2015-10-10 

الذين سيفوزون بالأوسكار... قراءة وتخمينات!

من بريدة، فهد الأسطاء

بالرغم من أن الكثيرين لايعتبرون الأوسكار هو تتويجا للأفضل على كل الأحوال وربما يختلفون في آلية الترشيح ذاتها أو طبيعة الاختيار إلا أنه وفي كل عام يظل حفل توزيع جوائز الاوسكار الحدث الأهم سينمائيا والأكثر ترقبا من مختلف متابعي السينما وعشاق الأفلام والذي تنطلق معه سلسلة النقاشات الطويلة حول الافضل والأحق منذ ليلة إعلان الترشيحات ومنها أيضا تنطلق سلسلة من التخمينات والتكهنات حول من سيفوز في النهاية. وفي شأن حفل الأوسكار القادم في الثاني والعشرين من هذا الشهر يمكننا أن نتلمس بعد الترشيحات المعلنة من هم الذين سيتوجون بجائزة الأوسكار مستندين في هذا التكهن والتخمين بطبيعة قراءة توجهات الأكاديمية العامة حسب السنوات السابقة وعلى الجرد العام لأهم جمعيات السينما ودوائر النقاد الامريكية في مختلف المدن الأمريكية ( مثل نيويورك وشيكاغو وسان فرانسيسكو ولوس انجلوس ولاس فيغاس وةاشنطن وفلوريدا وبوسطن وهيوستن وجورجيا وديترويت وتكساس وسان دييغو وسانت لويس واوكلاهوما وكنساس وفنيكس وغيرها من الجهات السينمائية المعتبرة مثل جمعية الصحافيين في انديانا والجمعية الوطنية لنقاد السينما وجوائز اختيار النقاد وجوائز الغولدن غلوب المتعلقة بالصحافة الأجنبية في هوليود وحتى جوائز البافتا وقبل ذلك النقابات السينمائية المتخصصة الشهيرة ) وذلك في الفروع الاثني عشر الاهم من فروع جوائز الأوسكار الاربعة وعشرين . ففي جائزة أفضل فيلم تنحصر التوقعات مابين فيلمي Boyhood والذي صوره المخرج ريتشارد لينكلاتر خلال اثني عشر عاما كتجربة واقعي فذة يتتبع فيها حياة عائلة امريكية تقليدية تؤدي الشخصيات فيها أعمارهم كما هي حقيقة حيث نرقب حياة الصبي ماسون منذ طفولته وحتى شبابه ودخوله الجامعة مع كل المتغيرات من حوله . فيما الفيلم الآخر والذي أعتقد أنه افضل أفلام العام أمريكيا فهو Birdman للمخرج المكسيكي الخياندرو غوازناليس ايناريتو ويحكي فيه قصة نجم سابق لسلة أفلام إحدى شخصيات السوبر هيروز انحسرت عنه الأضواء ويسعى للعودة إلى الواجهة من جديد بشكل فني عبر قيامه بإخراج مسرحية في برودواي .وفيما كان Birdman قد ترشح لتسع جوائز اوسكار وتوجته نقابة المنتجين بأفضل فيلم ( وهي النقابة التي تتفق معها جوائز الاوسكار غالبا ولم تخالفها خلال خمسة عشر عاما منذ عام 2000 سوى في أربع مرات فقط ) فيما تقف غالب الجمعيات السينمائية ودوائر النقاد في امريكا إضافة لجوائز الغولدن غلوب والبافتا واختيار النقاد بجانب فيلم Boyhood المرشح ايضا لست جوائز اوسكار. فيما لايمكن توقع أي مفاجأة تجاه بقية الأفلام الستة المرشحة لأوسكار افضل فيلم. أما في جائزة الإخراج فهي تعود أيضا لتنحصر بين مخرجي الفيلمين السابقين لينكلاتر في ترشيحه الاول على مستوى الإخراج حيث ترشح سابقا مرتين على مستوى النص فقط ونال أيضا مع هذا الفيلم ترشيحا ثالثا و الخياندرو ايناريتو في ترشيحه الثاني اخراجيا بعد فيلمه الشهير " بابل " وهنا يبدو لينكلاتر في وضعية افضل بكثير حيث اكتسح غالب تتويجات الجمعيات السينمائية في أمريكا بما فيها الجمعية الوطنية وجوائز اختيار النقاد والستالايت وحتى الغولدن غلوب والبافتا ودائرة نقاد لندن فيمايقف بجانب اليخاندرو ايناريتو التتويج الأهم وهو نقابة المخرجين في أمريكا والتي لم تخالف جائزة الاوسكار في الاخراج سوى ثلاث مرات خلال آخر خمسة عشر سنة منذ عام 2000! أما في جوائز التمثيل فالأمر ربما أكثر وضوحا حيث يكتسح مايكل كيتون بطل فيلم بيرد مان في ترشيحه الأول جوائز الجمعيات السينمائية بالاضافة للغولدن غلوب كممثل عن فيلم كوميدي لكن المنافسة الأقوى تأتي من شريكه في الغولدن غلوب بجائز افضل ممثل عن فيلم درامي وهو الشاب ايدي ريدماني في ترشيحه الأول عن دوره الذي جسد فيه شخصية عالم الفيزياء الشهير ستيفن هوكينغ متسلحا ايضا باختيار نقابة الممثلين له كأفضل ممثل . فيما تبدو النجمة المبدعة دائما جوليان مور على موعد أخيرا بعد اربع ترشيحات سابقة مع أوسكارها الأول كأفضل ممثلة لتأديته شخصية زوجة متفوقة أكاديميا تصاب بالزهايمر في مرحلة مبكرة من عمرها في فيلم Still Alice وهو الدور الذي توجته ن خلال في جوائز الغولدن غلوب والبافتا واختيار النقاد ونقابة الممثلين ايضا لكنها ستجد منافسة ملحوظة من الفرنسية ماريون كوتيلارد الفائزة سابقا عن دورها في تجسيد شخصية المغنية إديث بياف والمرشحة حاليا في الفيلم الرائع للأخوة داردن Two Days, One Night بالإضافة لمنافسة الممثلة الأمريكية روزمنوند بيك في ترشيحها الاول عن فيلم الإثارة Gone Girl وهي التي قد سجلت حضورا جيدا في جوائز الجمعيات السينمائية ودوائر النقاد. وفي جائزة افضل ممثل مساعد فالأمر أشبه بإجماع على تتويج جي كي سيمونز عن دوره في فيلم Whiplash كمعلم موسيقى قاسي وصارم وكذا الحال بالنسبة للممثلة باتريسيا ارغيت كأفضل ممثلة مساعدة عن دورها كأم الطفل ماسون خلال الاثني عشر سنة في فيلم Boyhood حيث اكتسح الاثنان أغلب واهم الجوائز السينمائية في هذين الفرعين مع ظهور طفيف جدا لمنافسيهم . وفي جائزتي النص الأصلي والمقتبس يبدو الأمر محيرا بعض الشيء والتتويج متفاوتا ففي حين اختارت نقابة الكتاب الامريكية فيلم The Grand Budapest Hotel كافضل نص اصلي وتوجته البافتا البريطانية سنجد أن فيلم بيردمان الذي فاز في الغولدن غلوب كافضل نص وجائزة اختيار النقاد يتساوى أيضا في الحضور مع غراند بوادبست هوتيل على مستوى الجمعيات السينمائية فيما يقف نص فيلم بويهود عنهم بمسافة . بينما في جائزة النص المقتبس فقد اختارت النقابة فيلم The Imitation Game كأفضل نص مقتبس فيما منافسه الأقوى والفيلم الذي تغلب عليه بفارق كبير في الحضور والتتويج على مستوى جمعيات السينما ودوائر النقاد لم يتم ترشيحه للأوسكار وهو فيلم Gone Girl !! مما يجعل فيلم The Imitation Game في وضعية افضل دون اهمال ايضا لعنصر المفاجأة في هذه الجائزة مع فيلمي The Theory of Everything, Inherent Vice . في جائزة التصوير أعتقد اننا سنشهد تتويجا للسنة الثانية على التوالي للمصور المكسيكي المبدع ايمانويل ليبوسكي بعد فوزه العام الماضي عن تصوير فيلم Gravity حيث بانتظار تتويجه هذه السنة ايضا عن تصويره المدهش في فيلم بيردمان وهو المتوج على كل حال مؤخرا في جوائز نقابة المصورين. أما في جائزة أفضل فيلم أجنبي فمن بين الأفلام الخمسة المرشحة يبرز الفيلم البولندي Ida بشكل أكبر من غيره حيث تم تتويجه كأفضل فيلم أجنبي في ثمان جمعيات سينمائية مهمة مثل دائرة نقاد الفيلم في نيويورك وسان فرانسيسكو وجورجيا وتكساس وغيرها فيما فاز في البافتا أيضا وهو يحكي قصة فتاة من الستينات تخرج من الديرلتعيش مع قريبتها وتكتشف بعض الاسرار العائلية التي أخفيت عنها فيما يبدو اقرب المنافسين الفيلم الفائز بالغولدن غلوب ودائرة نقاد لندن أيضا وهو الروسي الرائع - والفائز في مهرجان كان كأفضل سيناريو و الفيلم الاول على قائمة صحيفة هوليود ريبورتر لأفضل أفلام ٢٠١٤- . Leviathan في أول ترشيحات المخرج الروسي المبدع اندري زفياغنتسيف حول أب روسي يصارع في مواجهة السلطة الفاسدة ويسعى لتماسك عائلته. وفي فئة أفضل فيلم أنميشن فإنه من المفارقة أن الفيلم الأفضل برأيي The LEGO Movie والذي اكتسح جوائز جمعيات السينما ودوائر النقاد كأفضل أنميشن بالإضافة للبافتا وتتويج نقابة المنتجين أيضا لم يرشح للأوسكار!! ولذا تبدو الحظوظ متقاربة بين المرشحين فالجزء الثاني من How to Train Your Dragon كان قد فاز في الغولدن غلوب وفيلم Song of the Sea فاز بجوائز الستالايت اكاديمية الصحافة الدولية و Boxtrolls فاز عند جمعية نقاد الفيلم في سان دييغو فيما لم يفز Big Hero 6 بشيء بينما فيلم الانميشن الياباني الأفضل برأيي من بين المرشحين The Tale of The Princess Kaguya كان قد فاز حسب جمعية نقاد بوسطن ولوس انجلوس . ونصل في النهاية للجائزة الثانية عشر الأهم في جوائز الأوسكار وهي جائزة الفيلم الوثائقي والتي فيما يظهر تتجه بقوة لتتويج فيلم Citizenfour والذي يحكي لقاء مخرجة الفيلم لورا يوبتراس مع العميل السابق ادوارد سنودن وفضيحة تجسس وكالة الأمن القومي في أمريكا حيث توج هذا الفيلم المثير لدى ثلاث عشرة جمعية سينمائية إضافة للبافتا ودائرة نقاد لندن فيما لحسن حظه لم يدخل ترشيحات الأوسكار فيلم Life Itself وهو الفيلم المنافس له بقوة في جوائز جمعيات السينما ودوائر النقاد الامريكية والمتوج أيضا من نقابة المنتجين وهوالفيلم الذي يحكي عن حياة الناقد السينمائي الشهير الراحل روجر ايبرت . في الختام إذا ماكان علي أن أتوقع الفائزين بالأوسكار في هذه الفروع الاثني عشر بغض النظر عن التفضيل الشخصي فستكون تخميناتي كالتالي : أفضل فيلم : Boyhood أفضل إخراج : اليخاندرو غونزاليس ايناريتو عن فيلم Birdman أفضل ممثل : مايكل كيتون بطل فيلم Birdman أفضل ممثلة : جوليان مور بطلة فيلم Still Alice أفضل ممثل مساعد : جي كي سيمونز في فيلم Whiplash أفضل ممثلة مساعدة : باتريسا ارغيت في فيلم Boyhood أفضل نص أصلي : The Grand Budapest Hotel أفضل نص مقتبس : The Imitation Game أفضل تصوير : ايمانويل ليبوسكي مصور فيلم Birdman أفضل فيلم أجنبي : Ida أفضل فيلم أنميشن : Bi Hero 6 أفضل فيلم وثائقي : Citizenfour

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه