2016-01-20 

مع الملك سلمان... السعودية أكثر جسارة اقليمياً

من الرياض,فهد معتوق

كشفت الازمة الأخيرة بين السعودية وايران قدرة السعودية على ادارة الازمات بكل حكمة وثقة وجسارة اقليمية رغم أنها تواجه في الان ذاته صعوبات داخلية كبيرة بداية بالعجز المالي القياسي وانخفاض اسعار النفط بالإضافة الى تنامي التهديدات الارهابية  على أرضها. ولعل العامل الرئيس في هذه القوة السعودية تكمن في شخص الملك سلمان بن عبد العزيز الذي أحسن قيادة السفينة السعودية إلى بر الامان والاستقرار رغم الصعوبات الداخلية والاقليمية.

 

ويقول الباحث في المجلس الاوروبي للعلاقات الخارجية آدم بارون لوكالة فرانس برس "التحول الرئيسي (في عهد سلمان) هو السياسة الخارجية الاكثر حزما". ويضيف "رأينا السعوديين يعتمدون دورا قياديا اكثر صرامة في المنطقة، مدفوعا بشعور بفراغ متزايد في موقع القيادة، وقلقهم من تنامي نفوذ ايران". الصراع المتواصل مع ايران اظهر احد ابرز سمات سنة الحكم الاولى للملك سلمان بن عبد العزيز والذي تخلى عن ما عرف بالسياسة الهادئة التي كانت تنتهجها السعودية لتظهر قوة السعودية وحزمها في قيادتها لتحالف عربي في اليمن ضد المتمردين الحوثيين الموالين لايران.

 

وبحسب دبلوماسي غربي، يشعر السعوديون "انهم معزولون وقد تخلّى عنهم صديق قديم". ومن ابرز اسباب ذلك تقارب واشنطن وطهران على خلفية المفاوضات حول البرنامج النووي الايراني والذي افضى الاتفاق حوله الى رفع عقوبات اقتصادية عن ايران.

 

 

التغييرات  في السعودية لم تقتصر على السياسة الخارجية فقط . فقد فتح المجال امام جيل شاب لتولي مواقع اساسية، فقد عين الملك سلمان الامير محمد بن نايف (56 عاما) وليا للعهد. كما عين نجله محمد (29 عاما في حينه) وليا لولي العهد، وعادل الجبير (53 عاما) وزيرا للخارجية بدلا من الامير سعود الفيصل الذي امضى قرابة اربعة عقود في منصبه. وتقول ايمان فلاتة (46 عاما) المساهمة في اطلاق مبادرة "بلدي" الناشطة في مجال حقوق النساء في السعودية، "ذهنية الاشخاص الذين يتولون الحكم تغيرت كثيرا". ويرى دبلوماسي غربي ان الادارة الجديدة "على تناغم مع ما يريده الشعب السعودي"، وان المسؤولين "يهتمون بذلك اكثر من اهتمامهم بما يريده الغرب او ما تريده النخبة الليبرالية".

 

ويرى دبلوماسيون ان جانبا اساسيا من التغيير في العهد يأتي بدفع من محمد بن سلمان. فالأمير الشاب الطويل القامة وذو اللحية الداكنة، اكتسب نفوذا متزايدا، وبات على رأس مجلس الشؤون الاقتصادية، ومجلس آخر يشرف على شركة "ارامكو" النفطية العملاقة. لكن الامير سعى في حديثه الى التقليل من محورية دوره. وقال "انا لست مهندس العملية العسكرية في اليمن. نحن بلد مؤسسات"، مؤكدا ان دوره "هو تنفيذ اي قرار يأمر به جلالة الملك".

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه