2016-08-28 

رؤية السعودية 2030 ...طموح مملكة رغم العقبات

من لندن، علي الحسن

بعد مرور أكثر  ثلاثة أشهر على إعلان  المملكة العربية السعودية رؤيتها الشاملة السعودية 2030  لإنهاء إدمان البلاد على النفط، لا تزال هذه الرؤية الاصلاحية تثير طموحات السعوديين وأسئلتهم حول القدرة الفعلية على التحول إلى دولة غير نفطية. 

 

  ويتوقع عدد من المحللين، وكذلك الوزراء في الحكومة  بأن تغير هذه الاصلاحات مستقبل المملكة العربية السعودية خلال سنوات. 

 

 

صحيفة  ibtimes البريطانية  أوردت في هذا السياق مقالا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت من خلاله أنه وعلى الرغم من ديناميكية الأمير محمد بن سلمان  الذي يقود سفينة الاصلاح، وتوقه الكبير لتغيير واقع المملكة العربية السعودية و قربه وانفتاحه على الشباب السعودي الذي يمثل  70 ٪ من السكان في المملكة وهو أصغر شاب في العالم  يشغل منصب وزير الدفاع، إلا أن ذلك لم يمنع من  أن تتشكل  مشاعر  لدى الرأي العام  بأن  هذه التغييرات تعترضها تحديات كبيرة تجعل من تنفيذها على المدى القريب أمرا صعباً.  

 

 

وكأي إصلاحات كبيرة وجذرية بحجم رؤية السعودية 2030  فإن الاصلاحات تفترض قرارات  مؤلمة ولكنها أساسية لتحقيق التغيير المنشود، لذلك فإن المخاوف والشكوك تبدو طبيعية بالنظر لحجم التغيير.

 

 

ومن بينها ما تشير إليه لصحيفة البريطانية  من سرعة نسق التغيير ، ذلك أن السعودية اعتمدت تاريخيا على نسق  تغيير تدريجي و بطيء ، وهي طريقة العمل التي طبعت الحياة السياسية والاقتصادية في  المملكة، لكن الامير محمد بن سلمان يشير في مقابلة له مع قناة العربية أن هذه التغيرات السريعة هي  " حلول سريعة ".

 

 

ويساهم  المناخ الحالي المتوتر في المنطقة واستمرار إنخفاض اسعار النفط في تغذية المخاوف من قدرة الرؤية السعودية على التغلب وتجاوز المصاعب الداخلية والخارجية.

 

 

ومن النقاط الاخرى التي تسجلها الصحيفة البريطانية على رؤية السعودية 2030 هي أنها تغرق وتفرط في بعض من تفاصيلها في الطموح ، ذلك ان تنفيذ اصلاحات اقتصادية بهذا الحجم والنطاق هي مهمة بالغة التعقيد خاصة فيما يتعلق في الآجال التي وضعت لتنفيذ الاصلاحات ، فمن  الصعب أن تنجح هذه العملية في  فطام السعودية على  النفط في غضون أربع سنوات دائما وفق الصحيفة. 

 

 

إلى ذلك تشير الصحيفة البريطانية أن الرغبة الكبيرة والجهد الواضح الذي يسخره ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لقيادة السعودية لبر الأمان تحتاج إلى دعم وصبر من السعوديين خصوصا وانه أكد مرار أنه يتفهم رغبة الشباب السعودي في التغيير وبأن ذلك يحتاج التضحية والصبر.

 

و على الرغم من إنفتاح الاصلاحات السعودية على التجارب والمختصين الاجانب إلا أن صاحب المقال أنس العجلان  يؤكد بأن رؤية 2030 تأثرت بتقارير ،الشركات الاستشارات الغربية، حيث  إستقطبت السعودية مؤخرا عددا من  الاستشاريين العالمين  ، كما أنها أنفقت  1.25 مليار دولار على الاستشارة الإدارية هذا العام لوحده.

 

 

 

إلا أن الشك والمخاوف تطال  أيضا هذه الخطوة  خاصة فيما يتعلق  بقدرة المستشارين الدوليين على صياغة خطة تراعي التحديات الاقتصادية والاجتماعية المحلية ، فضلا عن آثارها المحتملة على المواطنين العاديين .

 

 

 وتضيف الصحيفة البريطانية أن تنفيذ رؤية الأمير محمد بن سلمان الطموحة والشاملة تواجه عددا من التحديات الاخرى من بينها بطء تفكير البيروقراطية التي لا تزال تسيطر على  جميع الادارات الحكومية والتي تجعل من مهمة التغيير الجذري معقدة، لذلك يؤكد العجلان بأن تحقيق الاهداف الطموحة للرؤية تتطلب تغييرات جذرية وعمل مشتركا بين الحكومة والمجتمع السعودي.

 

 


إلى ذلك تشير الصحيفة أن خطة الاصلاح في المملكة  هي أكثر بكثير من خارطة طريق للتحول الاقتصادي، ذلك أن   الحكومة السعودية  تهدف من خلالها  لتجاوز  الصورة النمطية الغربية عن المملكة العربية السعودية التي غالبا ما تفرض من قبل وسائل الإعلام الغربية، لذلك فهي تعتمد على رسائل تحديث من خلال اتفاقيات التنسيق مع عمالقة التكنولوجيا - مثل الفيسبوك وتويتر ، و مايكروسوفت  أملا من  السعودية في تعزيز إيجابية صورتها . 

 

 

وتختم الصحيفة مقالها بالتأكيد على أن تأييد الرأي العام في السعودية لرؤية السعودية  2030 ليست كافيا لضمان قابلية تطبيق وتنفيذ هذه الاصلاحات لذلك فهي تدعو  إلى انشاء  مكتب للتدقيق والمتابعة  الصارمة -لقياس الأداء الحكومي نحو تحقيق رؤية 2030.

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه