2016-04-10 

متحف اللوفر في أبوظبي: تجسيد للقوة الناعمة الفرنسية

من باريس فدوى الشيباني


تشهد العلاقات الاماراتية الفرنسية تطورا كبيرا في السنوات الاخيرة تجاوز فيها التعاون بين البلدين المجال الاقتصادي ليصل الى المجال الثقافي والذي تعول عليه فرنسا كثيرا من خلال رصد أموال ضخمة لنشر ثقافتها في الخارج ،وليس أدل على ذلك من إستثمارها الثقافي في الامارات من خلال متحف اللوفر في أبوظبي.


التعاون الاماراتي الفرنسي في المجال الثقافي والادبي بلغ مداه في عام 2007 حين وقعت الامارات العربية المتحدة وفرنسا إتفاقية تعاون مشتركة لمدة 30 سنة كانت أهم بنودها إنشاء متحف دولي في "جزيرة السعديات " في أبوظبي والذي إفتتحه المهندس المعماري جون نوفال وفق ما نقلته صحيفة " لي زيو دي موند الفرنسية".

 

ويقضي التعاون المشترك بين البلدين على أن تتولى فرنسا تأمين 30 مليون يورو سنويا للامارات العربية المتحدة وعلى أن تلتزم بتقديم المؤلفات والاعمال الادبية الفرنسية في هذا المتحف والتي قدرت  ب 300 عمل أدبي فرنسي اي ثلث متحف اللوفر بالاضافة الى تنظيم 4 معارض في الامارات.

 

ويهدف إنشاء المتحف وفق الصحيفة الفرنسية الى دعم فرنسا لثقافتها في الخارج بالاضافة الى أنه مشروع اماراتي  بعيد المدى لتوسيع تنويع  مصادر الدخل  الاقتصادي وعدم الاقتصار فقط على الانتاج الطاقي من نفط وغاز. وهي الرؤية المميزة للحكومة الاماراتية والتي وضعت إحتمال نضوب إحتياطها الطاقي أمرا واردا وهو ما دفعها لاستثمار 129 مليار دولار سنة 2013  للمراهنة على  قطاع السياحة الفاخرة.

 

لكن الصحيفة الفرنسية تؤكد بأن الاستفادة مشتركة بين الامارات وفرنسا في المجال الثقافي ذلك ان فرنسا ستتاح لها من خلال هذا المتحف من دعم الثقافة الفرنسية في الخارج فهو القوة الناعمة لفرنسا وفرصتها للتأثير في الخارج دون اللجوء الى سلاح أو حرب.

 

ذلك ان متحف اللوفر في أبو ظبي  اتاح لفرنسا التواجد ب 445 عمل أدبي وب 96 مؤسسة ومعهدا فرنسيا في الامارات العربية المتحدة في سنة 2013. وهو مايؤكده الكاتب الفرنسي فرنيوا شودييه الذي يعتبر المتحف مصدر القوة الناعمة الفرنسية في الخارج وسلاحها للتأثير في نخب العالم وفي الاخر من خلال الادب والثقافة.

 

الصحيفة الفرنسية تذهب الى آعتبار الامارات شريكا ثقافيا واقتصاديا أيضا ذلك أن الصادرات الفرنسية للامارات ارتفعت بنسبة 2.1 في المئة لتتجاوز حدود 4.1 مليار دولار سنة 2014 ، لتصبح الامارات العربية المتحدة بذلك 3 سوق تجارية فرنسية بعد المملكة العربية السعودية وسنغافورة. وهي تطورت تؤكد عمق ومتانة العلاقات الاماراتية الفرنسية والاهمية التي توليها فرنسا للسوق الاماراتية في منطقة الشرق الاوسط.
 

التعليقات
محسن فواد

جهد مبارك لهم التوفيق

أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه