2015-10-10 

وكالات إغاثة: المجتمع الدولي لا يقدم مساعدات كافيه لغزه

من القاهرة، مصطفى علي

مؤتمران وحربان وانقاض منازل لازالت تنتظر أن توفي دول كبرى قد وعدت بدعم قطاع غزة ب 5.4 مليار، غير أن الوعد لم يوفى، والسلام لم يتحقق، ويبقى الحال على ما هو عليه. فقد قالت 30 وكالة إغاثة دولية عاملة في قطاع غزة، إنه "يجب ألا نفشل في غزة. يجب أن نحقق الرؤية التي تتطلع لجعل غزة مكاناً يمكن العيش فيه وحجر أساس للسلام والأمن للجميع في المنطقة". وأشارت الوكالات في بيان نشره الموقع الرسمي للامم المتحدة قالت "نحن كوكالات للأمم المتحدة، ومنظمات غير حكومية دولية عاملة في غزة، قلقون للتقدم المحدود في إعادة بناء معيشة أولئك الذين تضرروا ومعالجة الأسباب الجذرية للصراع". ووفقا لما جاء في البيان فإن العملية السياسية، إلى جانب الاقتصاد، مصابان بالشلل، فيما يستمر الحصار الذي تفرضه إسرائيل. وتدهورت الظروف المعيشية، مشيرا إلى بطء إصلاح وإعادة بناء عشرات آلاف البيوت والمستشفيات والمدارس التي لحقت بھا أضرار أو دُمرت في القتال على نحو يرثى له. كما أشارت إلى استئناف الجماعات الفلسطينية المسلحة إطلاق الصواريخ بشكل منقطع. وبشكل عام، أدى غياب التقدم إلى تعميق مستويات اليأس والإحباط بين سكان غزة الذين يشكل اللاجئون الفلسطينيون أكثر من ثلثيھم. وأكد أن العمليات القتالية ستستأنف حتما إذا لم يحرز تقدم وإذا لم تتم معالجة الأسباب الجذرية للصراع. وفيما أشار البيان إلى أن "الظروف المعيشية في غزة كانت صعبة قبل الجولة الأخيرة من القتال"، قال "إلا أن الوضع تدھور إلى حد كبير منذ يوليو، ولا يزال ما يقرب من 100,000 فلسطيني مھجرين ھذا الشتاء، يعيشون في ظروف صعبة في المدارس، وأماكن إيواء مؤقتة غير مجھزة للإقامة لفترة طويلة. ويستمر انقطاع الكھرباء المقرر لفترة تصل إلى 18 ساعة يومياً" ومن بين الوكالات الموقعة على البيان، منظمة الصحة العالمية، وبرنامج الأغذية العالمي، وهيئة الأمم المتحدة للمرآه، ووكالة الأمم المتحدة لاغاثة وتشغيل اللاجئين، ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الارض الفلسطينية المحتله للامم المتحده (أوتشا)، واوكسفام، واطباء العالم. ولفتت الوكالات الدولية إلى أن السكان الأكثر ضعفاً، ومن بينهم كبار السن والمعاقون والنساء وما يقرب من مليون طفل، ھم الذين يتحملون وطأة ھذه المعاناة. ويفتقر الأطفال الحصول على تعليم جيد، إذ يحتاج ما يزيد على 400 ألف طفل منھم إلى دعم نفسي عاجل. وفي هذا الصدد أشارت إلى أن "المجتمع الدولي لا يقدم مساعدات كافيه لغزه”، قائله: “لم يصل إلى غزه سوى القليل من مبلغ 5.4 مليار دولار الذي تعھد المانحون بتقديمھ في مؤتمر القاھره (12 أكتوبر الماضي)، وتم تعليق المساعدات النقديه للعائلات التي فقدت كل شيء والمساعدات الضرورية الأخرى غير متوافره نظراً لنقص الاموال”. وحمّلت الوكالات إسرائيل، بوصفھا قوة احتلال، المسؤولية الرئيسية، قائلة يجب أن تمتثل إسرائيل لالتزاماتھا بموجب القانون الدولي،وبشكل خاص إنھاء الحصار بشكل كامل ضمن الإطار الذي حدده قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1860 الصادر في عام 2009. كما أكدت على أهمية تعزيز وقف إطلاق النار الھش واستئناف المفاوضات بين الأطراف للتوصل إلى تسوية شاملة للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني. وطالب جميع الأطراف باحترام القانون الدولي، وتقديم المسؤولين عن الانتھاكات للعدالة، مشددا على أن المساءلة والالتزام بالقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان مطلبان ضروريان للسلام الدائم. ومن الأمور الحتمية أيضاً، وفقا لما جاء في البيان فتح مصر معبر رفح للحالات الإنسانية الأكثر إلحاحاً، ويجب ترجمة تعھدات المانحين إلى مدفوعات نقدية. وكان قد دعا ممثلو اللجنة الرباعية الدولية، في الثامن من فبراير الجاري، إلى ضرورة التزام المانحين على صرف التزاماتهم المالية التي أعلن عنها في أكتوبر الماضي خلال مؤتمر القاهرة. خلال اجتماع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري، والممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فريديريكا موغريني، ونائب الأمين العام للأمم المتحدة يان الياسون، اليوم الأحد، على هامش المؤتمر الدولي حول الأمن المنعقد في ميونخ الألمانية. كما دعت اللجنة الرباعية الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى "استئناف المفاوضات، والامتناع عن الأعمال التي تقوض الثقة أو الحكم مسبقا على الوضع النهائي"، على أن يتم ذلك "في أقرب وقت ممكن". معبرة عن "قلقها العميق إزاء الوضع الصعب في قطاع غزة حيث تحتاج وتيرة إعادة الإعمار إلى التعجيل بتلبية الاحتياجات الأساسية للسكان الفلسطينيين وضمان الاستقرار"، مؤكدة على أن "التمويل من الجهات المانحة أمر بالغ الأهمية". وكانت قد اصدرت كل من مصر والنرويج خطاب مشترك، فضلا عن بيان مشترك من قبل الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية يحث المانحين على "صرفها في أقرب وقت ممكن". وانتهت المهلة المقررة للمفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية أواخر أبريل الماضي، بعد جهود أمريكية بين الطرفين استمرت 9 أشهر، من دون تحقيق أية نتائج، سبقها عدد من الجولات التفاوضية الفاشلة على مدار نحو 20 عاماً. ويحتاج إعمار قطاع غزة بعد الحرب التي شنتها إسرائيل في السابع من يوليوالماضي واستمرت 51 يوماً، إلى نحو 7.5 مليار دولار أمريكي، وفقاً لتصريح سابق للرئيس الفلسطيني محمود عباس. ورصد مؤتمر إعادة الإعمار الذي عقد في شرم الشيخ المصرية عقب حرب 2008-2009 على غزة، مبلغ 5.4 مليار دولار، ولكن الدول المانحة التي شاركت فيه لم تلتزم بتقديم غالبية المبالغ التي وعدت بها خلال المؤتمر، مبررة ذلك بعدم وجود حكومة موحدة تمنح لها الأموال.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه