كيف يمكن للسعودية إستغلال أفغانستان للضغط على واشنطن وضرب إيران ؟
في معرض تقرير مجلة Foreign Affairs الأمريكية حول الاهمية المتنامية لأفغانستان بالنسبة للسعودية وكذلك لايران في خضم صراع النفوذ بين الخصمين الاقليميين تلوح فرصة مواتية للرياض لاستغلال أفغانستان كسلاح قد يكون له تأثير قوي في مستقبل التنافس الثنائي في منطقة الشرق الاوسط.
ويشير التقرير الذي ترجمته الرياض بوست أن السعودية قد تستخدم علاقاتها الوطيدة ونفوذها في أفغانستان على أكثر من صعيد حيث بامكان الرياض أن تستغلها كورقة ضغط على الولايات المتحدة، ففي وقت تعتقد فيه المملكة بشكل متزايد أنه يتم التخلي عنها من قبل واشنطن ، فهي تبحث عن سبل لتأكيد ذاتها و بناء تحالفات جديدة وإستعمال نفوذها في افغانستان للرد على قانون جاستا الذي صدر مؤخرا والذي يسمح للمواطنين في الولايات المتحدة بمقاضاة حكومات أجنبية من بينها الحكومة السعودية، خاصة وان أفغانستان مأزق يؤرق حكومات الولايات المتحدة منذ دخولها في 2001.
ويضيف التقرير ان بإمكان المملكة العربية السعودية الاستفادة من المجموعات التي تمولها خاصة في المناطق الريفية، لعرقلة جهود الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في تحقيق اهدافها في افغانستان.
كما يمكن أيضا أن تصبح أفغانستان ورقة مساومة بالنسبة للرياض، ذلك أن المملكة العربية السعودية يمكنها استخدام افغانستان في مفاوضات مستقبلية محتملة مع واشنطن بشأن التعاون العسكري أو مع طهران بشأن الأمن الإقليمي.
وفي ذات السياق يمكن للمملكة الاستفادة من أفغانستان للحصول على المزيد من الدعم أو المساعدة العسكرية والمعدات والأسلحة من الولايات المتحدة وخفض وجود ايران في اليمن .
إلى ذلك تشير المجلة أن المنافسة بين طهران والرياض في أفغانستان يمكن أن تترجم إلى زيادة التمويل المباشر وغير المباشر والدعم لمختلف المراكز الإسلامية .
حيث تعمل المملكة العربية السعودية بشكل رئيسي مع الجماعات السنية، فيما تعمل إيران مع عدد من المجموعات، سواء الشيعية و حتى الجماعات الإرهابية وفق التقرير، في ظل تنامي وجود الدولة الإسلامية في المنطقة وهو أيضا ما قد يشجع ايران على زيادة وجودها في افغانستان.
وتسعى ايران لتجنب أن تقع بين اثنين من مناطق نفوذ تنظيم داعش ، ففي حين ما زالت الدولة الاسلامية تسيطر على مساحات من الأراضي في العراق ترغب إيران في تجنب سيطرة داعش على مناطق في أفغانستان.
إلى ذلك يشير التقرير ان أفغانستان من الممكن أن تتحول وفق هذه المؤشرات إلى ساحة قتال جديدة، حيث تعتقد الرياض أنه يمكنها ضرب أهداف متعددة وبتكلفة أقل سواء في صراعها مع ايران او للضغط على واشنطن على أكثر من مستوى.
