2015-10-10 

(مذكّرات هراسيوس) بالعربية آخر إصدارات مشروع كلمة

بالتزامن مع معرض الرياض الدولي للكتاب المقام حاليا في العاصمة السعودية، أصدر مشروع "كلمة" للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة الترجمة العربية لكتاب "مذكّرات هراسيوس" لألكساندر دوما. وقالت الهيئة عبر بيان رسمي، تلقت الرياض بوست نسخة منه، أن الإصدار هذا يأتي ضمن سلسة كلاسيكيّات الأدب الفرنسيّ التي يشرف عليها ويراجع ترجماتها الشاعر والأكاديميّ العراقيّ المقيم بباريس كاظم جهاد. وقد قام بالترجمة الناقد والمترجم والأكاديميّ السوريّ بطرس الحلّاق. ولا يشكّل هذا الكتاب مذكّرات وهميّة للشّاعر الرومانيّ هُراسيُوس، بل مذكّرات موضوعة أو "ملفَّقة" بمعنى التأليف وإعادة الابتكار انطلاقاً من سيرة الشاعر وإخباريّات عصره. وضع ألكساندر دوما هذه المذكّرات عام 1860 ونشر فصولها تباعاً في صحيفة كأغلب أعماله، ولم ترَ النور في مجلّد إلّا في عام 2006 في منشورات "ليه بيل ليتْر" بباريس. ولد كوينتُس هُراسيوس فلاكّوس عام 65 قبل الميلاد وتوفّي عام 8 قبل الميلاد. وهو شاعر روما القديمة، الذي يظلّ، إلى جانب صديقه الشهير فرجيل، ألمع شعراء عهد أغسطس قيصر. كان شاعر الفرح ومحبّة العيش والنّهم البريء والغراميّات اللاّهبة، فهو وألكساندر دوما ينتميان إلى الفئة ذاتها من عشّاق الحياة. وتغطّي سيرته التي وضعها دوما السنوات بين 55 و27 قبل الميلاد، أي سنوات نشأة الشاعر ونضجه وبداية ارتقائه إلى المجد. وبصورة عامدة على الأرجح، أهمل دوما سنوات الهدأة والرضى التي أمضاها الشاعر في كنف القيصر الظافر أغسطس. يسرد الكاتب الوقائع على لسان الشاعر، فيصوّره شاهداً على الحروب الأهليّة التي مزّقت شعب روما وقادت إلى انهيار الجمهورية الرومانية. ويرينا نشأة هُراسيوس، وهو ابن عبدٍ مُعتَق، وتدرّجه في معرفة اللّغات والفلسفة وعلوم البلاغة، ويعرض بعين الفتى مجمل التيّارات الفكرية التي كانت توجّه قادة الحقبة وخطباءها وشعراءها. وسرعان ما تقدّم لنا المذكّرات كبار أبطال الحقبة، من شيشرون الخطيب والبلاغيّ والسياسيّ الشهير، إلى كاتون، فيوليوس قيصر، فبومبيوس، فكْرَسُّس، فبروتُس، فمَرسِلُّس، فأنطونيوس وكلِيوبترا وأُكتافيوس. مؤلّف الكتاب، الروائيّ الفرنسيّ ألكساندر دُوما (1802-1870)، معروف بغزارة إنتاجه وبكونه رائد الرّواية التاريخيّة. من أشهر رواياته "الكونت دو مونت كريستو" و"الفرسان الثّلاثة" و"الملكة مارغو". نُقل رفاته إلى مدفن العظماء (البانتيون) بباريس بمناسبة الذكرى المئوية الثانية لولادته في 30 نوفمبر 2002. يُدعى أحياناً "ألكساندر دوما الأب" تمييزاً له عن نجله "ألكساندر دوما الابن"، وهو أيضاً روائيّ غزير الإنتاج، عمله الأشهر هو "غادة الكاميليا". وقد أصدر مشروع "كلمة" ترجمات للعديد من مؤلّفات ألكساندر دُوما الأب. أمّا مترجم الكتاب بطرس الحلّاق فحامل لشهادات عديدة منها دكتوراه دولة في الآداب والعلوم الإنسانية (جامعة السوربون). أستاذ كرسيّ الأدب العربي الحديث في جامعة السوربون الجديدة –باريس الثالثة، ورئيس رابطة أخصائيّي الأدب العربيّ الحديث في الجامعات الأوروبية. من مؤلّفاته بالفرنسيّة "جبران وتأسيس الأدب العربيّ"، منشورات آكت سود في فرنسا، 2008، وقد صدر بالعربية بعنوان"جبران: حداثة عربية، ذات تتكوّن وأدب يتجدّد"، بترجمة لإياس الحسن وجمال شحيّد، عن المؤسسة العربية للترجمة، بيروت، 2013. وترجم الحلاق إلى العربية مؤلّفات عديدة منها "الذاكرة الموشومة" لعبد الكبيرالخطيبي، كما وضع عدداً من المناهج لتدريس العربيّة للناطقين بالفرنسية، وكتب بالفرنسية والعربية عشرات الدراسات والمقالات المخصّصة لإبداعات وقضايا عربيّة.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه