراع النفطي بين الرياض وواشنطن في الوقت الذي تسعى فيه المملكة إلى خفض الانتاج العالمي لإعادة التوازن للسوق والأسعار بالتزامن مع توجه منتجي النفط الصخري الأمريكي لإستغلال الفرصة وإغراق السوق بالنفط الأمريكي هذا إضافة إلى قانون جاستا الذي قد يعرقل التوافق السعودي الأمريكي . 

 

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه