2015-10-10 

الدول العربية تكتفي بمتابعة التدخل الروسي في سوريا

من القاهرة، منى سالم

الفرنسية- باستثناء مصر التي اشادت بالتدخل الروسي في سوريا، تتابع الدول العربية، وعلى رأسها السعودية، من دون ضجيج الضربات الروسية بسبب الخلافات بينها حول بقاء الرئيس بشار الاسد وفي ظل غياب قيادة للعالم العربي منذ سنوات عدة. ومنذ بدء الضربات الروسية في سوريا الاربعاء التزمت الجامعة العربية الصمت. واكتفت السعودية وقطر بالمشاركة في التوقيع على بيان لسبع من دول التحالف الدولي ضد التنظيمات الجهادية يدعو روسيا الى التوقف "فورا" عن استهداف المعارضة السورية غير الجهادية والسكان المدنيين والى "تركيز جهودها" على تنظيم الدولة الاسلامية. اما مصر، البلد الاكبر في العالم العربي والذي يمتلك اقوى جيوشه، فأيدت التدخل الروسي معتبرة انه "سيكون له اثر في محاربة الارهاب في سوريا والقضاء عليه"، بحسب وزير خارجيتها سامح شكري. وبالنسبة للقاهرة، التي تواجه الجهاديين في شمال سيناء وتراقب بقلق صعود تنظيم الدولة الاسلامية في جارتها ليبيا، فان التدخل الروسي في سوريا يخدم مكافحة الارهاب في المنطقة بأسرها. وقال شكري في مقابلة مع تلفزيون العربية: "المعلومات المتوافرة لدينا من خلال اتصالاتنا المباشرة بالجانب الروسي تؤشر الى اهتمام روسيا بمقاومة الارهاب ومحاصرة الانتشار الارهابي في سوريا والهدف من التواجد هو توجيه ضربة قاصمة، ضربة متوافقة مع الائتلاف المقاوم لداعش في سوريا والعراق". ويرجع تاييد مصر الى التقارب الذي قام به رئيسها عبد الفتاح السيسي مع موسكو عقب التوتر في العلاقات مع واشنطن التي انتقدت اقالة الرئيس الاسلامي محمد مرسي في 2013 وما تلاها من قمع دام لانصاره وتعليق المساعدات العسكرية للقاهرة لاشهر عدة. ويعتقد اتش. اي. هيليار الخبير في مركز بروكينغز لسياسات الشرق الاوسط ان الموقف العربي المترقب "كان متوقعا". ويضيف "روسيا تعرف ان اخر مكان في العالم يمكن ان تتوقع منه مقاومة لتحركها في سوريا هو العالم العربي لان احدا في العالم العربي يريد ان يتدخل في سوريا على غرار روسيا". وبالتالي، يتايع الخبير، "فان روسيا كانت مطلقة اليدين لتفعل ما تشاء". هذا الترقب العربي يبدو طبيعيا كذلك في ظل الخلافات بين دول المنطقة حول الازمة السورية. ويقول هيليار ان "القاهرة تتبنى تدريجيا وجهة نظر موسكو حول سوريا وهو موقف يتعارض تماما مع موقف الرياض". ويعتقد كريم البيطار، الخبير في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس انه "بالنسبة للسعوديين يظل هدفهم الاستراتيجي رحيل الاسد وهو هدف يتعارض مع المصالح الروسية". في المقابل فان السيسي ، بحسب البيطار، "اقرب الى سياسة فلاديمير بوتين الذي يسعى الى تعويم معسكر الوطنية السلطوية في مواجهة الحركات الاسلامية". واذا كانت السعودية تريد بقوة اسقاط الاسد، فانها "لا تعرف ماذا تفعل او كيف" لتحقيق هذا الهدف، بحسب يزيد صايغ من مركز كارنيغي لدراسات الشرق الاوسط الذي يعتقد ان الرياض قامت "بأقصى ما يمكن ان تفعله" في سوريا. ويرى صايغ ان "السياسة الخارجية السعودية مرتبكة" الامر الذي يتضح من تدخلها في اليمن الذي يصف نتائجه بانها "غير مبهرة". ويتابع "لا نفهم ما هو التفكير السياسي وراء هذا التدخل" من قبل نحالف عربي-سني تقوده السعوية منذ اذار/مارس الماضي للتصدي لتقدم المتمردين الحوثيين الشيعة المدعومين من ايران، الخصم الرئيسي للرياض في المنطقة. وهذا التحليل تبناه كذلك هيليار الذي يشير الى رغبة بعض الدول العربية في القيام بدور قيادي في المنطقة كما اظهر التدخل في اليمن الذي لا يبدو، "مبشرا على الاطلاق"، بحسب رايه.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه