2017-01-06 

رؤية 2030 تعيد المرح إلى السعودية..الترفيه يتحسس مكانه في المملكة

من واشنطن خالد الطارف

تعلو  أصوات أغنية المغني جاستن بيبر ” let me love you” من مكبرات صوت ضخمة ، لتتصاعد بعدها  أصوات الجماهير التي سرعان ما تخفت للاستمتاع  بغناء الأوبرا والتمثيل الصامت والرقص.

مشهد كان بالامكان أن يكون جزء وحدثا عاديا من أي عرض غنائي في أي مكان في العالم لكن المفاجأة بأن كل ذلك حصل في السعودية.

 

وكالة بلومبرغ أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت فيه بان هذا الحفل الكبير لا يعد إستثناء أو حدثا من محض الصدف بل هي الخطوات  الاولى للانفتاح على الترفيه في المملكة العربية السعودية.

 

حدث وإن نال إعجاب المتابعين على غرار الطالب السعودي محمد المولى، الذي أكد إعجابه بهذه التجربة الجديدة التي اقيمت في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية معربا عن أمله  أن تقام المزيد من هذه العروض في السعودية فانه يكشف ملامح من خطة الحكومة السعودية لاصلاح الاقتصاد وخلق مصادر جديدة للايرادات عوض عن النفط ولعل الترفيه هو أحد  أسرار هذه الخطة .

 

في ذات السياق يشير التقرير الى أن مثل هذه التظاهرات والعروض تعد جزءا مهما في رؤية السعودية 2030 التي تهدف لانهاء اعتماد المملكة على النفط حيث تسعى الرؤية التي يشرف على تطبيقها ولي ولي العهد الامير محمد بن سلمان الى خلق اكثر من 450 ناديا لتقديم أنشطة وعروض ثقافية متنوعة بحلول عام 2020.

 

 

من جهته يؤكد عمر المدني الذي يشرف على ادارة الهيئة العامة للترفيه بأن هذه الانشطة ستساهم في تطوير الاقتصاد السعودي  مشيرا الى أن  التركيز المستقبلي سيكون على العائلة  والمبادئ والقيم الإسلامية .

 

 

وكانت الهيئة العامة للترفيه أحدثت مؤخرا للاشراف على تطبيق اهداف رؤية السعودية 2030 فيما يتعلق بالترفيه  ولمضاعفة إنفاق الأسر على الأنشطة الترفيهية لتصل 6% أعلى من نسبة انفاق الامريكيين على الترفيه والتي لا تتجاوز  4% وفقا لوزارة العمل الأمريكية .

 

 

إلى ذلك تخطط الهيئة  لتوسيع أنشطتها لمناطق ومدن سعودية أخرى عام 2017.

 

 

بعد أن استضافت السعودية مؤسسة المصارعة العالمية الترفيهية” في الرياض بالاضافة الى عروض موسيقية استقطبت اكثر من 6 آلاف من الجماهير في  جدة في الوقت الذي تعتزم فيه  حدائق عالم البحار الترفيهية افتتاح فرع لها في المملكة بعد أن سبقتها  شركة “سيكس فلاغس” في  افتتاح حديقة ترفيهية لها في المملكة.

 

 

يشار الى في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي أقيمت حفلات وعروض فنية وثقافية غير معهودة في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، وهي الخطوة التي وصفت بالثورة بالنسبة للمجتمع السعودي الذي تعود على التوجه للبحرين والامارات في المناسبات الكبرى للاحتفال والترفيه.

 

كما تمثل  دبي الوجهة المفضلة للفنانين والمخرجين السعوديين الذين لا يستطيعون عرض أعمالهم في المملكة فعندما أقام المغني عبدالمجيد عبدالله حفلاً في دبي في آذار/ مارس الماضي  كان أغلب الحضور من السعوديين.

 

 

ويختم التقرير بالتأكيد على أن الخطوات السعودية الحثيثة لفتح الباب امام شركات الترفيه العالمية للاستثمار في المملكة يأتي بعد أن  أصدرت الحكومة السعودية أوامرا وتوجيهات للحد من صلاحيات هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر التي حدت كثيرا من حرية السعوديين.

 

وهي خطوات قد تعيد للسعودية أجواء الماضي عندما كانت تستقطب في    ثمانينيات القرن العشرين حفلات موسيقية للفنانين العرب و السعوديين  على حد سواء. 

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه