2016-07-14 

عام على الإتفاق النووي الإيراني...العالم أقل سلاما

من دبي سيف العبد الله

تزامنا مع  ذكرى مرور عام على الاتفاق النووي مع إيران يستعد  الكونغرس الأمريكي لمناقشة ثلاثة مقترحات تستهدف الاتفاق الذي أبرمته إدارة أوباما مع إيران والذي مازال يسبب انقساما كبيرا في واشنطن وكذلك في العالم من خلال فرض مزيد من العقوبات على إيران وسط مؤشرات تؤكد بأنه سيقع مراجعة هذا الاتفاق أو إلغائه في حالة فوز دونالد ترامب بسباق الرئاسة الأمريكية وبعد أن أثبت عام منذ توقيع الاتفاق بأن نوايا إيران ومخططاتها لم تتغير.

 

 


في ذات السياق نشرت قناة دوتشي فيلا الألمانية تقريرا جديدا بمناسبة مرور عام على اوقيع هذا الاتفاق أكدت فيه بأن الكونغرس الأمريكي يدرس 3 مقترحات لتشديد العقوبات على إيران بسبب عدم إلتزامها الكامل بالإتفاق المبرم. ويقضي مشروع القانون الأول فرض عقوبات جديدة على إيران فيما يتعلق بوجود "مظاهر لرعايتها للإرهاب أو انتهاك حقوق الإنسان".

 

 

 

فيما يمنع مشروع القانون الثاني  أية مشتريات من إيران من "الماء الثقيل" وهو أحد النواتج الثانوية غير المشعة لعمليات تصنيع الطاقة النووية أو الأسلحة النووية. ويغلق مشروع القانون الثالث الباب أمام إيران للاستفادة من النظام المالي الأمريكي بما في ذلك استخدام الدولار. 

 

 

 

إلى ذلك يؤكد أعضاء جمهوريون بالكونغرس إن  القوانين المقترحة ضرورية لكي تكون بمثابة رسالة قوية لإيران بأنها ستواجه العواقب إن هي انتهكت القوانين الدولية خاصة في ظل مواصلة  إيران  لسياستها التي تثير قلقا عالميا وأمريكيا خاصة من عدم التزامها بالاتفاق منذ بدء تنفيذه  رسميا في يناير/ كانون الثاني الماضي. ويتقاسم هذا الرأي   أعضاء الكونغرس الجمهوريون وكذلك  عدد من الديمقراطيين خاصة بعد  اختبار إيران  لصواريخ باليستية في مارس/ آذارالماضي .

 

 

والقلق من تصرفات إيران يتقاسمه أيضا أعضاء الكونغرس مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي أكد في أول تقرير له عن الاتفاق النووي أن إطلاق الصواريخ الباليستية الإيرانية "لا يتفق مع الروح البناءة" للاتفاق النووي. 

 

 

 

إلى ذلك فشل الاتفاق النووي في تحقيق النمو الاقتصادي المنشود الذي طال انتظاره في إيران، حيث يردد  الإيرانيون  اليوم  مقولة قديمة تصف الموقف والتي  تقول "كم هائل من الأواني والصحون لكن لا أثر لعشاء".  وهي المقولة التي يعتقد علي فتح الله نجاد الخبير الإيراني من الجمعية الألمانية للسياسة الخارجية بأنها تجسد الواقع الحالي بما أن التوقعات بتحسن المؤشرات الاقتصادية الإيرانية ليست سوى  وهم. ذلك أن العقوبات تُلغى بوتيرة أخف مما كان متوقعا، كما أن مفعول إلغاء العقوبات ضعيف، أضف إلى ذلك  أن آمال انفتاح المجتمع المدني الايراني تبخرت هي الأخرى، حيث زادت الدولة من تسلطها ونوعت من وسائل القمع ضد أي معارضة وفق الخبير الإيراني.

 

 

ونظرا لحالة القلق وخيبة الأمل الأمريكية والعالمية من تصرفات إيران وعدم جدية إلتزامها تتجه الولايات المتحدة الى فرض عقوبات أشد على النظام الايراني حيث يؤكد أوليفر ماير من المعهد الألماني للسياسة الدولية والأمن ببرلين أن  العقوبات الأمريكية على النظتم الايراني متواصلة خاصة فيما يتعلق  بالقطاع المالي  وهي عقوبات  تؤثر على قطاعات اقتصادية أخرى، وهوما  يعطي لمعارضي هذا الاتفاق الفرصة لعرقلة الأمور وفق الخبير الالماني.

 

 

هذا ويضيف الباحث الألماني أن موجة معارضة الاتفاق  زادت يواجه عددا كبيرا فبالاضافة  مرشح الرئاسة دونالد ترامب يعارض مجلس الشيوخ الأمريكي هذا الاتفاق حيث يؤكدون بأنه لا يمكن الثقة في إيران. 

 

 

وما يزيد من عدم قدرة إيران على الاندماج في الاقتصاد العالمي أيضا هو واتضح أنه من الصعب  تجاوز العقوبات المفروضة في القطاع المالي في إيران، كما تضاءلت الأمال أكثر بعد  ألغاء لقاء كان مرتقبا في لندن بين البنك المركزي الإيراني ووزارة المالية الأمريكية وبنوك دولية قبل حيث كان الأوروبيون يأملون من وراء اللقاء في الحصول على ضمانات قانونية لتأطير المعاملات المالية مع إيران.

 

 

ميدانيا وعلى عكس ما كان متوقعا لم تعد  منطقة الشرق الاوسط تنعم بسلام أكبر، ذلك أن الصراع السعودي الايراني إحتدم أكثر على أكثر من واجهة وجبهة كما زادت نفقات الاسلحة في السعودية بسبب النوايا والمخططات الايرانية التي تستهدف امن المنطقة. لذلك يعتبر الخبير فتح الله نجاد أن المنطقة تنقصها منظومة أمنية تفي بالمصالح المختلفة للفاعلين في المنطقة، كما  يقترح من أجل ذلك عقد مؤتمر للأمن والتعاون على غرار مؤتمر الأمن والتعاون في أوروبا.

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه