2015-10-10 

مغرر به.. أو إرهابي!

أمجد المنيف

من المؤكد أن كثيراً منكم لم يستطع إكمال مقطع السفاح سعد، الذي اعتقلته السلطات السعودية أخيراً، بعدما شاهد الملايين غدره بابن عمه، هو وشقيقه النافق، بعدما أخبرا العالم أجمع بصفات تنظيمهم الإجرامية المنحطة، المتجردة من الإنسانية والدين، والقافزة على الدم والقرابة، رامية بكل ألوان الترابط خلفها. بعد كل حادثة، مشابهة لحادثة «الشملي»، نكرر الأشياء ذاتها، لذلك لا بد من التغلغل أكثر وفهم المشكلة، فمن الضروري أن نشرح المشكلة بشفافية؛ حتى نصل لعمق، ومن هذا المنطلق يجب أن ننسى عبارة (مغرر به)، طالما وصل لعمر التكليف، فهو مسؤول عن تصرفاته بالتأكيد، مع الأخذ بالاعتبار العوامل المحيطة، والمعطيات المصاحبة، لكن هذا الأمر يتطلب حزماً في المحاكمة، وسرعة في التنفيذ، ووضوحاً في عواقب مثل الأعمال الإجرامية. ننتظر بشغف كبير، وأعني هنا (كل الناس.. الأسوياء منهم على وجه التحديد)، محاكمة الإرهابيين بشكل سريع، لأن الانتظار أكبر؛ يعطي بعداً آخر لهؤلاء الإرهابيين، كما أن أسر الضحايا - في كل الأحداث - تنتظر نبأ القصاص، ممن روع الآمنين، وأرهب البشر. ورسالة في الوقت ذاته لأولئك الذين يعتقدون بمصائر مختلفة، ويبنون عليها أحلاما أخرى! كما أنه لا يمكن التخلص من فروع أي شيء دون اجتثاث الجذور، فالمتعاطفون من جانب، موجودون بيننا، يبررون الإرهاب بشكل سافر، وينمون الانقسامات على أصعدة مختلفة، ويجيشون التطرف في كل مناسبة، مما يوجب محاسبتهم بشكل (صارم) و(علني). وعلى الجانب الآخر، المحرضون الأساسيون، الذين يستوطنون ممرات الإنترنت، وزوايا العالم الحقيقي، المتحدون «علانية» للأنظمة والقوانين، وهم معروفون للجميع دون سرد للقوائم الإرهابية. زاوية أخرى، لا أعلم إذا ما كانت منسية أو مهملة، تتمثل في وجوب وجود قوة إلكترونية شاملة، ومرجعية رسمية موحدة، تنظم كل الجهود العاملة في مواجهة الإرهاب، وتستوعب المبادرات الفردية، وتحتضن الكفاءات المتخصصة، ذات الخبرات المتراكمة، وكل هذا سيشكل درعاً حصيناً ضد (التطرف الإلكتروني)، ولو بشكل معقول فيما لو لم تتم محاصرته بالكامل. فالتسويف، وانتظار المبادرات يقضم من وقت الحلول، والتأخير - بالضرورة - لن يكون محمود العواقب، والحلول لا تأتي من خلال الكلمات الرنانة.. وإنما الأفعال وحدها! والسلام. * نقلا عن "الرياض" السعودية

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه