2015-11-23 

هولاند حشد تأييد حلفائه ضد تنظيم الدولة الاسلامية

من باريس، ميشال سايان

الفرنسية - حصل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاثنين على دعم قوي من لندن في حملته ضد تنظيم الدولة الاسلامية بعد عشرة ايام على اعتداءات باريس وذلك في مستهل سلسلة لقاءات مع شركائه الدائمين في مجلس الامن الدولي. وهذه المعركة ضد التنظيم الجهادي ستكون ايضا على جدول اعمال اللقاءات التي يعقدها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين في طهران مع المسؤولين الايرانيين.

وقال هولاند في ختام لقاء مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون "سنكثف ضرباتنا وسنختار الاهداف التي من شأنها ان تلحق اكبر ضرر ممكن" بتنظيم الدولة الاسلامية.

وعبر كاميرون عن "قناعته" بان بلاده التي تشارك حاليا في الضربات في العراق فقط، ستوسع نطاق عملياتها الى سوريا مضيفا انه سيطلب ذلك من البرلمان.

 

ولاقناع القوى الكبرى بتشكيل ائتلاف دولي "استثنائي" ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا بهدف "القضاء" عليه، سيلتقي هولاند في واشنطن الثلاثاء الرئيس الاميركي باراك اوباما ثم يجتمع الاربعاء في باريس مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل على ان يلتقي الخميس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وسيجتمع ايضا الاحد في باريس مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والرئيس الصيني شي جينبينغ.

ويلتقي الرئيس الروسي من جانب اخر الاثنين في طهران المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله علي خامنئي، اعلى سلطة سياسية ودينية في ايران. وتعتبر روسيا وايران ابرز حليفين لنظام الرئيس السوري بشار الاسد الذي تقاطعه عواصم غربية وتطالب برحيله عن السلطة.

 

- ماذا سيطلب من اوباما وبوتين؟-

وفي موازاة تكثف الضربات ضد تنظيم الدولة الاسلامية الذي تبنى اعتداءات باريس (130 قتيلا) والاعتداء على طائرة مدنية روسية في سيناء المصرية (224 قتيلا)، تحاول القوى الكبرى الاتفاق على انتقال سياسي في سوريا يتيح وقف نزاع اوقع اكثر من 250 الف قتيل منذ اكثر من اربعة اعوام.

ويزور وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاثنين الامارات في مسعى لتشكيل وفد من المعارضة السورية المدعومة من دول غربية وعربية، للمشاركة في مفاوضات مع النظام السوري.

وقال دبلوماسي فرنسي ان الرئيس هولاند سيطلب من واشنطن تكثيف ضرباتها ضد تنظيم الدولة الاسلامية بشكل اكبر.

ونفذت الولايات المتحدة 10 الى 15 طلعة جوية يوميا ضد تنظيم الدولة الاسلامية مقارنة مع 250 ضربة يومية شنها حلف شمال الاطلسي خلال الحرب في كوسوفو عام 1999 او 110 طلعة جوية يوميا خلال اجتياح افغانستان في 2001، كما قال الخبير الاسترالي في مكافحة الارهاب ديفيد كيلكولن.

 

- ما يمكن توقعه من القوى الكبرى؟-

 

واذا كانت باريس ايدت بعد الاعتداءات الفكرة التي عبرت عنها روسيا في ايلول/سبتمبر لتشكيل ائتلاف واسع، فان الارتياب لا يزال قائما حول اهداف موسكو المتهمة بانها لا تريد سوى دعم نظام الرئيس بشار الاسد.

وحددت حوالى عشرين دولة اجتمعت في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر في فيينا بينها روسيا والولايات المتحدة وايران ودول عربية واوروبية هدفا لها بالتوصل الى بدء محادثات سلام ووقف لاطلاق النار قبل 1 كانون الثاني/يناير. لكن لا يزال يتعين تحديد المشاركين في المفاوضات من الاطراف السورية.

 

وتراهن المجموعة الدولية على احتمال تشكيل تحالف يضم معارضين "معتدلين" يكون قادرا على خوض مفاوضات سلام مع مؤيدي النظام للتوصل الى حل سياسي في سوريا.

ولتسهيل مكافحة تنظيم الدولة الاسلامية، اعتمد مجلس الامن الدولي في نهاية الاسبوع الماضي قرارا عرضته فرنسا يجيز "اتخاذ كل الاجراءات اللازمة" ضد التنظيم الجهادي.

لكن الخبير الفرنسي اوليفييه روا اعتبر ان فرنسا "لا تزال وحيدة في معركتها ضد داعش، لان القوى الاقليمية غير مستعدة لدعمها عسكريا".

 

واضاف في مقالة في صحيفة نيويورك تايمز انه بالنسبة للاتراك فان التهديد هو "المطامع الكردية" وبالنسبة لاكراد العراق فهو "اعادة تشكيل دولة مركزية قوية في بغداد" تضع حدا لطموحهم بالاستقلال بحكم الامر الواقع.

واضاف انه بالنسبة للسعودية فان "العدو الرئيسي ليس داعش" انما ايران. وتابع ان ايران تريد بالتاكيد احتواء تنظيم الدولة الاسلامية "لكن ليس بالضرورة القضاء عليه لان مجرد وجوده يمنع عودة تحالف سني عربي مثل ذلك الذي الحق بهم ضررا كبيرا خلال الحرب مع العراق ابان حكم صدام حسين".

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه