2015-10-10 

دعوة أوجلان تفتح صفحة جديدة لتركيا

وكالة أنباء الأناضول

مابين شد وجذب وعنف ظلت القضية الكردية شوكة في ظهر الحكومات التركية المتكررة جاءت دعوة عبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني لنزع السلاح إنهاء الصراع لتدخل تركيا مرحلة جديدة . وصاحبت دعوة زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون في تركيا، عبد الله أوجلان،أمس أتباعه على إنهاء الصراع المسلح المستمر منذ 30 عاما ضد تركيا مابين ترحيب دولي وشعبي وتخوف حكومي. كان أوجلان قد دعا في بيان نقله النائب الكردي "سري ثريا أندرو " وبثه التلفزيون التركي إنه يسعى من أجل صدور "قرار تاريخي" للتوصل إلى "حل ديمقراطي، وإنهاء الصراع المستمر منذ 30 عامًا. ودعا أنصاره إلى نزع السلاح واستبدال المعارك بالتفاوض السياسي لإنهاء الأزمة داعيًا حركته إلى تنظيم مؤتمر في الربيع للبحث في نزع سلاحها. وجاء الإعلان عقب حضوره اجتماعا ضم نائب رئيس الوزراء يالتشين آق دوغان، ووزير الداخلية أفكان آلا ونائبي رئيس الكتلة النيابية لحزب الشعوب الديمقراطي إدريس بالوكان وبرفين بولدان. وعدد أوندر 10 بنود أساسية "من أجل ترسيخ الديمقراطية الحقيقية والسلام الشامل أبرزها، "تعريف الأبعاد الوطنية والمحلية للحل الديمقراطي"، "الضمانات القانونية والديمقراطية للمواطنة الحرة"، "الأبعاد الاجتماعية – الاقتصادية لمسيرة السلام"، "تناول علاقة الديمقراطية بالأمن، بشكل يحمي النظام العام والحريات، خلال مسيرة السلام"،" تبني المفهوم الديمقراطي التعددي بخصوص مفهوم الهوية، وتعريفها، والاعتراف بها"، و"صياغة دستور جديد يرمي لتكريس كافة التحولات والحملات الديمقراطية. قوبلت هذه الدعوة بترجيب الأتحاد الأوروبي في بيان صدر عن المكتب الإعلامي الخاص بالممثلة السامية للشؤون الخارجية والسياسية والأمن "فيدريكا موغريني". وأوضح البيان أن نائب رئيس الوزراء التركي (يالجين أقدوغان) وصف هذه خطوة بالمتقدمة في محادثات السلام مضيفًا نأمل من كافة الأطراف استغلال هذه الفرصة لتحقيق تقدم أكثر في إطار من لإقرار السلام والتحول الديمقراطي. كما رحب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بدعوة عبد الله أوجلان لكن أردوغان حذر في الوقت نفسه من أن المتمردين الأكراد لم يلتزموا بتعهدات سابقة. وقال الرئيس التركي في مؤتمر صحفي بمطار أتاتورك في اسطنبول قبل سفره للسعودية أن "نزع السلاح كان توقعا كبيرا جدا بالنسبة لنا. هذه عملية بدأت بإصلاحات ديمقراطية واستمرت عبر محادثات سلام. نتوق لهذه الدعوة لإنهاء تلك المشكلة. كما رحب كمال قلجدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة التركية بالدعوة التي أطلقها أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني من أجل إقرار التخلي عن السلاح. جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها المعارض التركي السبت، من العاصمة أنقرة، والتي تطرق فيها إلى الدعوة التي وجهها "أوجلان" في وقت سابق إلى قيادات المنظمة من أجل إقرار التخلي عن السلاح، وشدد "قلجدار أوغلو" على أن "السلام لا يمكن أن يتحقق في ظل وجود الأسلحة، التي إن تُركت سنكون سعداء". . هذا في الوقت الذي أعلن فيه "أوقطاي ورال" - نائب رئيس الكتلة النيابية لحزب "الحركة القومية"، ثاني أكبر أحزاب المعارضة في البلاد - أن حزبه غير مرحب بهذه الدعوة جدير بالذكر أن مسيرة السلام الداخلي في تركيا انطلقت قبل أكثر من عامين، من خلال مفاوضات غير مباشرة بين الحكومة التركية، و"عبد الله أوجلان" زعيم منظمة "بي كا كا المسجون مدى الحياة بتهمة الخيانة في جزيرة "إمرالي"، ببحر مرمرة منذ عام 1999. وشملت المرحلة الأولى من المسيرة، وقف عمليات المنظمة، وانسحاب عناصرها خارج الحدود التركية، وقد قطعت هذه المرحلة أشواطًا ملحوظةً. وتتضمن المرحلة الثانية عددًا من الخطوات الرامية لتعزيز الديمقراطية في البلاد، وصولًا إلى مرحلة مساعدة أعضاء المنظمة الراغبين بالعودة، والذين لم يتورطوا في جرائم ملموسة، على العودة، والانخراط في المجتمع. ويذكر أن الصراع من أجل إقامة وطن كردي في جنوب شرقي تركيا والذي استمر أكثر من 30 قتل أكثر من 40 ألف شخص، غالبيتهم من الأكراد حزب العمال الكردستاني جماعة مسلحة ذات توجهات يسارية كردية قومية تم إنشاء الحزب عام 2008م على يد عبد الله أوجلان وتم تصنيفها على لوائح منظمات إرهابية عام 1999م . ويتمتع أوجلان بنفوذ بين قادة حزب العمال الكردستاني ومقاتليه، ويقول محللون إن رسائله التي يرسلها من السجن غالبا ما تلقى آذانا صاغية. وأعلن أوجلان وقف إطلاق النار عام 2013، وهو الإعلان الذي لا يزال ساريا، على الرغم من حالة عدم الثقة المستمرة بين الطرفين.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه