2015-10-10 

عودة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية والعراق

من الرياض، فهد معتوق

أعلنت بغداد أنها ستعيد سفيرها إلى السعودية بغية توطيد العلاقات الثنائية التي شهدت قطيعة على المستوى الدبلوماسي منذ اجتياح العراق للكويت قبل ربع قرن. وبحسب روسيا اليوم أكدت الحكومة العراقية، أنّ تعيين سفير جديد لها في المملكة، يؤكد رغبتها في توطيد العلاقات الثنائية مع الرياض، بما يخدم مصلحة البلدين، فيما تنتظر بغداد وصول السفير السعودي وإعادة العلاقات الدبلوماسية. وكشف بيان صادر من الرئاسة العراقية يؤكد استقبال الرئيس العراقي فؤاد معصوم سفير بلاده الجديد في السعودية رشدي العاني، وتشديده على ضرورة تطوير العلاقات بين البلدين بما يضمن المصالح المشتركة. وأشار معصوم إلى التزام العراق بالانفتاح على دول المنطقة والعالم لاسيما دول الجوار، بما يعزز مكانة بلادنا ويرسخ أسس التعاون المتبادل ويضمن الأمن والسلم في منطقتنا وفي العالم". وقررت الرياض في أبريل الماضي تعيين الملحق العسكري لدى لبنان العميد ثامر السبهان سفيرًا لها لدى العراق على أن تفتتح سفارتها في بغداد والقنصلية الجديدة في أربيل، عاصمة كردستان بعد عيد الأضحى. وبحسب روسيا اليوم من المنتظر أن تسمي الرياض قنصلاً لها في كردستان، عبد المنعم المحمود الذي عمل سابقًا في السفارة السعودية بسوريا كرئيس لشؤون الرعايا، ثم انتقل إلى السفارة السعودية في لبنان. وأوضحت المصادر أن السلطات العراقية قدمت تسهيلات لأعضاء البعثة الدبلوماسية السعودية التي ستعمل هناك، وذلك بعد أن قامت بإنهاء إجراءات تأشيرة الدخول للعراق، مشيرة إلى أن عددهم يتجاوز الـ40 شخصا في جميع أقسام السفارة الدبلوماسية والأمنية. والسفير السعودي الجديد لدى العراق، سبق أن نال وسام تحرير الكويت، ووسام "عاصفة الصحراء"، ووسام الامتياز والجدارة من وزارة الدفاع الأمريكية، كما يملك خبرة واسعة في المجال العسكري. تأتي خطوة السعودية الجديدة في تسمية السفير لدى العراق، بعد انفراج واضح في العلاقات بين الرياض وبغداد، إذا سبق أن رحبت المملكة مباشرة بتشكيل حكومة حيدر العبادي، واستقبلت الرئيس فؤاد معصوم في الرياض، كما أرسلت وفدًا سعوديًا إلى بغداد لتفقد الوضع الأمني لافتتاح مقار للبعثات الدبلوماسية. ويذكر أنّ السعودية أغلقت سفارتها في العراق عقب اجتياح القوات العراقية في أغسطس عام 1990 للكويت، وبعد عام 2003 شهدت العلاقات الثنائية توترًا خاصة خلال تولي نوري المالكي رئاسة الحكومة العراقية السابقة طيلة 8 سنوات، والتي كان يتهم فيها السعودية بدعم الإرهاب في بلاده. وتجدر الإشارة إلى أنّ قرار إعادة العلاقات الدبلوماسية مع العراق لم يكن حكرا على السعودية حيث تداولت وسائل إعلام قطرية خلال الأيام الأخيرة خبرا مفاده تعيين أمير البلاد أول سفير لقطر في العراق بعد إغلاق السفارة هناك قبل 25 عاما. ويعتبر هذا الحدث مؤشرا على تحسن العلاقات بين الدول العربية الخليجية والعراق بعد الجفاء الطويل الذي ساهم في تدهور الأوضاع. هذا وأصدر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر قرارا يقضي بتعيين زايد الخيارين "سفيرا فوق العادة مفوضا لدى جمهورية العراق". وكان وزير خارجية العراق قال في مايو الماضي إن قطر ستفتح سفارة لها في بغداد.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه