2015-10-10 

سر نجاح عمان كوسيط في النزاعات

الرياض بوست

تلعب سلطنة عمان وبشكل متزايد دورًا مهما كوسيط ليس فقط في منطقة الشرق الأوسط وإنما في العالم الذي تجتاحه الأزمات والصراعات مثل النزاع النووي مع إيران أو الحرب الأهلية في اليمن وسوريا. لم تقتصر الوساطة العمانية المتكتمة فقط على الأزمات الكبرى بل شملت الأزمات والصراعات الصغيرة، حيث تتعامل مسقط مع برزانة وضبط النفس. في وقت سابق من هذا العام شرح وزير الخارجية العماني في مقابلة مع قناة CNNالأمريكية سياسة بلاده قائلاً: نحن لا ننحاز لهذا الجانب أو ذاك، بل نحاول أن ننقل لكلا الطرفين ما نعتقد أنه جيد بالنسبة لهما. ورغم من أنّه نادراً ما يتصدر البلد عناوين الصحف العالمية كما هو حال الدول المجاورة له مثل اليمن، وإيران، إلا أنهاّ تلعب دور الوسيط في هذه المنطقة التي تجتاحها الأزمات والصراعات، كما أن عمان هي الدولة العربية الوحيدة التي حافظت على علاقاتها الدبولماسية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهو ما يشرح سبب قيام القيادة العمانية بتقديم مساعدتها في النزاع النووي. ومن بعض الأمثلة عن الوساطة العمانية لحل عدد من الأزمات والنزاعات في منطقة الشرق الأوسط. التقى المفاوضون الأميركيون والإيرانيون في عدة مناسبات في العاصمة العمانية مسقط كما حدث في شهر مارس 2013، ومر اللقاء في سرية وهدوء دون أن يعرف العالم عنها شيئا، حيث عرض السلطان قابوس بن سعيد مبنى فاخر على الشاطئ للمندوبين الإيرانيين والأمريكيين لضمان سرية اللقاء، وفي وقت لاحق قدم وزير الخارجية الأميركي جون كيري بشكل علني الشكر لعمان على دعمها. ووفقُا لدويتش فليه تحدثت صحيفة القدس العربي، اعتمادًا على مصادر إيرانية عن اجراء محادثات أميركية سورية بشكل سري برعاية سلطنة عمان في مسقط. وصحيفة الشرق الأوسط فنشرت خبرًا حول مساعي خليجية إيرانية لعقد لقاء بين إيران ودول الخليج في الثاني والعشرين من سبتمبر المقبل، وهو المقترح الذي وجد ترحيبًا حارًا، من إيران وسلطنة عمان فيما تحفظت عليه ثلاث دول خليجية تضيف ذات الصحيفة. ولعبت مسقط دور مهم في اطلاق سراح الرهينة الفرنسية ايزابيل بريم المخطوفة في اليمن أوائل أغسطس الماضي، بعد أن كانت محتجزة منذ فبراير 2015. وأثنى حينها وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس على دور سلطنة عمان في الافراج عن الرهينة، أصدرت الرئاسة الفرنسة بيانا تشكر فيه الملك العماني قابوس بن سعيد. وكما هو الحال بالنسبة للأزمات الأخرى في المنطقة تتعامل مسقط مع الحرب الأهلية اليمنية برزانة وضبط النفس، فسلطنة عمان لم تشارك في العملة العسكرية "عاصفة الحزم" لتي تضم تحالفا دوليا يتكون من عشر دول، ست دول منها خليجية، أو ضد جماعة "أنصار الله" الحوثية. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن بعض المصادر أنّ مسقط استضافت في الأسابيع القليلة الماضية لقاءا جمع ممثلين عن المتمردين الحوثيين، الذي يسيطرون على أجزاء كبيرة من اليمن، ومندوبين عن الولايات المتحدة. وأوضح يوسف علوي أن تحركات بلاده تنطلق من رغبة عمان في أن يعم السلام في المنطقة. خلال المؤتمر الصحفي الذي جمعه بوزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير بالعاصمة الألمانية برلين اعتبر يوسف بن علوي أن "وجهات النظر بين عمان وألمانيا متطابقة فيما يتعلق بالقضايا الدولية وقضايا الشرق الأوسط على وجه الخصوص.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه