2016-07-26 

مفكر سعودي يشرح سر عشق العرب للزعيم الأب

من الرياض فهد معتوق

كشفت المحاولة الإنقلابية الفاشلة في تركيا عن حدة الانقسام الكبير بين الشعوب العربية وعن عدم قدرة هذه الشعوب على القبول بالرأي الآخر والالتجاء دائما لتخوين أي موقف معارض ومختلف، لكن هذا الإنقسام ليس بطامة الشعوب العربية الكبرى إذا ما تم مقارنته بتعلقها الشديد "بالزعيم الأب "مهما كان اسمه وسياسته ومساوئه على حد تعبير أحد المفكرين السعوديين.

 

 


  العشق الكبير للزعيم الأب في البلدان العربية ظاهرة تتجلى بوضوح وفق الروائي والكاتب السياسي السعودي تركي الحمد في ردود الأفعال التي رافقت وتلت الانقلاب العسكري حيث هلل وكبر وإحتفى  شق واسع من الشعوب العربية  بفشل انقلاب تركيا، ليس لأن الديموقراطية انتصرت وانهزم العسكر، ولكن لأن الزعيم الأب (أردوغان) نجا وعاد مظفرا للسلطة على حد تعبير الحمد الذي نشر عددا من التغريدات على صفحته الرسمية في موقع تويتر لتحليل هذه الظاهرة.

 

 

ويشير المفكر السعودي إلى من بين التفسيرات التي تبرر هذه الظاهرة هو  طبيعة المجتمع العربي "الأبوي" بإمتياز بما أن مجتمعاتنا العربية تعطي القيمة الكبرى للأب في الأسرة والمجتمع الذي يختزل كل شيء، لذلك فلا غرابة وفق الحمد في أن تصنع وتخلق الشعوب العربية زعيمها الأب بل أنها أحيانا تنتظر قدومه.

 

 

تعلق شديد ودفاع مستميت يؤكد تركي الحمد بأنه مثير للإستغراب حقا ففي حين تكون الأخطاء التي يرتكبها الحكام والزعماء سببا طبيعيا في مغادرتهم الحكم، ترى المجتمعات العربية  زعيمها معصوما من الخطأ، بل أنها تجد له المبررات حتى إذا أخطأ  مهما كان حجم الخطأ وتأثيراته. لذلك ودائما وفق تحليل الحمد فإن مقياس تقييم الزعيم  عند العرب هو أن يكون أبا قبل أن يكون قائدا.

 

 

إلى ذلك ينتقد المفكر السعودي ضمنيا ومن  من خلال تغريداته تقديس العرب لزعيمهم الأب، الذي يبقى حيا دائما في أذهانهم ولا يموت مادام على قيد الحياو  رغم أن التاريخ الأوروبي مثلا يحفظ  أن زعماء وقادة أوروبيين ورغم قيمة إنجازاتهم التاريخية في بلدانهم فقد سقطوا سريعا من سدة الحكم ومن رمز للسلطة لدى شعوبهم على غرار الزعيم الفرنسي شارل ديغول الذي  إعتزل السلطة بعد انتفاضة 1968 الطلابية حين فشل في الحصول على الأغلبية المطلقة في الانتخابات، رغم أنه زعيم تحرير فرنسا من الاحتلال النازي الالماني.

 وكذلك الزعيم البريطاني تشرشل  الذي سقط في الانتخابات بعد الانتصار في الحرب الثانية،رغم أنه كان قائد بريطانيا ورمزها في تلك الحرب.

 

 

تجارب  للدراسة ودروس للتمعن والتفكر يستخلص منها تركي الحمد أن "الشعوب الحية تبحث عن قائد لا عن زعيم أب".

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه