2015-10-10 

مهرجان أفلام السعودية...عودة ظافرة

من بريدة، فهد الاسطاء

اختتمت ليلة الاربعاء الماضية فعاليات مهرجان أفلام السعودية في دورته الثانية في مقر جمعية الثقافة والفنون في الدمام، والتي تأتي بعد توقف ست سنوات من الدورة الأولى عام 2008، حينما أقيمت ايضا في نفس المكان وبرعاية جمعية الثقافة والفنون ذاتها والتي تسجل عبر عملها هذا ورعايتها وتنظيمها للمهرجان تفوقا وإنجازا نتمنى أن يحفز بقية الفروع في المملكة لرعاية وتنظيم العديد من الفعاليات الفنية بشكل عام والسينمائية تحديدا. وماحدث حقيقة هو أن الشاعر الاستاذ أحمد الملا مدير الجمعية لم ينتظر جرسا يدق أو تعليقا وإنما وكما حدث ايضا قبل ست سنوات بادر من نفسه بتهيئة كل الظروف المناسبة لإجراء عملية إنقاذ وإعادة الإحياء للسينما السعودية وتجاربها الفيلمية محفوفا بمجموعة رائعة من العاملين بجهد وتفان يتقدمهم الممثل الفنان ابراهيم الحساوي ليجعلونا نحن السينمائيين في النهاية مدينين بالكثير من الشكر والتقدير والكثير جدا من العمل والمواصلة في مسيرة الفعل السينمائي . ومع عدد كبير من المتطوعين رغبة في إنجاح هذا المحفل السينمائي الجميل تجلت صورة من الاحتفاء الرائع بالمشاركين وضيوف المهرجان و النجاح اللافت في الترتيب والتنظيم بالرغم من عدم مناسبة مقر المهرجان بشكل كاف لاستيعاب الأنشطة المصاحبة والحضور الكثيف والذي بدوره يسجل نجاحا فائقا أيضا لهذا المهرجان حينما تمتليء القاعة خلال العروض طيلة ايام المهرجان بعدد كبير من الشغوفين والمهتمين رجالا ونساء ومن يسوقهم الفضول الجميل لاكتشاف طبيعة الفيلم السعودي ومستوى تنفيذها الفني وهذا ماينقلنا الى النقطة الأهم ومحور المهرجان كله وهو الأفلام المشاركة دون أن ننسى نجاحا آخر كان يبرز مع الدورات التي نظمها المهرجان في مجال كتابة السيناريو والاخراج وموسيقى الفيلم تحت إدارة متخصصين أجمعوا على اغتباطهم الكبير بمستوى حضور هذه الدورات والتفاعل معها . وإذا كانت أركان النجاح في المهرجانات السينمائية تم تاكيدها والمتعلقة بالتنظيم الجيد والفعاليات المصاحبة والحضور الجماهيري فإن أهم هذه الأركان هو مايتعلق بمستوى الأفلام المتسابقة والمعروضة نفسها وهنا يمكنني الحديث كمتابع قديم لحركة الأفلام السعودية منذ بدايتها منتصف العقد الأول من الألفية مع مسابقة افلام الامارات في أبوظبي ثم مهرجان الخليج السينمائي في دبي ثم غيرهما من الفعاليات السينمائية زاعما أنني قد شاهدت الكثير جدا من هذه الأفلام طيلة السنوات العشر الماضية وتحدثت وكتبت عنها وعن حركة السينما السعودية وصناعة الفيلم مرات عديدة في أكثر من مناسبة لأقرر في النهاية أن ماشاهدته في مهرجان افلام السعودية هو خطوة نجاح جميلة وتقدم ملحوظ وارتقاء على أكثر من مستوى وهو مايمكن اعتباره مكسبا آخر بجانب عودة الفعاليات السينمائية للمشهد السعودي . فمن جهة الشكل والصورة والصوت والتوظيف الموسيقي والتصوير بشكل عام من خلال اختيار الزوايا وصنع الكوادر والتحكم في رتم الفيلم واختيار اللوكيشن يمكن أن أقول أنه تقدم كبير ورائع عطفا على سنوات ماضية . أما من جهة المضمون والمتعلق بالأفكار ومعالجتها وطريقة السرد والعناية بتفاصيل مهمة كرسم الشخصيات وخلق مساحات زمنية فنيا في الفيلم يمكن أن أقول أنه تقدم جيد وملحوظ للغاية ومجرد مشاهدة الأافلام المتوجة بالفوز وحتى غيرها من التي لم يحالفها الحظ سيكون كفيلا بتأكيد الكلام السابق. والحقيقة أنه وبطريقة ماشاهدته في المهرجان أعطاني أملا أكبر بوجود سينما سعودية في وقت أقرب مما كنت أخمنه مستقبلا ولو على مستوى الفيلم القصير بشرط استمرار المهرجان لسنوات متتالية وزيادة مستوى الاهتمام والاحتفاء وتكرر الفعاليات وتنوعها في مناطق وجهات أخرى فهذا الامر سيكون كافيا لاستمرا صناع الأفلام أنفسهم بتقديم أفلامهم وتطوير أدواتهم وبالتالي سنصل لوقت يمكن الحديث فيه عن " سينما سعودية " وليس مجرد " تجارب فيلمية " !!

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه