2015-10-10 

التعايش بسلام

عالية شعيب

لماذا لا يمكننا الاختلاف والتعايش بسلام على الرغم من الاختلاف؟ لماذا إذا اختلفنا، تحل علينا لعنة الخلاف والخصام؟ لماذا يعادل الاختلاف الافتراق والاغتراب؟ لماذا لايكون الاختلاف لغة التنوع والتواصل والتفاهم؟ نختلف في الرأي، أفهمك وتفهمني. أحترم وجهة نظرك وتحترم وجهة نظري. وكل يذهب في سبيله بالرأي الذي اختاره، والذي هو مسؤول عنه وعن تبعاته ونتائجه، لماذا علينا التشنج والغضب والزعيق والصراخ وربما الشتم والسباب؟ من أجل ماذا. لمجرد أن لكل منا رأيه الخاص. أو ليس هذا هو الوضع الطبيعي للإنسانية ، التميز والتفرد بشخصيتك المختلفة، وبصمتك التي تشير إليك وحدك. بالرأي والشكل، والفكر والقول والموهبة؟ لماذا إذا أراد الآخر أن نكون نسخة كربون منه نردد ما يقول، ونؤمن بما يفكر، وإن اختلفنا معه لأنه جزء من طبيعتنا ثار جنونه، غضب وقطع كل رابط بنا، بل وقد يتطرف ويشن حرباً علينا متناسياً أن هذا هو مسار الطبيعة البشرية؟ الاختلاف ليس خلافاً ولا صراعاً أو مبرراً للخصام وانقطاع العلاقات، وبث الضغينة وتراكم الأحقاد لكل منا مرجعيته التربوية والثقافية، وجذوره وأصوله الأخلاقية والمجتمعية والنفسية التي استقاها من أسرته في طفولته، ثم استكملها بالتفاعل مدرسياً وتربوياً، ثم صقلها بالاحتكاك الفعلي بالمجتمع من خلال الصداقات والعمل والتشابك بخطوط الحياة المتنوعة، مضيفا لها من طبيعته التي لا تشبه أحداً غيره. كيف إذا بعد كل هذا أن نختلف بالرأي والرؤية والنظرة الحياتية والأفكار والاتجاهات والحلول؟ لماذا يريد الآخر فرض سيطرته وسيادته وهيمنته ليس فقط على كياننا ووجودنا، بل على فكرنا ورأينا ومواقفنا؟ كيف نتمسك بهويتنا إن لم نتميز؟ وكيف تكتمل الإنسانية لو أصبحنا جميعاً نسخة متكررة من بعض نكرر الرأي نفسه ونؤمن بالفكرة نفسها؟

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه