2017-01-09 

سؤال الأسئلة في هذا العصر: هل #طفلي مختلف؟

من البحرين، فاطمة العطاوي

خلال السنوات الخمسة عشر التي قضيتها في مجال التربية الخاصة ما بين العمل الميداني والدراسة ، كان عناك  سؤال واحد متكرر من أغلب أولياء الأمور الذين التقيت بهم أوتوجهو لي ، وهو : أشعر أن ابني غير طبيعي، وأنه متأخر عن زملائه ومختلف عنهم، هل هذا التوحد؟ هل يعاني من فرط الحركة أو تشتت الانتباه؟ هل هذه الحالة تعني أنه يعاني من صعوبات تعلم؟

 

 

 وفي الغالب كان ولي الأمر ينتظر مني جواب واضح ومحدد من لقاء واحد معه أو مع ابنه، كان ينتظر في الغالب أن أقول لا ابنك سليم لا يعاني من مشكلة ، وآخرين ممن كانو يدركون تماماً أن ابنهم يعاني من أمر ما كانوا ينتظرون مني أن اجزم وأقول ابنك يعاني من صعوبات تعلم مثلا.

         

 

تمر عملية تشخيص و تقييم الأطفال في جميع الإضطرابات والإعاقات بمراحل عدة يشارك فيها متخصصون في عدة مجالات، ولا يمكن أن تجد متخصص يجزم ويضع طفل ما في فئة معينة من دون العودة إلى عدد من المتخصصين،  يمكن للأطباء الجزم في اصابة طفل بمتلازمة معينة من خلال الفحص الطبي والجيني، لكن هناك اضطرابات وإعاقات أخرى تحتاج إلى فريق متخصص يشمل طبيب في مجال النمو أو الطب التطوري، اخصائي تربية خاصة، أخصائي نطق وعلاج وظيفي وقائمة تطول.

       

 

  كما أن العديد من الإضطرابات قد تتداخل مع غيرها، إضافة إلى تداخل عوامل أخرى تحتاج من المختصين في بعض الأحيان قضاء وقت طويل في دراسة حالة الطفل بهدف التوصل إلى تشخيص دقيق. 

         

 

غالباً ما يستاء أولياء الأمور من طول المدة أو تعدد الإجراءات والاختصاصيين ويزرع ذلك في نفوسهم نوع من الشك في قدرات القائمين على التشخيص مما يجعلهم ينتقلون من مركز إلى آخر من دون الانتهاء من إجراءات التشخيص والحصول على تقرير.

  

 

        التشخيص و التقييم الدقيقان والذان يأخذان بعين الإعتبار شخصية الطفل بصورة متكاملة يساعدان ولي الأمر في المستقبل إذ يقدم التقرير توجيه غير مباشر للاختصاصيين الذين سيعملون مع الطفل بذكر جوانب القصور والضعف وجوانب القوة مع توصيات أو إشارات تبين موقعه من حيث القدرة في مجالات مختلفة كالسلوك التكيفي وقدراته الحركية والنطق إضافة إلى نتائج اختبار الذكاء، وأي معلومات تساعد في بناء التدخل العلاجي المناسب .

 

 

ولعل السؤال الأخر الذي يتردد علي بين فينة وأخرى هو : هل يمكن أن يكون ابني سليم ولكن تصدر منه بعض السلوكيات التي تشير إلى تأخره أو اختلافه عن الآخرين؟

 

 

 

وجوابي دائماً أنه فعلاً ممكن في بعض الحالات، فمثلاً ترك الطفل دون تدريب على المهارات الأساسية كالذهاب إلى الحمام أو مسك الكأس سيجعله متأخر عن الآخرين لاسيما في الأسر التي يسودها نظام الرعاية المفرط، أو الإهمال المفرط الذ يحرم الطفل من فرص التواصل والحديث مع الأخرين سواء من أفراد الأسرة أو المجتمع المحيط به.

 

 

          في حين أن السؤال الذي يتردد بعد أن يتم تشخيص الطفل وتحويله إلى برنامج التدخل المناسب فهو هل سينتقل ابني إلى المدرسة العادية، ويواصل الدراسة مع اقرانه؟ ويحصل على شهادة ويدخل الجامعة ؟

 

 

          والجواب هنا يكون تبعاً لدرجة الإعاقة ونوعها فذوي الإعاقة الذهنية البسيطة مثلا تشير الدراسات إلى أن بامكانهم ان يتعلمو القراءة والكتابة والحساب ولكن بحدود مهارات المرحلة الابتدائية وذلك في حال حصولهم على برامج تعليمية مناسبة، أما صعوبات التعلم فإن الأغلب ينهوم تعليمهم الثانوي وتوفر بعض الجامعات برامج خاصة أو دعم مناسب لهم يمكنهم من اجتياز المرحلة الجامعية مقاربة لتلك التي تقدم في المدارس.

 

 

ختاماً يجب أن أوضح أن كل الدول تكييف عدد من البرامج التي تتناسب مع امكانياتها واحتياجاتها وأن على ولي الأمر أن يكون مطلعاً عليها وعلى أهدافها ويحق له السؤال عن شهادات وتأهيل العاملين فيها وأن يتشاور مع القائمين عليها لاختيار البرنامج المناسب.

-- 

my blog

 

twitter; @fatemaalattawi

 

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه