2015-10-10 

حرب وشيكة بين الكوريّتين

من القاهرة، حسين وهبه

بعد وصول التوترات إلى قمتها بين الكوريتين اعلنت سيول ان مفاوضات على مستوى عال ستجرى بعد ظهر اليوم السبت بين قادة كوريين شماليين وجنوبيين، وذلك قبل ساعتين من انتهاء مهلة انذار وجهته بيونغ يانغ الى الجنوب. وكانت كوريا الشمالية هددت الجنوب "بحرب شاملة" اذا لم توقف عملياته الدعائية على الحدود. وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية قال ناطق باسم الرئاسة الكورية الجنوبية ان اللقاء سيعقد في قرية بانمونجوم في الساعة التاسعة بتوقيت غرينتش. وسيمثل الجنوب في هذه المفاوضات وزير التوحيد هونغ يونغ- بيو والمستشار لشؤون الامن القومي كيم كوان-جيم. اما الشمال فسيوفد المسؤول الكبير في وزارة الدفاع هوانغ بيونغ-سو الذي يعتبر الرجل الثاني في النظام، والامين العام لحزب العمال كيم يونغ-غون المكلف العلاقات مع الجنوب. وفي الوقت نفسه أعلنت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة وقف المناورات العسكرية المشتركة بين البلدين مبكرا بسبب زيادة التوتر بين الكوريتين. ونقلت وكالة انباء رويترز تأكيدات عن مسؤول عسكري أمريكي لم تسمه بوقف المناورات التى تحمل اسم "أولشي فريدوم". في هذه الأثناء طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان غي مون الكوريتين الشمالية والجنوبية بضبط النفس وعدم التصعيد. وبدأت المناورات قبل 4 أيام لمحاكاة كيفية صد القوات الكورية الجنوبية غزوا محتملا من جارتها الشمالية وكان من المقرر أن تستمر حتى 28 من الشهر الجاري. وتتسبب المناورات السنوية المشتركة بين سول وواشنطن عادة في إثارة كوريا الشمالية التى تعتبرها تهديدا مباشرا بغزو أراضيها. وأمر الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون القوات المسلحة لبلاده برفع درجة الاستعداد عقب تبادل إطلاق النار مع قوات كوريا الجنوبية على طول الخط الحدودي الحصين بين البلدين. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية لكوريا الشمالية عن جونغ أون خلال اجتماع طاريء مساء الخميس قوله إن البلاد "في شبه حالة حرب". وتضمن تقرير الوكالة تهديدا لسول بإجراء عسكري ضدها ما لم تتوقف عن البث الدعائي المعادي لبيونغ يانغ عبر مكبرات الصوت التي نشرتها سول على طول الحدود بالتزامن مع المناورات العسكرية المشتركة مع القوات الأمريكية. وغالبا ما ترتفع حدة الخطاب الإعلامي من كوريا الشمالية تجاه جارتها الجنوبية في أوقات التوترات بين البلدين، وسبق لبيونغ يانغ أن أطلقت تهديدات مماثلة من قبل. ويقول ستيف إيفانزن مراسل بي بي سي في كوريا الجنوبية، إنه رغم اعتياد سول على هذا الخطاب العدائي وتطوره في أغلب الأحيان إلى تبادل إطلاق نار بين الجانبين، نرى أن الخطاب هذه المرة أكثر حدة وأن القذائف المدفعية قد ظهرت في صدارة المشهد. وكانت كوريا الشمالية قد حذرت من أنها سوف تتخذ إجراءا عسكريا عنيفا حال استمرار سول في بث الدعاية السلبية تجاهها عبر مكبرات الصوت المنتشرة على طول الحدود بين البلدين، كما هددت بتدمير أجهزة البث الخاصة بكوريا الشمالية في "48 ساعة". وقال وزير الوحدة بكوريا الجنوبية لوكالة أنباء رويترز إن بيونغ يانغ أرسلت إلى بلاده خطابا يتضمن أنها كانت على استعداد لحل المشكلة رغم أنها تعتبر الخطاب الإعلامي الكوري الجنوبي بمثابة إعلان حرب عليها. وتصاعدت حدة التوترات بعد إطلاق كوريا الشمالية عدة قذائف على طول الشريط الحدودي مع جارتها الجنوبية اعتراضا على الدعاية السلبية التي تبثها سول في حق بيونغ يانغ، وهو القصف الذي جاء للمرة الأولى بعد توقف التوترات على الحدود بين البلدين والذي استمر أكثر من 11 سنة. وكانت كوريا الجنوبية قد هددت في وقت سابق بأن تستأنف بث الدعاية عبر مكبرات الصوت على الحدود بين البلدين، ولكن رغم تركيب مكبرات الصوت في ذلك الوقت، لم تستخدمها سول وفضلت الاستعانة بالبث عبر موجات قصيرة التردد "إف إم" تصل إلى كوريا الشمالية. وفي عام 2004، توصلت الكوريتان إلى اتفاق لتفكيك مكبرات الصوت الدعائية الخاصة بكل منهما في المنطقة الحدودية. وتأتي مكبرات الصوت الدعائية كجزء من برنامج الحرب النفسية وفقا لصحيفة كوريا تايمز الكورية الجنوبية، والتي كان الغرض منها بث الأخبار التي تريد سول توصيلها إلى الجنود الكوريين الشماليين المرابطين في المنطقة الحدودية التي يمكن للصوت الوصول إليها. وفي العاشر من أغسطس الجاري، أعادت كوريا الجنوبية تشغيل البث بمكبرات الصوت ردا على إصابة أحد جنودها في انفجار لغم أرضي في منطقة منزوعة السلاح، وهو ما اعتبرت كوريا الشمالية مسؤولة عنه. وتقول السلطات العسكرية إن كوريا الشمالية استعادت بث الدعاية المضادة لجارتها الجنوبية بعد الحادث بأيام قليلة. وبالرغم من ذلك، فإن تقارير قالت إن مكبرات الصوت التي تستخدمها كوريا الشمالية رديئة لدرجة يصعب معها فهم ما يُبث خلالها.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه