2016-03-03 

على جبهات القتال السورية: استمتاع بالحياة واستعداد لما هو آت

من الاردن جهاد القيسي

عادت الحياة بشكل تدريجي الى المناطق التي شملها وقف اطلاق النار في سوريا. حيث استغلت عناصر قوات المعارضة المقاتلة على الجبهات مع القوات النظامية والقوات الروسية الهدوء النسبي بعد توقف القصف الجوي لتستعيد شيئا من نسق حياتها الطبيعي. وكالة ا ف ب نقلت صورة من هذا المشهد بعد ايام من سريان اتفاق وقف اطلاق النار في سوريا.

 

لا يخفي مقاتلو الفصائل المعارضة لنظام بشار الاسد سعادتهم بالتغيير الكبير الذي حصل على ميدان المعركة حيث يؤكد طارق (35 عاما) وهو مقاتل في كتيبة "فجر الشهباء" التي وافقت على اتفاق وقف الاعمال العدائية. "الامور تحسنت منذ اربعة ايام، فالقصف الجوي توقف على مدينة حلب". ويقضي طارق وقته الذي كان يخصصه للقتال قبل بداية الهدنة لتفقد المناطق التي تسيطر عليها كتيبته دون استغلال الفرصة للعب البلاي ستايشن رفقة زملائه في القتال.

واستغل مقاتلو الفصائل المعارضة لنظام بشار الاسد التطبيق النسبي لوقف اطلاق النار لاسترجاع شيء من نسق حياتهم الطبيعي فمنهم من استغل فرصة الهدنة وتوقف القصف لزيارة عائلته وزوجته كحال اسامة المقاتل في كتيبة "مجاهدي السنة" الذي استأذن من قائدة كتيبته لزيارة زوجته التي لم يقضي معها وقتا طويلا رغم انه تزوجها منذ شهرين فيقول اسامة   "لم احظ بفرصة تمضية شهر العسل مع زوجتي، ومنذ ايام عدة سمح لي قائد الكتيبة بالحصول على اجازة لمدة اسبوع"، مضيفا "اقضي معظم وقتي في المنزل، وبت اشعر بان الحياة طبيعية في غياب اصوات الطائرات الحربية والقصف المدفعي".

 

ورغم السعادة الكبيرة بتوقف القصف على المناطق المشمولة باتفاق وقف اطلاق النار الا ان الحذر والمخاوف من تجدد الاشتباكات وعدم احترام النظام السوري للهدنة هاجس يسيطر على مقاتلي المعارضة السورية حيث يؤكد المقاتل  احمد جلال (21 عاما)  بان المعركة لازالت طويلة وبأن المعارك ستزداد شراسة مع العدو بعد نهاية مدة الهدنة لظلك فهو لا يقضي كامل الوقت في اللهو والاستمتاع بلعب كرة القدم مع رفاقه بل يخصص جانب منه لتجهيز الستائر الترابية على جبهات القتال في انتظار استئنافه مع نهاية اخر لحظات اتفاق وقف اطلاق النار. لكن الامل  لا يفارق احمد في ان تنهي الحرب والمعارك ويستعيد كل السوريين حياتهم الطبيعية.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه